الأسماك لا تنام

إهداء : إلى الشعبين العظيمين المصري والتونسي
1
لست من الذين يلوحّون لأحد
أنا هنا واقف كنخلة أرسل الريح لأقدام العابرين
العابرين للجهة الأخرى من الحياة
للجهة الأخرى من القدر....
2
الطريق ليست لأحد
الطريق لامرأة تحررت من الرجل
ولرجل تحرر من القيد
ولقيد تحرر من الدائرة الغامضة ....
3
البحر يضج بالموسيقى الآن
الأسماك تقفز بمحض إرادتها إلى حنجرة الثوار
بدلا من حنجرة القرش ...
4
الصياد حفظ الدرس جيدا
ها هو يطيح بالشباك
بدلا من الأسماك ...
5
وها أخرج من ذهب النعاس
و أقذف بحواسي
في ماء الطريق
وكحلزون أعمى أنزّه عيني
في المقص يتوارى بعيدا
خوفا من زفرة الفل والياسمين
6
هكذا تنفست عميقا
وأنا أفتح الباب
على صهيل يناير
مازال يبحث عن السائس الذي هرب بالسرج ..
7
بتلات الفل والياسمين
تبرعمت في قميص العابر
عطره أحيا الخشب والحجر والمعدن ....
8
تونس ،مصر ، الجزائر ، اليمن ،الأردن ، السودان ...
لأول مرة أسير في الشارع سعيدا
لأول مرّة لا أقول وداعا للوطن ...
9
خارج الطريق لا شيء تقريبا
فقط شاعر يعصر نهد القصيدة
بحثا عن حليب إضافي لأبناء هذا الوطن
وعن زهرة لثوار هذا الوطن ...
10
يا للعجب الزهرة التي بحثت عنها طويلا
توجد في أرض القلب ...
11
وأين يوجد القلب ؟
لا بدّ أنه يدفع بالمياه
جهة الحرية ...
12
ها يدي الآن في الصورة
لا تقطف الرمان
بل تزرع الرمان ....
جرسيف المغرب 30 1 2011