يعرض حاليا ببعض القاعات السينمائية ببلادنا، فيلم كوميدي فرنسي يحمل عنوان "HALAL POLICE D?ETAT " (حلال شرطة الدولة)، وهو من إخراج "رشيد دهيبو" و من بطولة الثنائي الكوميدي المشهور في فرنسا "إريك و رمزي" اللذان كتبا السيناريو و الحوار لهذا الفيلم، و تشارك فيه أيضا بمشهد قصير الممثلة المغربية المقتدرة فاطمة أوشاي. يحكي الفيلم خلال 98 دقيقة قصة مجرم خطير قتل في الحي الشعبي الباريزي المشهور "باربيس" عدة أشخاص، كانت آخرهم نجلة إحدى الشخصيات الجزائرية المهمة، و هو أمر دفع بالسلطات الأمنية الجزائرية إلى إيفاد المفتش الوهراني "نعناع" ( الكوميدي رمزي ذو الأصل الجزائري)، و المفتش " القبايلي " (الكوميدي إريك) للبحث في هذه الجريمة و إلقاء القبض على القاتل. سيسافر هذا الثنائي من الجزائر و سيحل بمدينة باريس من أجل التعاون مع رجال الأمن الفرنسيين، و سيقومان بطريقتهما الخاصة المطبوعة بالتهكم و بالبلاهة المقصودة و الذكاء المقنع بالغباوة،بتقديم صورة كاريكاتورية للبحث البوليسي من خلال تجاوز عدة مواقف ساخرة و طريفة و رومانسية و مأساوية، و من خلال تعاملهما مع رجال الشرطة الفرنسيين ومع صاحب الفندق الذي استضافهما، و هو شخص لطيف و ساذج المظهر و النطق و التصرفات و لكنه خطير بأفعاله الخفية. الفيلم يتضمن معاني و إيحاءات من خلال الإشارة بكيفية طريفة و ساخرة في بعض محطاته إلى بعض القضايا المرتبطة بالمهاجرين المغاربيين (الجزائريين) والأسيويين (الصينيين)، من بينها قضية مجازر"الحلال" و "الحرام" في المأكولات، هذه القضية التي أسالت الكثير من المداد و أثارت الكثير من الكلام في مختلف وسائل الإعلام الفرنسية، ويتضمن إشارات ساخرة مستوحاة من بعض الأفلام السينمائية من بينها فيلم "دافينتشي كود"، و من بعض الأحداث الدولية من بينها الحدث المشهور عالميا الذي خلقه الصحفي العراقي "منتظر الزيدي" الذي رمى بحذاءيه على الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش أثناء مؤتمر صحفي عقد ببغداد في شهر دجنبر 2008 بالعراق، و جعل أصحاب هذا الفيلم من الحذاء (السبّاط) سلاحا فعالا و وسيلة سحرية و ناجعة و "حلال" في القضاء على المجرمين دون حاجة إلى أسلحة نارية أو إراقة للدماء. الفيلم ليس تحفة سينمائية طبعا بالمفهوم الفني السينمائي، و لكنه مثير للفضول و يليق للترفيه عن النفس لبعض الوقت،قصته بسيطة بنوعها و بمضمونها و بطريقة تناولها، تهدف أساسا بحوارها و بأحداثها و تطوراتها و بنوعية و شكل شخصياتها إلى التسلية بتطورات متساهل في نسجها و بنائها، حوارها يلعب دورا أساسيا في إذكاء المواقف الساخرة، وهو حوار يجمع بين العربية الدارجة الجزائرية و الفرنسية،وهو بذلك فيلم جزائري بموضوعه ومضمونه، و لا يحمل من الجنسية الفرنسية إلا عملية الإنتاج. الفيلم مسل حركي و طريف و يغري بالإثارة في بدايته ، ولكنه يسقط بعد ذلك في التمطيط بالتوسع في تطورات أقل طرافة و إثارة قبل الوصول إلى نهاية سعيدة تتوج طبعا بالنجاح لهذا الثنائي في المهمة التي أسندت إليهما، و تتوج أيضا بالجمع بين المفتش "نعناع" و عشيقته التي التقى بها صدفة و أحبها من أول نظرة في أحد شوارع باريس.