في الوقت الذي أعلن فيه عن إسقاط طائرة عسكرية قرب مصراته ، تحضر المعارضة الليبية التي سيطرت على شرق ليبيا وعدد من مدن الغرب لمسيرة الى طرابلس ، أين يواصل العقيد معمر القذافي الذي يتجاهل الضغوط الدولية، التقليل من أهمية العصيان الدموي الذي يهز نظامه. ميدانيا وقعت اول أمس مدينتا مصراتة (شرق) وغرين (جنوب) الاستراتيجيتين تحت سيطرة المعارضة. وفي طرابلس وحدها ما زال افراد القوات الخاصة الموالية للقذافي يتجولون بسيارات رباعية الدفع. و يشرفون على مراكز تفتيش في العاصمة وحولها ، بينما بدأت السلع و المواد الغدائية الآساسية تنفذ تدريجيا من المخازن في حين تم تقنين التزود بالخبز والوقود، حسبما ذكر احد السكان في اتصال هاتفي. وفي اليوم الرابع عشر من التمرد الذي تحول الى عصيان مفتوح ، لم يعد القذافي والقوات الموالية له يسيطرون سوى على منطقة معزولة من وسط طرابلس بالاضافة الى بعض مداخلها ، بينما اكدت واشنطن انها مستعدة لمساعدة المعارضين على انشاء "مجلس وطني مستقل" يكلف بتمثيل المدن المحررة. وبعدما فرضت عقوبات قاسية على الزعيم الليبي وعائلته والمقربين منه في نظامه ، تفكر الاسرة الدولية في فرض حظر للطيران فوق ليبيا لمنع اي عمليات لقصف السكان. ولكن بينما تتوالى الدعوات الدولية لرحيل القذافي وآخرها النداء الصادر من لندن ليغادر "الآن"، بقي الزعيم الليبي على موقفه منددا بالعقوبات التي فرضتها الاممالمتحدة ومؤكدا ان ليبيا "هادئة تماما .