على هامش الندوة الدولية للإعلام والهجرة بالجديدة تحدث بن يونس بهقاني ل «العلم» عن السينما والهجرة، وقال إن الدورة الثامنة لمهرجان السينما والهجرة بأكادير لهذه السنة، من 9 إلى 12فبراير الجاري، ستعرف تقديم عدد كبير من الأفلام، سواء لمخرجين مغاربة مقيمين بأوروبا أو لمخرجين مغاربة في الداخل ومهنيين كذلك ، بالإضافة إلى أفلام قصيرة وأخرى وثائقية. وأوضح بأن الهدف من تنظيم مهرجان أكادير حول «السينما والهجرة»، هو تسليط الضوء على قضايا الهجرة من خلال الأفلام المعروضة، وأعتبره فرصة للتلاقي بين الفاعلين السينمائيين بالمغرب والسينمائيين في دول المهجر، والمهرجان كذلك فرصة لتلاقح الأفكار والخبرات والتجارب وتبادل الرؤية المستقبلية من خلال التفكير في إنتاج فيلم مغربي مشترك بين المخرجين المغاربة والمخرجين المقيمين في دول مختلفة، وهي فرصة أيضا تمكن مجموعة من الفاعلين من الالتقاء فيما بينهم وبين السياسيين الذين يهمهم الشأن السينمائي. وأكد أن مهرجان السينما والهجرة فرصة لتوضيح بعض القضايا الخاصة بالمستجدات المستحدثة، لأن العالم حاليا يعرف متغيرات كبيرة على مستوى الأحداث المرتبطة بالهجرة التي تتغير بشكل مستمر، وذكر بمظاهر العنصرية في بلدان المهجر وأعطى مثالا لذلك بهولندا، وأزمة البطالة خصوصا في إسبانيا، وأشار أيضا إلى سلوكات اعتبرها مشينة لبعض السياسيين الفرنسيين بخصوص قضية الاندماج ، بحيث يقول هؤلاء السياسيين إن المغاربيين مازالوا لم يستطيعوا الاندماج، في حين أن الكثير منهم ولد في فرنسا ويتحدث الفرنسية بطلاقة. وقال بهقاني إن فكرة هؤلاء السياسيين مغلوطة، مؤكدا أن الأفلام يمكنها توضيح أو فضح الأساليب المسيئة لمغاربة الخارج. ومن خلال العمل السينمائي يمكن الاطلاع عن الأوضاع الاجتماعية للمهاجرين المغاربة، بالإضافة إلى أن الأعمال السينمائية تعمل على مقاربة العديد من القضايا من قبيل قضية المرأة، كيف أصبحت وهل تعاني، أم هي ناجحة في البلد الذي تقيم فيه. ويمكن لشريط قصير أو طويل، أن يسلط الضوء على وضعية من وضعيات المرأة، بحيث من النساء من أصبح في موقع القرار في دولة الإقامة. وأضاف أن السينما تمكن من العمل حول مواضيع من قبيل قضايا اللاعبين المغاربة في الدول الأوروبية، والتطرق إلى مراحل التطور الحاصلة في حياتهم، منذ نعومة أظافرهم في الحي الذي يسكنون فيه إلى أن أصبحوا أبطالا، سواء مع الفريق الفرنسي أو الهولندي. ومن الخلاصات التي يمكن الوصول إليها عبر اللقاءات من هذا القبيل تغيير الصورة الحقيقية لدى الغرب تجاه المهاجرين، أو التي يلتقطها المشاهد أو المتلقي المغربي عبر الأقمار الاصطناعية، والعمل على محو صورة المهاجرين على أنهم مجرمون أو شيء آخر. وسيقدم بن يونس، الذي سبق له أن قدم شريطا قصيرا دراميا، في هذه الدورة شريطا وثائقيا، صوره بفرنسا بمدينة رين وبهولندا بمدينة فتريخت، ويعالج فيه مع الأستاذ الجامعي عمر السمولي قضية التقاعد بالنسبة للمهاجرين. ويتحدث هذا الشريط عن الأوضاع التي يعيشها عدد من المهاجرين الذين ينتمون إلى الجيل الأول وسبق لهم أن اشتغلوا في فرنسا وفي المغرب، والآن هم يشتكون مما آلت إليه الظروف، ويحكون معاناتهم مع القوانين الفرنسية التي تسلبهم من حين لآخر حقهم، خاصة وقت رجوعهم إلى بلدانهم الأصيلة. وسبق أن قدم بهقاني هذا الشريط في إطار التنسيق ما بين الوزارة المكلفة بالجالية ومؤسسة الحسن الثاني وذلك في ورشة بالرباط، حول معضلة التقاعد في أوروبا. والشريط ناطق بالفرنسية وبالعربية، وعدم عرضه في دار الإذاعة والتلفزة كان بمبرر أنه صادر عن دار إنتاج مقرها موجود بهولندا، وهذه المسطرة القانونية تفرض على المنتج أن ينشئ دار إنتاج في المغرب، وإلا سوف لن تجد إنتاجاته طريقها إلى الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، وهو الآن منكب على إنشاء شركة بالمغرب للتواصل أكثر مع الجمهور في الداخل.