احتفاء بالفن السابع ودعم لقيم الانفتاح والتعايش تنطلق مساء اليوم بمدينة أكادير، الدورة الثامنة لمهرجان السينما والهجرة الذي تنظمه جمعية المبادرة الثقافية، وتستدعي إليه فسيفساء من الفنانين والمخرجين والنقاد السينمائيين والباحثين الجامعيين من المغرب والخارج، لمقاربة موضوع الهجرة الذي يبقى القاسم المشترك لجميع ما يقدم من أعمال أو ما يدور من مناقشات طيلة أربعة أيام هي عمر دورة المهرجان التي تعد كذلك مجالا مفتوحا للتلاقي بين مهنيي السينما من المغرب والخارج وفرصة لتوحيد الرؤى من خلال حوار بناء يساهم في الدفع بالعلاقات نحو المزيد من استيعاب ثقافة الآخر وما يترتب عن هذا التعاطي الايجابي من نتائج مثمرة. هذا العام يعطي مهرجان أكادير للسينما والهجرة مكان الصدارة للسينما الأفريقية. حيث سيكون رئيسا لهذه النسخة الممثل الكبير الفرنسي من أصل كاميروني إيريك إيبوانيه - Eriq Ebouaney ، الذي تألق في العديد من الإنتاجات السينمائية سواء الفرنسية أو الأنجلوسكسونية. كما ستعرف الدورة الثامنة لمهرجان السينما والهجرة مشاركة ثلاثين فيلماً لمخرجين أفارقة وأوروبيين، إضافة إلى تقديم عرض للمخرج الجزائري محمود زموري صاحب أفلام مثل «خذ 10.000 فرنك واذهب»، «سنوات التويست الجنونية» و «شرف القبيلة». وتنعقد على هامش المهرجان ندوات وطاولات مستديرة يقوم بتنشيطها باحثون أكاديميون مغاربة وأجانب، بينها المحاور الآتية: «الساكنة المهاجرة السوداء مابين الإقصاء والاندماج»، «الوجوه السوداء: عمال المناجم المنتمين إلى جهة سوس ماسة درعة بين الذاكرة والنسيان»، و»الهجرات النسائية المغربية بدول الخليج، بين الحقيقة والإشاعة» وقد ارتأت اللجنة المنظمة للمهرجان أن يتم التركيز خلال هذه الدورة على قضايا الهجرة في القارة الإفريقية. من جهة أخرى يظل مهرجان السينما والهجرة لأكادير وفيا لشعاره الهادف إلى تقريب السينما من الجمهور، حيث سيكون لجمهور أكادير موعد مع إنتاجات سينمائية وطنية ودولية مختارة بعناية فائقة في مختلف فضاءات المدينة. وترسيخا لثقافة الاعتراف بالكفاءات الفاعلة في مجال السينما سيتم تكريم الممثل والمخرج الجزائري محمود زموري، والفنان المغربي عبد القادر مطاع أحد الفنانين الذين بصموا المشهد التلفزي الوطني. وقد تألق مطاع في التلفزيون وفي المسرح، خاصة في شخصية «الطاهر بلفرياط»، ضمن سلسلة «ستة من ستين» لفريدة بورقية. كما جرب مطاع، عالم السينما من خلال المشاركة في عدد من الإنتاجات المغربية والعربية، ومنها الفيلم الطويل « البانضية « لسعيد الناصري سنة 2004 و”وشمة” لحميد بناني و”الشركي أو الصمت العنيف” لمومن السميحي. أيضا سيتم تكريم الفنان الجزائري محمود زموري، وقد تألق زموري بالعديد من الأدوار في أفلام من قبيل تشاو بونتان (كلود بيري 1983) ولاسمالا (جون لو هوبير 1983) و”المساعدة على العودة” وتتسم أدواره برؤية نقدية ساخرة في مقاربته للقضايا الاجتماعية. كما قام بأدوار في أفلام أخرى من قبيل “من هوليوود إلى تمانراسيت” الذي تم عرضه سنة 1991 ويعالج فيه التطرف الديني و”أبيض وأحمر” (2006). وفي إطار انفتاح المهرجان على محيطه وبتعاون مع جامعة ابن زهر سينظم لقاءين لفائدة طلبة الجامعة، اللقاء الأول مع محمد الكغاط وعرض فيلمه “اضطراب” ، يعقبه عقد الندوة الأولى بحضور رشيد الوالي والفنانة حنان إبراهيمي في حين سينشط الندوة الثانية السينمائية البلجيكية من أصل مغربي رشيدة الشباني بعد عرض فيلمين من أفلامها القصيرة: «لما حكت لي أمي « و» المقبرة الوردية».. ويتضمن برنامج الدورة القادمة كذلك أفلاما أخرى سيتم عرضها بالمركز السجني بإينزكان -آيت ملول وبدار الطالب ببيوغرة بإقليم شتوكة آيت باها يشار إلى أن مهرجان أكادير للسينما والهجرة، استطاع منذ دورته الأولى التي أقيمت سنة 2003، أن يكتسب على مر السنين من الخبرة والمكانة ما جعله يتموقع الآن كأحد المواعيد السينمائية القارة لعشاق الفن السابع وطنيا وإقليميا. ومن المقرر أن تشهد الدورة الثامنة من مهرجان أكادير للسينما والهجرة على هامش فعالياتها، تقديم مشروع يرمي إلى إبراز مواهب سينمائية شباب بجنوب المتوسط من عشاق السينما بالمنطقة. ويقوم هذا المشروع ،الذي يحمل عنوان “محترف السينما العابرة للمتوسط” ،حسب ، واضعيه على”مواكبة السينمائيين الشباب المتوسطيين في تنمية مشروع أول فيلم مطول يعزز قيم التلاقح الثقافي”. ومن المرتقب أن تختار لجنة مهنية المشاريع التي ستستفيد من المواكبة في إخراج أفلام قصيرة وفي كتابة سيناريوهات الأشرطة المطولة. ومن بين الشركاء الذين يساهمون في إنجاز هذا العمل الذي سيتم إطلاقه رسميا خلال ماي القادم في إطار مهرجان كان، توجد جمعية “ميل فيزاج ” وقناة فرانس الدولية والمركز السينمائي المغربي ولجنة فيلم ورزازات. وحسب المنظمين فإن هذه الدورة ، ستتميز بمزيد من الترسيخ لهوية المهرجان وتكريس أهدافه الأساسية، المتمثلة في التعريف بظاهرة الهجرة إقليميا وقاريا، وبمشاكل المهاجرين في مختلف دول العالم، وتمكين الجمهور من مشاهدة، إنتاجات سينمائية وطنية ودولية من مستوى عال في فضاءات مفتوحة وبشكل مجاني، حول مواضيع الهجرة وقيم الانفتاح والتعايش والتسامح. إيريك إيبوانيه رئيس الدورة الثامنة ويعتبر إريك إيبواني من بين الممثلين السينمائيين الأفارقة الذين انتزعوا لهم مكانة بين النجوم في سماء المشهد السينمائي العالمي... حيث برز إريك إيبواني، في عدد من الأفلام الأمريكية والفرنسية، ولعب الدور الرئيسي في فيلم «لومومبا» لراوول بيك ، جسد من خلاله شخصية الزعيم الكنغولي الكبير في الكفاح من أجل الاستقلال، كما تقاسم البطولة مع جون مالكوفيتش في فيلم «ديزكراس» لستيف جاكوبس، والمأخوذ عن رواية الحائز على جائزة نوبل للأدب، الجنوب أفريقي ج.م. كوتزي، كما شارك في فيلم «فام فاتال» لبريان دي بالما وفي «كينغدم أوف هيفن» لريدلي سكوت. كما أن هذا الفنان، الذي فضل التضحية ب 30 عاما من العمل في التجارة الدولية من أجل ولوج عالمي المسرح والسينما، عمل مع ممثلين ومخرجين آخرين مرموقين مثل جيرار دوبارديو وجان رينو، وأنطونيو بانديراس.