أجمعت وسائل الإعلام الإسرائيلية على نجاح ثورة الشعب المصري، ودعا بعضها حكومة بنيامين نتنياهو للتنصل كليا من الرئيس المصري حسني مبارك، كحليف رغم خدماته التي قدمها بتحصين السلام مع إسرائيل منذ ثلاثين عاما. واختلفت آراء المحللين والباحثين الإسرائيليين إزاء الهبة الشعبية في مصر التي جاءت لتنسف التقييمات والتوقعات الإسرائيلية حول المنطقة, وتلزمها بإعادة النظر في العلاقات بمنطقة الشرق الأوسط. وأشاد بعض المحللين السياسيين بالشعب المصري وإنجازاته في هذه المرحلة، لكنهم حذروا من الحراك الذي تشهده بعض البلدان العربية وتحديدا الأردن وسوريا، وأعربوا عن خشيتهم من اندلاع احتجاجات أخرى بالأراضي الفلسطينية. وتحت عنوان «شكرا سيادة الرئيس» ، كتب بوعز بيسموت، أن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو كان على حق بمنحه الدعم لصديقه مبارك الذي حصن السلام لثلاثين عاما. ووجه الكاتب -في مقال نشرته صحيفة «إسرائيل اليوم» ، المقربة من نتنياهو- انتقادا شديد اللهجة للإدارة الأميركية التي أدارت ظهرها لرئيس خدم مصالحها معتقدا أن صيانته للسلام ستكفل له استقرار حكمه. وتزامنا مع هذه التطورات، وانسجاما مع الرؤى الإسرائيلية ، يتوقع بحث أكاديمي، أعد في الجامعة العبرية بالقدس، ونشره الموقع الإلكتروني ل«يديعوت أحرونوت»، عدم استقرار بعض الأنظمة العربية وغير العربية .. . ولفت معدا البحث، تمير شيف، ر وشاؤول شنهاف، إلى أنه قبل عامين تم تشخيص علامات عدم استقرار الحكم بمصر، مستبعدين حدوث انقلاب وثورات في هذه المرحلة في الأردن والجزائر وماليزيا. ويرى المحلل السياسي لصحيفة «هآرتس»، ألوف بن، ضرورة قيام نتنياهو بإعادة النظر في تقديراته وعلاقاته بالمنطقة عقب انهيار حكم مبارك، مشيرا إلى أنه فحص مؤخرا إمكانية إطلاق المفاوضات السياسية مع الفلسطينيين والسوريين لتجاوز حالة العزلة التي تعيشها إسرائيل. وحسب المحلل فإن ما يحصل بمصر، دفع نتنياهو للتفكير ثانية وبجدية في وجهته السياسية، مشيرا إلى أنه لا يمكنه أن يبقى مترددا ، وعليه أن يختار ما بين «التحصن» أو «التسوية السياسية». وتحت عنوان «شرق أوسط جديد»، سردت صحيفة «معاريف» آخر التطورات على الساحة المصرية، قائلة إن عهد مبارك انتهى. وتطرقت الصحيفة لما يحصل في الأردن، ورأت أن الملك الأردني عبد الله الثاني يعيش حالة من الضغوط، لكنه استبق تطورات واتساع المظاهرات بتغيير الحكومة والتوجه نحو الإصلاحات. كما باتت سوريا محورا للجدل بالصحافة الإسرائيلية التي تنظر بترقب لمظاهرات «أيام الغضب» المحتمل أن تشهدها دمشق نهاية الأسبوع. واستبعدت «معاريف» انتقال رياح الثورة التونسية والمصرية إلى سوريا خلال المرحلة الراهنة، واعتبرت أن نظام بشار الأسد يصغي، ولو بشكل محدود، لتطلعات شعبه، مؤكدة في المقابل أن الشعب السوري سيتأثر تدريجيا برياح التغيير. وترى هيس ، في مقالة لها بصحيفة «هارتس» ، أن أنظمة القمع التي أفرزتها إسرائيل ستنهار عاجلا أم آجلا, وستشهد المناطق الفلسطينية مظاهرات شعبية قد تخترق الحواجز والجدران لتصل الجماهير إلى منطقتي سلوان والشيخ جراح. وخلصت للقول «علينا ألا نكون ساذجين ففي مثل هذه الظروف، فإن الأوامر ستعطى للجيش الإسرائيلي بإطلاق الرصاص حتى وإن شارك بالمظاهرات مائتي ألف فلسطيني».