تواصل إجلاء الرعايا الأجانب في مصر وسط تصاعد أعمال العنف والانفلات الأمني. فقد قالت الولاياتالمتحدة إنها ستجلي رعاياها الراغبين بمغادرة مصر اعتبارا من أمس الاثنين إلى دول أوروبية. وقال بيان إن «السفارة الأميركية في القاهرة تبلغ المواطنين الأميركيين ممن يرغبون في المغادرة بأن وزارة الخارجية تقوم بترتيبات لتوفير عمليات نقل لمواقع آمنة في أوروبا، وأن الرحلات إلى نقاط الإجلاء تبدأ اليوم الثلاثاء « مشيرة إلى أن الأمر طوعي. وكانت السفارة الأميركية حثت مواطنيها قبل يومين على إرجاء السفر غير الضروري إلى مصر وتوخي الحذر. وعلى غرارها، أعلن بيان صادر عن وزارة الخارجية الإسرائيلية عن إجلاء أسر دبلوماسييها في مصر ونحو 40 إسرائيليا آخرين على متن طائرة خاصة تابعة لشركة الطيران الإسرائيلي« العال». وأوضح البيان أن الطائرة، التي أرسلتها الوزارة، وصلت مطار بن غوريون في تل أبيب، مساء السبت الماضي، تحمل أسر وأزواج وأطفال المبعوثين الإسرائيليين إلى مصر، إضافة إلى إسرائيليين آخرين لهم أعمالهم الخاصة في مصر أبدوا رغبة في العودة إلى إسرائيل. وذكرت وسائل إعلام إسرائيلية أن قرار إعادة عائلات الدبلوماسيين اتخذه وزير الخارجية، أفيغدور ليبرمان، بعد مشاورات. وقررت الخارجية الإسرائيلية إغلاق سفارتها في القاهرة ، بعدما تبين أن المظاهرات الاحتجاجية التي تطالب الرئيس المصري حسني مبارك بالتنحي عن الحكم ، باتت قريبة من السفارة. وتسعى تركيا أيضا لإجلاء رعاياها، حيث نقلت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية عن مصادر بالسفارة التركية في القاهرة، قولها إن تركيا أرسلت طائرتين تابعتين للخطوط الجوية التركية إلى مصر لإجلاء المواطنين الاتراك، وإن عملية الإجلاء قد تستمر عدة أيام إذا لزم الأمر. وفي مطار القاهرة الدولي، أوضح مسؤولون أن عدة دول عربية -هي المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات، ولبنان، والأردن- نظمت رحلات جوية إضافية لنقل رعاياها وأسر دبلوماسييها إلى خارج مصر. وأضاف المسؤولون أن نحو 3000 شخص -نصفهم تقريبا من النساء- وجدوا أنفسهم ، مساء السبت الماضي ، مضطرين للبقاء في المطار، لأن طائراتهم وصلت بعد بدء حظر التجول. وأشاروا إلى أن نصف هذا العدد خليط من المصريين والأجانب الذين قرروا الهروب من البلد، ولكنهم فوجئوا بأن عددا من شركات الطيران ألغت أو أجلت أو علقت رحلاتها. وقالوا إن قاعات السفر ما زالت تعج بالركاب الراغبين في مغادرة البلاد، حيث تسود الفوضى أمام صالات الوصول في مبنييْ المطار رقم 1 و2. وكان عدة شركات طيران دولية علقت رحلاتها إلى مصر، ومنها الخطوط المصرية التي أعلنت عن توقف 12 ساعة، لكنها عاودت الرحلات بسبب تدفق رعايا الدول الأخرى مع تواتر الأنباء عن أعمال العنف وغياب الأمن.