ترامب يهدد بمحاولة استعادة قناة بنما    هيئة المعلومات المالية تحقق في شبهات تبييض أموال بعقارات شمال المغرب    المغرب يخطط لإطلاق منتجات غذائية مبتكرة تحتوي على مستخلصات القنب الهندي: الشوكولاتة والدقيق والقهوة قريبًا في الأسواق    تشييع جثمان الفنان محمد الخلفي بمقبرة الشهداء بالدار البيضاء    فريق الجيش يفوز على حسنية أكادير    شرطة بني مكادة توقف مروج مخدرات بحوزته 308 أقراص مهلوسة وكوكايين    دياز يساهم في تخطي الريال لإشبيلية    فرنسا تسحب التمور الجزائرية من أسواقها بسبب احتوائها على مواد كيميائية مسرطنة    المغرب يوجه رسالة حاسمة لأطرف ليبية موالية للعالم الآخر.. موقفنا صارم ضد المشاريع الإقليمية المشبوهة    المغرب يحقق قفزة نوعية في تصنيف جودة الطرق.. ويرتقي للمرتبة 16 عالميًا    حفيظ عبد الصادق: لاعبو الرجاء غاضبين بسبب سوء النتائج – فيديو-    وزارة الثقافة والتواصل والشباب تكشف عن حصيلة المعرض الدولي لكتاب الطفل    فاس.. تتويج الفيلم القصير "الأيام الرمادية" بالجائزة الكبرى لمهرجان أيام فاس للتواصل السينمائي    التقدم والاشتراكية يطالب الحكومة بالكشف عن مَبالغُ الدعم المباشر لتفادي انتظاراتٍ تنتهي بخيْباتِ الأمل    مسلمون ومسيحيون ويهود يلتئمون بالدر البيضاء للاحتفاء بقيم السلام والتعايش المشترك    الرجاء يطوي صفحة سابينتو والعامري يقفز من سفينة المغرب التطواني    العداء سفيان ‬البقالي ينافس في إسبانيا    جلالة الملك يستقبل الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني    بلينكن يشيد أمام مجلس الأمن بالشراكة مع المغرب في مجال الذكاء الاصطناعي    وقفة أمام البرلمان تحذر من تغلغل الصهاينة في المنظومة الصحية وتطالب بإسقاط التطبيع    الولايات المتحدة تعزز شراكتها العسكرية مع المغرب في صفقة بقيمة 170 مليون دولار!    الجزائر تسعى إلى عرقلة المصالحة الليبية بعد نجاح مشاورات بوزنيقة    انخفاض طفيف في أسعار الغازوال واستقرار البنزين بالمغرب    رسالة تهنئة من الملك محمد السادس إلى رئيس المجلس الرئاسي الليبي بمناسبة يوم الاستقلال: تأكيد على عمق العلاقات الأخوية بين المغرب وليبيا    مباراة نهضة الزمامرة والوداد بدون حضور جماهيري    رحيل الفنان محمد الخلفي بعد حياة فنية حافلة بالعطاء والغبن    لقاء مع القاص محمد اكويندي بكلية الآداب بن مسيك    لقاء بطنجة يستضيف الكاتب والناقد المسرحي رضوان احدادو    بسبب فيروسات خطيرة.. السلطات الروسية تمنع دخول شحنة طماطم مغربية    غزة تباد: استشهاد 45259 فلسطينيا في حرب الإبادة الإسرائيلية على غزة منذ 7 أكتوبر 2023    مقاييس الأمطار المسجلة بالمغرب خلال ال24 ساعة الماضية    ندوة علمية بالرباط تناقش حلولا مبتكرة للتكيف مع التغيرات المناخية بمشاركة خبراء دوليين    الرباط.. مؤتمر الأممية الاشتراكية يناقش موضوع التغيرات المناخية وخطورتها على البشرية    البنك الدولي يولي اهتماما بالغا للقطاع الفلاحي بالمغرب    ألمانيا: دوافع منفذ عملية الدهس بمدينة ماجدبورغ لازالت ضبابية.    بنعبد الله: نرفض أي مساومة أو تهاون في الدفاع عن وحدة المغرب الترابية    تفاصيل المؤتمر الوطني السادس للعصبة المغربية للتربية الأساسية ومحاربة الأمية    أكادير: لقاء تحسيسي حول ترشيد استهلاك المياه لفائدة التلاميذ    استمرار الاجواء الباردة بمنطقة الريف    خبير أمريكي يحذر من خطورة سماع دقات القلب أثناء وضع الأذن على الوسادة    حملة توقف 40 شخصا بجهة الشرق    "اليونيسكو" تستفسر عن تأخر مشروع "جاهزية التسونامي" في الجديدة    ندوة تسائل تطورات واتجاهات الرواية والنقد الأدبي المعاصر    استيراد اللحوم الحمراء سبب زيارة وفد الاتحاد العام للمقاولات والمهن لإسبانيا    ارتفاع حصيلة ضحايا الحرب في قطاع غزة إلى 45259 قتيلا    القافلة الوطنية رياضة بدون منشطات تحط الرحال بسيدي قاسم    سمية زيوزيو جميلة عارضات الأزياء تشارك ببلجيكا في تنظيم أكبر الحفلات وفي حفل كعارضة أزياء    لأول مرة بالناظور والجهة.. مركز الدكتور وعليت يحدث ثورة علاجية في أورام الغدة الدرقية وأمراض الغدد    وفاة الممثل محمد الخلفي عن 87 عاما    دواء مضاد للوزن الزائد يعالج انقطاع التنفس أثناء النوم    المديرية العامة للضرائب تنشر مذكرة تلخيصية بشأن التدابير الجبائية لقانون المالية 2025    أخطاء كنجهلوها..سلامة الأطفال والرضع أثناء نومهم في مقاعد السيارات (فيديو)    "بوحمرون" يخطف طفلة جديدة بشفشاون    للطغيان وجه واحد بين الدولة و المدينة و الإدارة …فهل من معتبر …؟!!! (الجزء الأول)    حماية الحياة في الإسلام تحريم الوأد والإجهاض والقتل بجميع أشكاله    عبادي: المغرب ليس بمنأى عن الكوارث التي تعصف بالأمة    توفيق بوعشرين يكتب.. "رواية جديدة لأحمد التوفيق: المغرب بلد علماني"    توفيق بوعشرين يكتب: "رواية" جديدة لأحمد التوفيق.. المغرب بلد علماني    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزوج والصبا والعمل والخادمة أكثر المواضيع إثارة في هذه المجالس
نشر في العلم يوم 18 - 01 - 2011

لو قمنا بغربلة أحاديث النساء وكلامهنّ، لأدركنا، وبالأرقام، أن نصفها مبالغة، وربعها من تأليفهنّ. أمّا الربع المتبقي، فقد يكون حقيقياً، على ذمة الراوي. فما هي أكثر المبالغات رواجاً في المجالس النسائية؟
سؤال عريض تبينه الأرقام وتشرحه ضيفات تلك المجالس، في هذا التحقيق الذي ننشره بتصرف فمهما اجتهدت النساء في ابتكار ألوان ومواضيع للمبالغات، لابدّ أن تتكرر مجموعة منها في مجالسهنّ. في هذا الاستبيان شمل 100 سيدة، تناول "أكثر المبالغات رواجاً في المجالس النسائية"، من خلال وضع قائمة تشمل 12 مبالغة يتكرر سماعها في مجالس النساء. وقد طلبنا من العينة التي شملها الاستبيان، ترتيب المبالغات بالتسلسل، ووفقاً لدرجة رواجها وشيوعها، فكان أن أظهرت نتائج الاستبيان أن أكثر المبالغات شيوعاً في مجالس النساء هي على شاكلة: "زوجي دائماً يقول لي: اتركي العمل نحن لسنا في حاجة إلى راتبك"، يليها: "زوجي يحبني ويغار عليّ إلى درجة الجنون"، ثمّ "زوجي لا يتأخر في تلبية أي طلب لي"، و"زوجي يشاورني في كل كبيرة وصغيرة ودائماً يعمل بمشورتي"، "أشعر بأني محسودة"، "قبل الحمل والولادة كنت في منتهى الرشاقة"، "عندما يراني الناس مع ابنتي يعتقدون أنها أختي"، "تزوجت في سن صغيرة جدّاً"، "أي شخص يراني يعطيني عمراً أقل من عمري بكثير"، "أنا مهووسة بالنظافة"، "ليس لدى أطفالي شهية للطعام"، "الخادمة عندي للتنظيف فقط، ولا دخل لها بالطبخ ولا الأطفال ولا بأغراض زوجي".
وإذا كان الحديث عن الزوج، كما يبين الاستبيان، هو الملعب الذي تتقاذف به السيدات مبالغاتهنّ للتباهي مرّة، ولملء مساحات النقص التي تعانيها المرأة تجاه علاقتها الزوجية مرّة أخرى، فإنّ المتخصص النفسي الدكتور إيهاب مكي يشرح الأسباب التي تحول المجالس النسائية إلى حلقة من المبالغات، فيقول: "تلجأ المرأة إلى تحويل واقعها المعيش إلى أكذوبة بغية تبييض الصورة الاجتماعية التي تظهر بها للعلن، فيقوم عقلها بترجمة رغباتها الدفينة على شكل مبالغات، تجنباً لوقوف الأخريات على حقيقة حياتها، وتفاصيلها، ومكانتها في بيتها، وفي قلب زوجها".
- الوظيفة للتسلية:
بداية، يكشف الاستبيان أنّ المرأة العاملة تصر في المجالس النسائية على إلغاء القيمة التي تحملها وظيفتها، فقد حصلت عبارة "زوجي دائماً يقول لي اتركي العمل، و"نحن لسنا في حاجة إلى راتبك"، على المرتبة الأولى، بعد أن اعترفت السيدات، وبالأرقام بأنّ المرأة الموظفة تبتعد عن الحقيقة حين تبرر دخولها سوق العمل، فنجدها تحول وظيفتها إلى وسيلة من وسائل التسلية وتضييع الوقت، لإقناع مَن حولها بأنها لا تحتاج إلى راتبها في شيء. ويفسر الدكتور مكي هذه الجملة المكررة بالإشارة إلى أنها "خطوة من خطوات الدفاع عن الموقع المختلف، الذي تشغله المرأة العاملة حين تجتمع مع قرينات لها ممن يحظين بحياة رغيدة في ظل الزوج، لهذا تدعي أن زوجها يطالبها على الدوام بترك عملها لعدم حاجة البيت إلى الراتب، لتؤكد من خلال ذلك أنّها تكدح وتتعب بملء إرادتها".
- حب بجنون:
كذلك، بيّن الإستبيان أنّ المبالغات النسائية الأكثر شيوعاً "لا تُسقط الرجل من حساباتها، فقد حصلت عبارة "زوجي يحبني ويغار عليّ إلى درجة الجنون" على المرتبة الثانية، لأنّ الرجل كما يؤكِّد الدكتور مكي هو "الوتر الذي تستغله النساء لمحاربة قريناتهنّ"، فهذا الإدعاء النسائي حسب تعبيره "يملأ الفراغ العاطفي الكبير الذي تعيشه المرأة مع زوجها، فتدعي أنّها محاطة بحبه المجنون من شدة افتقادها لهذا الحب، وتأثيره سلباً في نفسيتها، وإلا لما كانت بالغت بتصوير عاطفة الزوج البادرة، وقدمتها على هذا الشكل من الحرارة".
- مدللة:
"زوجي لا يتأخر في تلبية أي طلب لي"، هي المبالغة الثالثة الأكثر رواجاً بين النساء، حيث تسعى المرأة من خلالها إلى قلب الحقيقة ونكرانها من خلال الحديث عن سعي زوجها الدائم إلى تلبية طلباتها، وسد حاجاتها"، كاشفة بهذه العبارة غيرتها من بنات جنسها ممن يوفر لهنّ الزوج كل حاجاتهنّ". مبالغة المرأة في الحديث عن موقف زوجها السخي من طلباتها، "تتخطّى"، حسب تعبير الدكتور مكي، "الحقيقة بأبعاد قد تفاجئ توقعات المرأة نفسها، حيث تتمتع المرأة بخيال خصب في قول المبالغات، خاصة حين تستعرض علاقتها الزوجية، والتي تصر فيها على وصفها بأنّها مثالية وكاملة ومثار إعجاب".
- ند:
"زوجي يشاورني في كل كبيرة وصغيرة ودائماً يعمل بمشورتي"، هي العبارة الرابعة التي يتكرر سماعها في المجالس النسائية، بحسب ما ظهر في الاستبيان. فميل المرأة إلى هذا الإدعاء يكشف، كما يقول الدكتور مكي، "إنفراد الزوج بقراراته من دون الرجوع إلى زوجته، واستبعادها عن صنع القرار المنزلي أو العائلي. لهذا، تبالغ المرأة في الحديث عن قيمتها في البيت كشريكة وزوجة لها صوت وكلام نافذ"، مشيراً إلى أن "أنانية الرجل في إتّخاذ القرارات، وسياسة الفردية التي يتعامل بها مع زوجته يعزز شعورها بالنقص وقلة الثقة بإمكاناتها كربة منزل، فتبالغ في منح زوجها طباعاً لا يحملها من باب رفع شأنها أمام قريناتها لا من باب رفع شأنه هو".
- محسودة:
المحسود هو دائماً شخص عليه العين، بمعنى أن له من المزايا ما يكفي لدفع الآخرين إلى عقد المقارنات معه، والإحساس بالغيظ من نتائج تلك المقارنات. لهذا، يحتل إدعاء المرأة بأنّها "محسودة" المرتبة الخامسة في أكاذيب النساء الأكثر رواجاً، والتفسير حسب قول الدكتور مكي "يقف على علاقة المرأة بالمرأة"، التي يجدها "محكومة بقانون الغيرة، فهي دائماً تغار منها وتشعر بالحسد نحوها في عملها وزواجها وحياتها. لهذا، تختصر، بقولها إنها محسودة، رغبتها في القول إنها مميزة ومحط نظر الجميع لما تحمله من مزايا إستثنائية".
- دفاع عن الصورة:
اللافت للانتباه في الاستبيان، تجلي المبالغات النسائية موزعة بين الرجل والحديث عن صورة المرأة وتألقها. فعبارة: "قبل الحمل والولادة كنت في منتهى الرشاقة"، تأتي في المرتبة السادسة، لأنّ المرأة كما يقول الدكتور مكي "تبحث دائماً عن سبب تحمله إهمالها لنفسها وعدم اعتنائها بمظهرها، ليكون الحمل هنا بمثابة الشماعة التي ترمي عليها المرأة مظهرها الحالي المهمل". ولأنّ الصورة هي المعيار الذي تنطبق المرأة منه لتكون الأفضل، تأتي جملة: "عندما يراني الناس مع ابنتي يعتقدون أنّها أختي، في المرتبة السابعة، كمحاولة لإظهار بريق لم يعد متوهجاً فيها كشابة" حسب تعبير الدكتور مكي.
- صبا متجدد:
وفي المقابل، تأتي في المرتبة الثامنة جملة "تزوجت في سن صغيرة"، بحيث تبدو موازية لحرص المرأة على الظهور بسن أقل. يقول الدكتور مكي: "إن هاجس العمر والشيخوخة يقلق المرأة لما يحمله من تهديد مباشر لجاذبيتها ونضارتها كأنثى، فتردد في المجالس النسائية كل ما يمكنه أن يدافع عن تلك الجاذبية، خاصة حين تكون الحاضرات في سن أقل". لهذا، ليس من المستغرب أن تكون عبارة "أي شخص يراني يعطيني عمراً أقل من عمري بكثير" في المرتبة التاسعة.
- النظافة:
أمّا المفارقة التي أظهرها الاستبيان، فتتجلى في أنّ الحديث في أمور المنزل والأبناء، أخذ المراتب الأخيرة في المجالس النسائية، حيث حصلت عبارة: "أنا مهووسة بالنظافة" على المرتبة العاشرة. أما لماذا تبالغ المرأة في شأن هوسها بالنظافة، فيجد الدكتور مكي أنّ السبب يعود إلى كون "المرأة تقحم نفسها في كل حديث تسمعه، فإذا ما كان موضوع الجلسة نظافة البيت والاعتناء به، نجدها تبالغ في وصف علاقتها ببيتها وبتحويله إلى همٍّ يصل إلى حد الهوس".
- الخوف من العين:
مرّة ثانية، يكشف الاستبيان علاقة المرأة بالحسد، فعبارة: "ليس لدى أطفالي شهية للطعام"، التي تأتي في المرتبة الحادية عشرة، تكشف، كما يقول الدكتور مكي، "حرص المرأة على إبعاد التعليقات النسائية عن أبنائها، فتمنع بهذه الوسيلة الدفاعية أي كلام قد يصيب صحتهم أو وزنهم أو نضارتهم". وأخيراً، نجد عبارة: "الخادمة عندي للتنظيف فقط، ولا دخل لها بالطبخ ولا بالأطفال ولا بأغراض زوجي" تأتي في المرتبة الثانية عشرة، لتكون مؤشراً على تسطيح المرأة لدور الخادمة في البيت، ونفي ما يقال إنّها "الكل في الكل" من خلال تلميح سريع كافٍ لتهميش ما تقوم به الخادمة في بيتها ومطبخها ومع أبنائها.
- نكران:
يبدو أنّ علاقة المرأة بالمجالس النسائية هي بمثابة مرآة تعكس ما يجري من مبالغات وزيادات، فها هي المدرِّسة عفاف تؤكِّد أنها لم تدخل مجلساً نسائياً قط "إلا وكان الحديث عن العمر والصبا هو القاسم المشترك بين أحاديث النساء"، ومع ذلك تبرر تلك المبالغات بالقول: "الصبا هو هوس المرأة الأزلي، خاصة حين تدخل في عقدها الرابع، فهنا تتحول المرأة إلى قاتلة شرسة لإثبات صباها وصورتها المتألقة التي لا تعطي عمرها الحقيقي". حصول عبارة "زوجي يقول لي اتركي العمل" على المرتبة الأولى، لم يفاجئ عفاف، فالمرأة العاملة، كما تقول: "تصر أمام قريناتها على ربط الوظيفة بالتسلية والتهرب من ملل البيت، حتى لا يقال إنها في حاجة إلى الراتب الذي توفره لها، ما يعني أنّها تعمل من باب الاضطرار".
- في العلن:
البعض يسميها مبالغات، والبعض الآخر أكاذيب، ولكن هناك مَن يسميها "توابل"، كما تفعل منى (ربة منزل ومتزوجة منذ 20 سنة)، فها هي تكشف عن المبالغات التي تشارك فيها، حيث تقول: "أضيف الكثير من التوابل على موضوع العمر في المجالس النسائية، فأدعي أني تزوجت في سن صغيرة حتى لا يقدّر أحد عمري الحقيقي، وهذه في رأيي ليست كذبة، بل حق مشروع للمرأة". وتنتقل منى إلى مبالغة أخرى تكررها النساء، فتؤكد أنّ "الرجل بالنسبة إلى المرأة عاملة كانت أم ربة منزل، هو الوسيلة الوحيدة التي تمنحها تميزاً عن قريناتها". لهذا، "لا تتردد" المرأة، حسب تعبيرها، "في إظهار حب الزوج لها في العلن، فإحساسها بتجاهله العاطفي يتضاعف حين تسمع امرأة تحكي عن علاقتها العاطفية الحميمة بزوجها، فتحول نفسها إلى بطلة من بطلات الحكايات الغرامية، حتى لو كان الجميع يعرفون وتبدو المبالغات النسائية من وجهة نظر أميرة خميس (ربة منزل ومتزوجة منذ 6 سنوات) بمثابة "عملة من وجهين: رجل وصبا دائم". لهذا، تعترف أمينة بأن "تصغير العمر" هو من أكثر المبالغات التي تسمعها من قريناتها، لأنّ المرأة من وجهة نظرها "تعيش مع سن اليأس في صراع مستمر، الأمر الذي يدفعها إلى محاربة فكرة العمر المتقدم ولو بالكذب، حتى لا تصاب أنوثتها في الصميم"، معترفة بأنّها ومن جانبها تبالغ، وتقول أنّها كانت "نحيفة ومثل غصن البان". وهل يصدقونك؟. تجيب: طبعاً فالمرأة ماهرة في رواية الكذبة لدرجة أنها تصدق نفسها". أمّا بالنسبة إلى المبالغات التي تتعلق الرجل، فتقول أميرة مدافعة عن بنات جنسها: "تحرص المرأة على أن تبدو بصورة مثالية في نظر غيرها من النساء، بمعنى أن تقول إنّها زوجة مدللة وامرأة متألقة، وأُم مثالية. لهذا، هي تستعمل كل المبالغات التي تخطر ببالها في المجالس النسائية، لتملأ مساحات النقص التي تشعر بها في أي من هذه المجاملات"، وتخلص إلى أنّ "المبالغات النسائية ستبقى ملازمة للمرأة مثل ظلها، لأنّها الوسيلة الوحيدة لتعويض ما قد يعتريها من نقص حتى وإن كان تعويضاً ظاهرياً فقط"، لافتة إلى أنّ "المضحك هو أنّ المرأة لا تهمها الحقيقة بقدر ما يهمهما ألا تكتشفها قريناتها".
- تعالٍ:
من المنطقي أنّ للحقيقة وجهاً واحداً فقط، ولكن الأمر يختلف في مجالس النساء، حيث "يمكن أن يكون للحقيقة وجهان، وربّما أكثر"، كما تقول هناء (موظفة ومتزوجة منذ عامين). لهذا، فهي لا تستغرب أن تدور أحاديث النساء حول الرجل بالدرجة الأولى، "فمرة هو الزوج العاشق الغيور، ومرّة هو الخاتم في إصبع زوجته التي لا يرفض لها طلباً، ومرّة هو الرجل المتحضر الذي يشاورها في كل كبيرة وصغيرة". ومن خلال المجالس التي تدخلها هناء، نجدها تؤكد أنّ "الصراع النفسي، الذي تعيشه المرأة العاملة بين حقيقة أنها صاحبة دور حيوي في أسرتها وبيتها، وبين مفهوم "ست البيت" وما يحمله من تعزيز لقيمة المرأة كستّ، هو من الأمور التي تستفزها كأنثى، وتدفعها إلى التعالي عن المشاركة الزوجية، فتقول إنّه يطالبها بالتوقف عن عملها، وهذا "كذب" طبعاً، لأنّ الزوج في حاجة إلى راتبها وإلا لما تركها تعمل.
- استعراض:
"مبالغات النساء في ما بينهنّ لم تأتِ من فراغ" كما تؤكد نجاة (ربة منزل)، فالمبالغة، هي وسيلة الضعفاء، والمرأة في النهاية هي ذلك المخلوق الضعيف، الذي يستمد قوته من دعم الرجل وعاطفته، التي كلما زادت زاد رصيدها الاجتماعي في عيون الناس. كلام نجاة، الذي يبرر للمرأة مبالغاتها، يدخل في مناطق أخرى من النقاش، فتقول: "لا تعرف المرأة أن تكتفي بدور المستمع، فنجدها تمارس موهبة التأليف إذا سمعت صديقة لها تتحدث عن سعادتها الزوجية، فتأخذ دفة الكلام، وتبدأ بالحديث عن زوجها المتيم بها. وإذا سنحت لها الفرصة، فلن تقصر في أن تشكو حب زوجها الذي يغمرها به إلى حدّ الاختناق". وتستعرض نجاة طريقة استقبال النساء بمبالغات بعضهنّ، فتقول ساخرة: "تتظاهر النساء بأنّ الكلام الذي يروى أمامهنّ حقيقة، فيبدأن بالتعاطي مع الكلام بإظهار علامات التعجب أو الدهشة، فإذا تحدثت واحدة عن زوجها الذي لا يحرك كرسياً في البيت من دون إذنها، تتسابق الأخريات في رواية تفاصيل مختلقة تدور حول المحور ذاته على قاعدة أن "لا احد احسن من احد". وتؤكد نجاة أنّ "المرأة تبالغ فقط في المناطق التي تشعر بنقص تجاهها. لهذا، فالمرأة التي يكون زوجها بالفعل "شبيك لبيك"، تتهرب من قول الحقيقة خوفاً من حسد قريناتها، فتتحدث عن معاناتها من تسلط زوجها وعدم أخذها بعين الاعتبار".
- مجاراة:
"عزف السيدات على أوتار التباهي، يتوزع مرّة على وتر الزوج، ومرّة على وتر الصبا" كما تقول عبير (ربة منزل) التي تشير إلى أنّ المرأة "تعزف على وتر التباهي باهتمامها المفرط بالبيت، باعتبار أنّ المرأة في الأوّل والأخير يجب أن تكون ست بيت ممتازة". تعترف عبير بأنّها تبالغ في هذا الخصوص فقط أمام قريناتها "ممن يتباهين بحرصهنّ على مظهر البيت حد الهوس بنظافة"، وتقول: "تكذب المرأة حين تطلق على اهتمامها بنظافة البيت مصطلح "الهوس" إلا أن سعيها إلى الكمال، هو الذي يجعلها تصر على إثبات مثاليتها بالقول إنّ النظافة هي شغلها الشاغل". أمّا المبالغة التي تلجأ إليها عبير في المجالس النسائية، فتتعلق "بالرشاقة". بحسب ما تقول ضاحكة، وتضيف: "أنا لا أتردد في الحديث عن الرشاقة التي كنت عليها قبل الحمل، فلم لا أكون مثل الأخريات حين يبالغن بجعل أنفسهنّ "موديلات" قبل الإنجاب؟".
- صورة كاذبة:
التغني برشاقة أيّام زمان، من المحاور الأساسية التي تثار في المجالس النسائية، خاصة حين يتعلق الحديث عن السمنة والرشاقة والنحافة. وفي هذا السياق، تعترف منى (موظفة متزوجة منذ 10 سنوات) بأنّها كثيراً ما تتطرق إلى هذا الحديث، ليس من باب المبالغة، إنما من باب تأكيد أنها قبل الحمل كانت مختلفة تماماً عما هي عليه الآن، فتقول: "لا تحمل المرأة، وهي تتحدث عن رشاقتها قبل الحمل، أي نوايا مبطنة ضد قريناتها في الجلسة، فوقوفها على أطلال أيام النحافة، ليس كذبة، بل إحساسا بالأسف على ما تخسره المرأة من أجل أن تصبح أُمّاً"، متسائلة: "لماذا علينا أن نشكك في كلام المرأة عن رشاقتها قبل الإنجاب؟ في حين أنّ هذا التغيير الفسيولوجي حقيقة ثابتة لا ينكرها أحد؟". وتؤكد أن "من حق المرأة أن تدافع عن صورتها التي غيرتها الأمومة في زمن باتت فيه صورة المرأة الموديل هي الصورة الطاغية والدارجة". لكن، هل تصدقين امرأة سمينة حين تتحدث عن رشاقتها قبل الإنجاب؟ تجيب: "طبعاً أصدقها وأتفهم مشاعرها، فالرشاقة ثمن ندفعه لنكون أُمّهات. لهذا، نحن لا نترك فرصة نستطيع من خلالها أن نتحدث عن الصورة الجميلة التي كنّا عليها إلا وننتهزها من دون أي مبالغات كاذبة". أمّا أكثر المبالغات التي تضحك منى عليها فتلك التي تتعلق بالخادمة والأولاد، فالخادمة من وجهة نظر ربات البيوت "امرأة للمسح والتنظيف"، "إلا أنها في حقيقة الأمر أكثر من ذلك بكثير، لأنّها تقوم بكل شيء يخطر ببال أحد" بحسب ما تقول، وتضيف: "أمّا الأبناء، فهم دائماً في المجالس النسائية، وكما يأتي على لسان أُمّهاتهم: كسالى، درجاتهم المدرسية مخجلة، شهيتهم للطعام أضعف من شهية عصفور".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.