باريس سان جيرمان ينعش آماله في أبطال أوروبا بعد ريمونتدا مثيرة في شباك مانشستر سيتي    دعوة وزيرة السياحة البنمية لزيارة الداخلة: خطوة نحو شراكة سياحية قوية    منظمة التجارة العالمية تسلط الضوء على تطور صناعة الطيران في المغرب    الاحتيال على الراغبين في الهجرة السرية ينتهي باعتقال شخصين    حجز 230 كيلوغراما من الشيرا بوزان‬    الأشعري يدعو إلى "المصالحة اللغوية" عند التنصيب عضواً بالأكاديمية    طنجة المتوسط يعزز ريادته في البحر الأبيض المتوسط ويتخطى حاجز 10 ملايين حاوية خلال سنة 2024    ضمنهم طفل مغربي.. مقتل شخصين وإصابة آخرين في هجوم بسكين بألمانيا والمشتبه به أفغاني    عامل نظافة يتعرض لاعتداء عنيف في طنجة    فوضى حراس السيارات في طنجة: الأمن مطالب بتدخل عاجل بعد تعليمات والي الجهة    لا زال معتقلاً بألمانيا.. المحكمة الدستورية تجرد محمد بودريقة من مقعده البرلماني    حادثة مروعة بمسنانة: مصرع شاب وإيقاف سائق سيارة حاول الفرار    السكوري: نسخة "النواب" من مشروع قانون الإضراب لا تعكس تصور الحكومة    النصب على "الحراكة" في ورزازات    في درس تنصيب أفاية عضوا بأكاديمية المملكة .. نقد لخطابات "أزمة القيم"    ميناء طنجة المتوسط يكسر حاجز 10 ملايين حاوية في سنة واحدة    عامل إقليم الجديدة يستقبل رئيس وأعضاء المجلس الإقليمي للسياحة    ريال مدريد يُسطر انتصارا كاسحا بخماسية في شباك سالزبورج    حموشي يؤشر على تعيينات جديدة في مناصب المسؤولية بمصالح الأمن الوطني    شباب الريف الحسيمي يتعاقد رسميا مع المدرب محمد لشهابي    توقعات أحوال الطقس ليوم الخميس    في الحاجة إلى ثورة ثقافية تقوم على حب الوطن وخدمته    جهود استباقية للتخفيف من آثار موجة البرد بإقليم العرائش    الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    نحن وترامب: (2) تبادل التاريخ ووثائق اعتماد …المستقبل    وزارة الداخلية تكشف عن إحباط أزيد من 78 ألف محاولة للهجرة غير السرية خلال سنة 2024    توقيع اتفاقية مغربية-يابانية لتطوير قرية الصيادين بالصويرية القديمة    رسميا.. مسرح محمد الخامس يحتضن قرعة الكان 2025    دولة بنما تقدم شكوى للأمم المتحدة بشأن تهديدات ترامب لها    القضاء يبرء طلبة كلية الطب من التهم المنسوبة اليهم    المغرب يُحبط أكثر من 78 ألف محاولة هجرة غير نظامية في 2024    القضاء الفرنسي يصدر مذكرة توقيف بحق بشار الأسد    منتخب "U17" يواجه غينيا بيساو وديا    الشيخات داخل قبة البرلمان    اعتقال المؤثرين .. الأزمة بين فرنسا والجزائر تتأجج من جديد    وهبي يعرض مشروع قانون المسطرة الجنائية الجديد    الغموض يلف العثور على جثة رضيعة بتاهلة    بنعلي: المغرب يرفع نسبة الطاقات المتجددة إلى 45.3% من إجمالي إنتاج الكهرباء    أيوب الحومي يعود بقوة ويغني للصحراء في مهرجان الطفل    120 وفاة و25 ألف إصابة.. مسؤول: الحصبة في المغرب أصبحت وباء    الإفراط في تناول اللحوم الحمراء يزيد من مخاطر تدهور الوظائف العقلية ب16 في المائة    سناء عكرود تشوّق جمهورها بطرح فيديو ترويجي لفيلمها السينمائي الجديد "الوَصايا"    الكويت تعلن عن اكتشاف نفطي كبير    مجموع مشتركي نتفليكس يتخطى 300 مليون والمنصة ترفع أسعارها    دراسة: أمراض اللثة تزيد مخاطر الإصابة بالزهايمر    عادل هالا    جماهير جمعية سلا تطالب بتدخل عاجل لإنقاذ النادي    Candlelight تُقدم حفلاتها الموسيقية الفريدة في طنجة لأول مرة    المدافع البرازيلي فيتور رايش ينتقل لمانشستر سيتي    الصين تطلق خمسة أقمار صناعية جديدة    الشاي.. كيف تجاوز كونه مشروبًا ليصبح رمزًا ثقافيًا عميقًا يعكس قيم الضيافة، والتواصل، والوحدة في المغرب    المغرب يواجه وضعية "غير عادية" لانتشار داء الحصبة "بوحمرون"    علماء يكشفون الصلة بين أمراض اللثة وأعراض الزهايمر    المجلس العلمي المحلي لإقليم الناظور يواصل برامجه التكوينية للحجاج والمعتمرين    ثمود هوليود: أنطولوجيا النار والتطهير    الأمازيغية :اللغة الأم….«أسكاس امباركي»    ملفات ساخنة لعام 2025    أخذنا على حين ′′غزة′′!    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الزوج والصبا والعمل والخادمة أكثر المواضيع إثارة في هذه المجالس
نشر في العلم يوم 18 - 01 - 2011

لو قمنا بغربلة أحاديث النساء وكلامهنّ، لأدركنا، وبالأرقام، أن نصفها مبالغة، وربعها من تأليفهنّ. أمّا الربع المتبقي، فقد يكون حقيقياً، على ذمة الراوي. فما هي أكثر المبالغات رواجاً في المجالس النسائية؟
سؤال عريض تبينه الأرقام وتشرحه ضيفات تلك المجالس، في هذا التحقيق الذي ننشره بتصرف فمهما اجتهدت النساء في ابتكار ألوان ومواضيع للمبالغات، لابدّ أن تتكرر مجموعة منها في مجالسهنّ. في هذا الاستبيان شمل 100 سيدة، تناول "أكثر المبالغات رواجاً في المجالس النسائية"، من خلال وضع قائمة تشمل 12 مبالغة يتكرر سماعها في مجالس النساء. وقد طلبنا من العينة التي شملها الاستبيان، ترتيب المبالغات بالتسلسل، ووفقاً لدرجة رواجها وشيوعها، فكان أن أظهرت نتائج الاستبيان أن أكثر المبالغات شيوعاً في مجالس النساء هي على شاكلة: "زوجي دائماً يقول لي: اتركي العمل نحن لسنا في حاجة إلى راتبك"، يليها: "زوجي يحبني ويغار عليّ إلى درجة الجنون"، ثمّ "زوجي لا يتأخر في تلبية أي طلب لي"، و"زوجي يشاورني في كل كبيرة وصغيرة ودائماً يعمل بمشورتي"، "أشعر بأني محسودة"، "قبل الحمل والولادة كنت في منتهى الرشاقة"، "عندما يراني الناس مع ابنتي يعتقدون أنها أختي"، "تزوجت في سن صغيرة جدّاً"، "أي شخص يراني يعطيني عمراً أقل من عمري بكثير"، "أنا مهووسة بالنظافة"، "ليس لدى أطفالي شهية للطعام"، "الخادمة عندي للتنظيف فقط، ولا دخل لها بالطبخ ولا الأطفال ولا بأغراض زوجي".
وإذا كان الحديث عن الزوج، كما يبين الاستبيان، هو الملعب الذي تتقاذف به السيدات مبالغاتهنّ للتباهي مرّة، ولملء مساحات النقص التي تعانيها المرأة تجاه علاقتها الزوجية مرّة أخرى، فإنّ المتخصص النفسي الدكتور إيهاب مكي يشرح الأسباب التي تحول المجالس النسائية إلى حلقة من المبالغات، فيقول: "تلجأ المرأة إلى تحويل واقعها المعيش إلى أكذوبة بغية تبييض الصورة الاجتماعية التي تظهر بها للعلن، فيقوم عقلها بترجمة رغباتها الدفينة على شكل مبالغات، تجنباً لوقوف الأخريات على حقيقة حياتها، وتفاصيلها، ومكانتها في بيتها، وفي قلب زوجها".
- الوظيفة للتسلية:
بداية، يكشف الاستبيان أنّ المرأة العاملة تصر في المجالس النسائية على إلغاء القيمة التي تحملها وظيفتها، فقد حصلت عبارة "زوجي دائماً يقول لي اتركي العمل، و"نحن لسنا في حاجة إلى راتبك"، على المرتبة الأولى، بعد أن اعترفت السيدات، وبالأرقام بأنّ المرأة الموظفة تبتعد عن الحقيقة حين تبرر دخولها سوق العمل، فنجدها تحول وظيفتها إلى وسيلة من وسائل التسلية وتضييع الوقت، لإقناع مَن حولها بأنها لا تحتاج إلى راتبها في شيء. ويفسر الدكتور مكي هذه الجملة المكررة بالإشارة إلى أنها "خطوة من خطوات الدفاع عن الموقع المختلف، الذي تشغله المرأة العاملة حين تجتمع مع قرينات لها ممن يحظين بحياة رغيدة في ظل الزوج، لهذا تدعي أن زوجها يطالبها على الدوام بترك عملها لعدم حاجة البيت إلى الراتب، لتؤكد من خلال ذلك أنّها تكدح وتتعب بملء إرادتها".
- حب بجنون:
كذلك، بيّن الإستبيان أنّ المبالغات النسائية الأكثر شيوعاً "لا تُسقط الرجل من حساباتها، فقد حصلت عبارة "زوجي يحبني ويغار عليّ إلى درجة الجنون" على المرتبة الثانية، لأنّ الرجل كما يؤكِّد الدكتور مكي هو "الوتر الذي تستغله النساء لمحاربة قريناتهنّ"، فهذا الإدعاء النسائي حسب تعبيره "يملأ الفراغ العاطفي الكبير الذي تعيشه المرأة مع زوجها، فتدعي أنّها محاطة بحبه المجنون من شدة افتقادها لهذا الحب، وتأثيره سلباً في نفسيتها، وإلا لما كانت بالغت بتصوير عاطفة الزوج البادرة، وقدمتها على هذا الشكل من الحرارة".
- مدللة:
"زوجي لا يتأخر في تلبية أي طلب لي"، هي المبالغة الثالثة الأكثر رواجاً بين النساء، حيث تسعى المرأة من خلالها إلى قلب الحقيقة ونكرانها من خلال الحديث عن سعي زوجها الدائم إلى تلبية طلباتها، وسد حاجاتها"، كاشفة بهذه العبارة غيرتها من بنات جنسها ممن يوفر لهنّ الزوج كل حاجاتهنّ". مبالغة المرأة في الحديث عن موقف زوجها السخي من طلباتها، "تتخطّى"، حسب تعبير الدكتور مكي، "الحقيقة بأبعاد قد تفاجئ توقعات المرأة نفسها، حيث تتمتع المرأة بخيال خصب في قول المبالغات، خاصة حين تستعرض علاقتها الزوجية، والتي تصر فيها على وصفها بأنّها مثالية وكاملة ومثار إعجاب".
- ند:
"زوجي يشاورني في كل كبيرة وصغيرة ودائماً يعمل بمشورتي"، هي العبارة الرابعة التي يتكرر سماعها في المجالس النسائية، بحسب ما ظهر في الاستبيان. فميل المرأة إلى هذا الإدعاء يكشف، كما يقول الدكتور مكي، "إنفراد الزوج بقراراته من دون الرجوع إلى زوجته، واستبعادها عن صنع القرار المنزلي أو العائلي. لهذا، تبالغ المرأة في الحديث عن قيمتها في البيت كشريكة وزوجة لها صوت وكلام نافذ"، مشيراً إلى أن "أنانية الرجل في إتّخاذ القرارات، وسياسة الفردية التي يتعامل بها مع زوجته يعزز شعورها بالنقص وقلة الثقة بإمكاناتها كربة منزل، فتبالغ في منح زوجها طباعاً لا يحملها من باب رفع شأنها أمام قريناتها لا من باب رفع شأنه هو".
- محسودة:
المحسود هو دائماً شخص عليه العين، بمعنى أن له من المزايا ما يكفي لدفع الآخرين إلى عقد المقارنات معه، والإحساس بالغيظ من نتائج تلك المقارنات. لهذا، يحتل إدعاء المرأة بأنّها "محسودة" المرتبة الخامسة في أكاذيب النساء الأكثر رواجاً، والتفسير حسب قول الدكتور مكي "يقف على علاقة المرأة بالمرأة"، التي يجدها "محكومة بقانون الغيرة، فهي دائماً تغار منها وتشعر بالحسد نحوها في عملها وزواجها وحياتها. لهذا، تختصر، بقولها إنها محسودة، رغبتها في القول إنها مميزة ومحط نظر الجميع لما تحمله من مزايا إستثنائية".
- دفاع عن الصورة:
اللافت للانتباه في الاستبيان، تجلي المبالغات النسائية موزعة بين الرجل والحديث عن صورة المرأة وتألقها. فعبارة: "قبل الحمل والولادة كنت في منتهى الرشاقة"، تأتي في المرتبة السادسة، لأنّ المرأة كما يقول الدكتور مكي "تبحث دائماً عن سبب تحمله إهمالها لنفسها وعدم اعتنائها بمظهرها، ليكون الحمل هنا بمثابة الشماعة التي ترمي عليها المرأة مظهرها الحالي المهمل". ولأنّ الصورة هي المعيار الذي تنطبق المرأة منه لتكون الأفضل، تأتي جملة: "عندما يراني الناس مع ابنتي يعتقدون أنّها أختي، في المرتبة السابعة، كمحاولة لإظهار بريق لم يعد متوهجاً فيها كشابة" حسب تعبير الدكتور مكي.
- صبا متجدد:
وفي المقابل، تأتي في المرتبة الثامنة جملة "تزوجت في سن صغيرة"، بحيث تبدو موازية لحرص المرأة على الظهور بسن أقل. يقول الدكتور مكي: "إن هاجس العمر والشيخوخة يقلق المرأة لما يحمله من تهديد مباشر لجاذبيتها ونضارتها كأنثى، فتردد في المجالس النسائية كل ما يمكنه أن يدافع عن تلك الجاذبية، خاصة حين تكون الحاضرات في سن أقل". لهذا، ليس من المستغرب أن تكون عبارة "أي شخص يراني يعطيني عمراً أقل من عمري بكثير" في المرتبة التاسعة.
- النظافة:
أمّا المفارقة التي أظهرها الاستبيان، فتتجلى في أنّ الحديث في أمور المنزل والأبناء، أخذ المراتب الأخيرة في المجالس النسائية، حيث حصلت عبارة: "أنا مهووسة بالنظافة" على المرتبة العاشرة. أما لماذا تبالغ المرأة في شأن هوسها بالنظافة، فيجد الدكتور مكي أنّ السبب يعود إلى كون "المرأة تقحم نفسها في كل حديث تسمعه، فإذا ما كان موضوع الجلسة نظافة البيت والاعتناء به، نجدها تبالغ في وصف علاقتها ببيتها وبتحويله إلى همٍّ يصل إلى حد الهوس".
- الخوف من العين:
مرّة ثانية، يكشف الاستبيان علاقة المرأة بالحسد، فعبارة: "ليس لدى أطفالي شهية للطعام"، التي تأتي في المرتبة الحادية عشرة، تكشف، كما يقول الدكتور مكي، "حرص المرأة على إبعاد التعليقات النسائية عن أبنائها، فتمنع بهذه الوسيلة الدفاعية أي كلام قد يصيب صحتهم أو وزنهم أو نضارتهم". وأخيراً، نجد عبارة: "الخادمة عندي للتنظيف فقط، ولا دخل لها بالطبخ ولا بالأطفال ولا بأغراض زوجي" تأتي في المرتبة الثانية عشرة، لتكون مؤشراً على تسطيح المرأة لدور الخادمة في البيت، ونفي ما يقال إنّها "الكل في الكل" من خلال تلميح سريع كافٍ لتهميش ما تقوم به الخادمة في بيتها ومطبخها ومع أبنائها.
- نكران:
يبدو أنّ علاقة المرأة بالمجالس النسائية هي بمثابة مرآة تعكس ما يجري من مبالغات وزيادات، فها هي المدرِّسة عفاف تؤكِّد أنها لم تدخل مجلساً نسائياً قط "إلا وكان الحديث عن العمر والصبا هو القاسم المشترك بين أحاديث النساء"، ومع ذلك تبرر تلك المبالغات بالقول: "الصبا هو هوس المرأة الأزلي، خاصة حين تدخل في عقدها الرابع، فهنا تتحول المرأة إلى قاتلة شرسة لإثبات صباها وصورتها المتألقة التي لا تعطي عمرها الحقيقي". حصول عبارة "زوجي يقول لي اتركي العمل" على المرتبة الأولى، لم يفاجئ عفاف، فالمرأة العاملة، كما تقول: "تصر أمام قريناتها على ربط الوظيفة بالتسلية والتهرب من ملل البيت، حتى لا يقال إنها في حاجة إلى الراتب الذي توفره لها، ما يعني أنّها تعمل من باب الاضطرار".
- في العلن:
البعض يسميها مبالغات، والبعض الآخر أكاذيب، ولكن هناك مَن يسميها "توابل"، كما تفعل منى (ربة منزل ومتزوجة منذ 20 سنة)، فها هي تكشف عن المبالغات التي تشارك فيها، حيث تقول: "أضيف الكثير من التوابل على موضوع العمر في المجالس النسائية، فأدعي أني تزوجت في سن صغيرة حتى لا يقدّر أحد عمري الحقيقي، وهذه في رأيي ليست كذبة، بل حق مشروع للمرأة". وتنتقل منى إلى مبالغة أخرى تكررها النساء، فتؤكد أنّ "الرجل بالنسبة إلى المرأة عاملة كانت أم ربة منزل، هو الوسيلة الوحيدة التي تمنحها تميزاً عن قريناتها". لهذا، "لا تتردد" المرأة، حسب تعبيرها، "في إظهار حب الزوج لها في العلن، فإحساسها بتجاهله العاطفي يتضاعف حين تسمع امرأة تحكي عن علاقتها العاطفية الحميمة بزوجها، فتحول نفسها إلى بطلة من بطلات الحكايات الغرامية، حتى لو كان الجميع يعرفون وتبدو المبالغات النسائية من وجهة نظر أميرة خميس (ربة منزل ومتزوجة منذ 6 سنوات) بمثابة "عملة من وجهين: رجل وصبا دائم". لهذا، تعترف أمينة بأن "تصغير العمر" هو من أكثر المبالغات التي تسمعها من قريناتها، لأنّ المرأة من وجهة نظرها "تعيش مع سن اليأس في صراع مستمر، الأمر الذي يدفعها إلى محاربة فكرة العمر المتقدم ولو بالكذب، حتى لا تصاب أنوثتها في الصميم"، معترفة بأنّها ومن جانبها تبالغ، وتقول أنّها كانت "نحيفة ومثل غصن البان". وهل يصدقونك؟. تجيب: طبعاً فالمرأة ماهرة في رواية الكذبة لدرجة أنها تصدق نفسها". أمّا بالنسبة إلى المبالغات التي تتعلق الرجل، فتقول أميرة مدافعة عن بنات جنسها: "تحرص المرأة على أن تبدو بصورة مثالية في نظر غيرها من النساء، بمعنى أن تقول إنّها زوجة مدللة وامرأة متألقة، وأُم مثالية. لهذا، هي تستعمل كل المبالغات التي تخطر ببالها في المجالس النسائية، لتملأ مساحات النقص التي تشعر بها في أي من هذه المجاملات"، وتخلص إلى أنّ "المبالغات النسائية ستبقى ملازمة للمرأة مثل ظلها، لأنّها الوسيلة الوحيدة لتعويض ما قد يعتريها من نقص حتى وإن كان تعويضاً ظاهرياً فقط"، لافتة إلى أنّ "المضحك هو أنّ المرأة لا تهمها الحقيقة بقدر ما يهمهما ألا تكتشفها قريناتها".
- تعالٍ:
من المنطقي أنّ للحقيقة وجهاً واحداً فقط، ولكن الأمر يختلف في مجالس النساء، حيث "يمكن أن يكون للحقيقة وجهان، وربّما أكثر"، كما تقول هناء (موظفة ومتزوجة منذ عامين). لهذا، فهي لا تستغرب أن تدور أحاديث النساء حول الرجل بالدرجة الأولى، "فمرة هو الزوج العاشق الغيور، ومرّة هو الخاتم في إصبع زوجته التي لا يرفض لها طلباً، ومرّة هو الرجل المتحضر الذي يشاورها في كل كبيرة وصغيرة". ومن خلال المجالس التي تدخلها هناء، نجدها تؤكد أنّ "الصراع النفسي، الذي تعيشه المرأة العاملة بين حقيقة أنها صاحبة دور حيوي في أسرتها وبيتها، وبين مفهوم "ست البيت" وما يحمله من تعزيز لقيمة المرأة كستّ، هو من الأمور التي تستفزها كأنثى، وتدفعها إلى التعالي عن المشاركة الزوجية، فتقول إنّه يطالبها بالتوقف عن عملها، وهذا "كذب" طبعاً، لأنّ الزوج في حاجة إلى راتبها وإلا لما تركها تعمل.
- استعراض:
"مبالغات النساء في ما بينهنّ لم تأتِ من فراغ" كما تؤكد نجاة (ربة منزل)، فالمبالغة، هي وسيلة الضعفاء، والمرأة في النهاية هي ذلك المخلوق الضعيف، الذي يستمد قوته من دعم الرجل وعاطفته، التي كلما زادت زاد رصيدها الاجتماعي في عيون الناس. كلام نجاة، الذي يبرر للمرأة مبالغاتها، يدخل في مناطق أخرى من النقاش، فتقول: "لا تعرف المرأة أن تكتفي بدور المستمع، فنجدها تمارس موهبة التأليف إذا سمعت صديقة لها تتحدث عن سعادتها الزوجية، فتأخذ دفة الكلام، وتبدأ بالحديث عن زوجها المتيم بها. وإذا سنحت لها الفرصة، فلن تقصر في أن تشكو حب زوجها الذي يغمرها به إلى حدّ الاختناق". وتستعرض نجاة طريقة استقبال النساء بمبالغات بعضهنّ، فتقول ساخرة: "تتظاهر النساء بأنّ الكلام الذي يروى أمامهنّ حقيقة، فيبدأن بالتعاطي مع الكلام بإظهار علامات التعجب أو الدهشة، فإذا تحدثت واحدة عن زوجها الذي لا يحرك كرسياً في البيت من دون إذنها، تتسابق الأخريات في رواية تفاصيل مختلقة تدور حول المحور ذاته على قاعدة أن "لا احد احسن من احد". وتؤكد نجاة أنّ "المرأة تبالغ فقط في المناطق التي تشعر بنقص تجاهها. لهذا، فالمرأة التي يكون زوجها بالفعل "شبيك لبيك"، تتهرب من قول الحقيقة خوفاً من حسد قريناتها، فتتحدث عن معاناتها من تسلط زوجها وعدم أخذها بعين الاعتبار".
- مجاراة:
"عزف السيدات على أوتار التباهي، يتوزع مرّة على وتر الزوج، ومرّة على وتر الصبا" كما تقول عبير (ربة منزل) التي تشير إلى أنّ المرأة "تعزف على وتر التباهي باهتمامها المفرط بالبيت، باعتبار أنّ المرأة في الأوّل والأخير يجب أن تكون ست بيت ممتازة". تعترف عبير بأنّها تبالغ في هذا الخصوص فقط أمام قريناتها "ممن يتباهين بحرصهنّ على مظهر البيت حد الهوس بنظافة"، وتقول: "تكذب المرأة حين تطلق على اهتمامها بنظافة البيت مصطلح "الهوس" إلا أن سعيها إلى الكمال، هو الذي يجعلها تصر على إثبات مثاليتها بالقول إنّ النظافة هي شغلها الشاغل". أمّا المبالغة التي تلجأ إليها عبير في المجالس النسائية، فتتعلق "بالرشاقة". بحسب ما تقول ضاحكة، وتضيف: "أنا لا أتردد في الحديث عن الرشاقة التي كنت عليها قبل الحمل، فلم لا أكون مثل الأخريات حين يبالغن بجعل أنفسهنّ "موديلات" قبل الإنجاب؟".
- صورة كاذبة:
التغني برشاقة أيّام زمان، من المحاور الأساسية التي تثار في المجالس النسائية، خاصة حين يتعلق الحديث عن السمنة والرشاقة والنحافة. وفي هذا السياق، تعترف منى (موظفة متزوجة منذ 10 سنوات) بأنّها كثيراً ما تتطرق إلى هذا الحديث، ليس من باب المبالغة، إنما من باب تأكيد أنها قبل الحمل كانت مختلفة تماماً عما هي عليه الآن، فتقول: "لا تحمل المرأة، وهي تتحدث عن رشاقتها قبل الحمل، أي نوايا مبطنة ضد قريناتها في الجلسة، فوقوفها على أطلال أيام النحافة، ليس كذبة، بل إحساسا بالأسف على ما تخسره المرأة من أجل أن تصبح أُمّاً"، متسائلة: "لماذا علينا أن نشكك في كلام المرأة عن رشاقتها قبل الإنجاب؟ في حين أنّ هذا التغيير الفسيولوجي حقيقة ثابتة لا ينكرها أحد؟". وتؤكد أن "من حق المرأة أن تدافع عن صورتها التي غيرتها الأمومة في زمن باتت فيه صورة المرأة الموديل هي الصورة الطاغية والدارجة". لكن، هل تصدقين امرأة سمينة حين تتحدث عن رشاقتها قبل الإنجاب؟ تجيب: "طبعاً أصدقها وأتفهم مشاعرها، فالرشاقة ثمن ندفعه لنكون أُمّهات. لهذا، نحن لا نترك فرصة نستطيع من خلالها أن نتحدث عن الصورة الجميلة التي كنّا عليها إلا وننتهزها من دون أي مبالغات كاذبة". أمّا أكثر المبالغات التي تضحك منى عليها فتلك التي تتعلق بالخادمة والأولاد، فالخادمة من وجهة نظر ربات البيوت "امرأة للمسح والتنظيف"، "إلا أنها في حقيقة الأمر أكثر من ذلك بكثير، لأنّها تقوم بكل شيء يخطر ببال أحد" بحسب ما تقول، وتضيف: "أمّا الأبناء، فهم دائماً في المجالس النسائية، وكما يأتي على لسان أُمّهاتهم: كسالى، درجاتهم المدرسية مخجلة، شهيتهم للطعام أضعف من شهية عصفور".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.