معذرة للسيد الطيب الفاسي الفهري وزير الشؤون الخارجية والتعاون، فحديثه إلى البرلمانيين حول قضية وحدتنا الترابية وعتابه الشديد للأحزاب السياسية بسبب ما سماه تقصيرها في الدفاع عن قضيتنا الوطنية الأولى في الخارج، لا يمكن أن يمر دون تعليق، تحسبا من أن تسود قناعة ما ، لدى جزء من الرأي العام الذي لا يتوفر على كافة عناصر الجواب في هذه القضية البالغة الأهمية. طبعا، لن ندخل مع السيد وزير الخارجية في تفاصيل التاريخ وما قامت به الأحزاب السياسية في هذا الصدد، وما قدمته من تضحيات، ولكن دعنا نعرض لبعض جوانب الحاضر. فلا نجد تفسيرا مقنعا لجهل السيد وزير الخارجية بالجهود التي تقوم بها كثير من الأحزاب السياسية في التنظيمات الحزبية الدولية التي تنتمي إليها، كأممية أحزاب الوسط التي كان آخر نشاط دولي لها بمدينة مراكش باستضافة من حزب الاستقلال وأصدرت موقفا مساندا للمغرب والأممية الاشتراكية والأممية الليبرالية، وفي علاقاتها الثنائية ،وها هو السيد الوزير يرى أن المسؤول الأول للحزب الشيوعي الإيطالي يقوم بزيارة لبلدنا بدعوة من حزب التقدم والاشتراكية وأعلن عن موقف مساند للمغرب. كثيرة هي التفاصيل المرتبطة بهذه القضية، والتي لن نثقل الرأي العام بها، ولكن مع ذلك نستسمح السيد وزير الخارجية والتعاون في التساؤل عما توفره وزارته المحترمة للأحزاب السياسية المغربية لتقوم بواجبها كاملا في هذا الصدد، على الأقل فيما يتعلق بإمدادها بالمعلومات، هل عقد معها اجتماعات بعد عودته من مانهاست لاطلاعها على ما راج ، أو على الأقل لاطلاعها على المقترحات الجديدة التي قدمها خلال المشاورات؟! هل بادر من قبل بتمكين هذه الأحزاب بملفات مكتملة كما فعل بعد استقبال جلالة الملك لزعماء الأحزاب السياسية؟ وهل تابعت كثير من السفارات المغربية بالخارج وأطرت أنشطة موفدي الأحزاب السياسية الى كثير من الدول؟ وهل... وهل..؟؟؟ لا يجوز إطلاقا أن يتنصل أي مسؤول من مسؤوليته ، حينما يرى أن النتائج المحصلة ليست مرضية، وتراه يسرع للبحث عن التبريرات ويقفز على العتبات التي تبدو له قصيرة وسهلة، بل من الشجاعة أن يتحمل مسؤوليته كاملة ويبادر إلى إصلاح ما يمكن إصلاحه.