بعد إدمان المخدرات والجنس والملح والإنترنت وحتى الحب، ترجح أبحاث علمية أن الاستهلاك المفرط للطعام يثير استجابة عصبية تكيفية مماثلة للإدمان في المخ. وكشفت الأبحاث التي قدمت في المؤتمر السنوي لجمعية علم الأعصاب 2010، مطلع الشهر، ودرست مسارات المخ ومقارنتها بالمدمنين على المخدرات، أن الأغذية الغنية بالسعرات الحرارية العالية والأطعمة الدهنية لها ذات تأثير المخدرات على نفس مسارات المخ، كما أظهرت التجارب على الحيوانات، على الأقل. ووجدت الدراسة أن الاستهلاك المفرط لتلك الأطعمة يمكن أن تغير طريقة استجابة المخ على المدى البعيد، وفق ما نقلت مجلة «التايم» الشقيقة لCNN. وتؤكد الدراسات ما كشفته أبحاث سابقة من أن الآليات الجزيئية التي تدفع الناس نحو إدمان المخدرات هي نفسها وراء الدافع نحو الإفراط في الأكل حيث يقوم الحث المفرط لمراكز المتعة بالمخ أو ال reward pathways نتيجة استهلاك الطعام بقلب النظام على نفسه فيتكيف النظام بتقليل نشاطه مما يتطلب من الشخص مزيدا من الحث من هذا الطعام لتجنب الدخول إلى حالة مستمرة من انعدام المتعة أو ال negative reward. وفي واحدة من الدراسات، قام باحثون من جامعة بنسلفانيا، بتغذية فئران على حمية عالية الدهون أثناء الأسابيع العشرين الأولى من حياتها، وعند إصابتها بالسمنة بدت تغيرات كبيرة ودائمة في مراكز المتعة بالمخ، ما جعل المخ أقل استجابة لذات الحمية الغذائية الدهنية. وفي دراسة أخرى نفذتها «جامعة كونكورديا» في مونتريال، وجد الباحثون إن الفئران الجائعة سعت نحو الهيروين في الحالات التي لم يتوفر فيها الطعام. فهل حقاً يمكن إدمان الطعام تماماً كالمخدرات؟ تبدو هذه كخلاصة لم تستطع الأبحاث العلمية تأكيدها بشكل قاطع، لكن من المحتمل أن الإفراط في الأكل القهري، أو الشراهة، تحمل طابعاً مشابهاً للإدمان. وقال رالف ديليون، بروفسور علم النفس المساعد بجامعة «يل الأميركية: «هذا يعني أنه من المنطقي التركيز على سلوكيات الأكل في وقت مبكر من الحياة ، عندما يتكيف المخ مع بيئة معينة.. وربما أيضا يجعل من المنطقي أن تتخذ النهج المستخدمة لعلاج الإدمان وتكييفها للإفراط في الأكل.»»سي ان ان»