قبل ما يقرب من الثلاثة أشهر من الآن، اقر جلالة الملك محمد السادس تاريخ 10اكتوبر من كل سنة يوما وطنيا للمرأة المغربية، وهو التاريخ الذي يخلد ذكرى الخطاب الملكي التاريخي بمناسبة افتتاح السنة التشريعية الثانية من الولاية السابعة والذي ألقاه جلالته بتاريخ 10اكتوبر 2003 أمام البرلمان وأعلن فيه عن مضامين مدونة الأسرة الجديدة، وهي المدونة التي صادق عليها البرلمان بمجلسيه بالإجماع في 3فبراير2004.. وقد تم اعتبار هذه الخطوة الملكية مكسبا تاريخيا واعترافا من أعلى هيئة سياسية في البلاد ، بمكانة المرأة ودورها في المجتمع والحياة العامة بعيدا عن كل الظواهر التمييزية ، وذلك تعزيزا لمسيرة تحقيق العدالة الاجتماعية وإقرار دولة الحق والقانون .. وقد اعتبرت وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن في بلاغ لها صدر بمناسبة إعلان 10 أكتوبر يوما وطنيا للمرأة المغربية، وذلك في 11يوليوز2008 أن المدونة الجديدة أبرزت بشكل قوي وواضح أن قيم حقوق الإنسان والمساواة كما هو متعارف عليها دوليا ، تتلاءم مع روح ديننا الحنيف ومقاصده السمحة..واعتبار الإصلاح الكبير الذي طال بنود المدونة هو تتويج وثمرة لالتزام جلالة الملك محمد السادس وكذا كل القوى الحية التي ناضلت لسنوات عديدة من اجل هده القضية..» ومن البنود الايجابية التي تضمنتها المدونة الجديدة جعل مسؤولية الأسرة تحت رعاية الزوجين، وكذا جعل الولاية حقا للمرأة الرشيدة، تمارسه حسب اختيارها ومصلحتها ، وأيضا تقييد التعدد بشروط وذلك حماية لحقوق الزوجة واستقرار الأسرة مع الترخيص به لضرورات قاهرة وضوابط صارمة ، إضافة إلى توسيع حق المرأة في طلب التطليق، لإخلال الزوج بشرط من شروط عقد الزواج ..ومن البنود الايجابية أيضا رفع سن الزواج إلى ثمان عشرة سنة بالنسبة للفتى والفتاة.. وبمناسبة الاحتفال الأول باليوم الوطني للمراة المغربية، الذي اقر للتذكير بتاريخ مهم يرمز إلى تكريس مبدأي الإنصاف والمساواة بين الجنسين، في الحقوق والواجبات والحفاظ على حقوق الطفل وحماية الأسرة، فتحت العلم هذه الصفحة لمجموعة من الفعاليات المعنية بشؤون المرأة و التي حاولت تجسيد واقع النساء المغربيات بعد ما يقرب من خمس سنوات من الإعلان عن إصلاح مدونة الأسرة الجديدة ...