أخذت الأزمة السياسية في كوت ديفوار منعطفا خطيرا مع أنباء عن سقوط قتيل في صفوف أنصار المعارضة وسط معلومات تفيد عزم الطرفين المتنازعين تجييش أنصارهما في الشارع. وقال شهود عيان إن قوات الأمن في كوت ديفوار أطلقت النار في العاصمة ياموسوكرو -التي تقع شمال العاصمة القديمة أبيدجان- على محتجين يطالبون بتنحي الرئيس لوران غباغبو فقتلوا شخصا وأصابوا آخرين بجروح. ونقل عن عناصر الإسعاف قولها إن شرطيا أطلق النار على أحد المحتجين فأرداه قتيلا على الفور، وقال مسؤول حزبي إن عدد الجرحى بلغ أربعة أشخاص، وأبلغ سكان المدينة عن إغلاق المحال التجارية والمصارف والمرافق العامة توقعًا لنشوب مصادمات. ولفت مراقبون محليون إلى أن ياموسوكرو تقع على بعد 45 كيلومترا فقط جنوب خط التماس الفاصل بين المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة وتلك الخاضعة لسيطرة متمردي الشمال المؤيدين للمرشح الفائز الحسن واتارا. وكان أنصار واتارا قد دعوا إلى احتجاجات واسعة والاستيلاء على مقار الإذاعة والتلفزيون والحكومة التي يسيطر عليها حاليا الجيش الموالي للرئيس غباغبو الذي قابل أنصاره هذه الدعوات بنداءات مماثلة للنزول الشارع. ونقل عن باتريك آشي، الناطق باسم حكومة المرشح الفائز، قوله في مؤتمر صحفي "إنني واثق من أن قوات الدفاع والأمن التي اعرفها لن تفتح النار في وجه شعبها ، وبالتالي ستكون مسيرة سلمية ومنظمة للوصول إلى الإذاعة والتلفزيون". في هذا السياق، اتهم الجيش الموالي لغباغبو أنصار واتارا بالتحريض على المصادمات بين المدنيين وقوى الأمن عبر الدعوة للنزول إلى الشارع والاستيلاء على مؤسسات حكومية، محملا في الوقت نفسه الأممالمتحدة والمجتمع الدولي مسؤولية التدخل في شؤون كوت ديفوارالداخلية واحتمال انفجار حرب أهلية في البلاد. وكان المتحدث الرسمي باسم الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، قد نقل عن الأخير تحذيره من أن الأوضاع في كوت ديفوار بدأت تتخذ منعطفا مثيرا للقلق مع تطور الأحداث التي قد تفضي إلى وقوع أعمال عنف. يشار إلى لجنة الانتخابات أيدت فوز الحسن واتارا في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، في حين اعتبر المجلس الدستوري غباغبو فائزا في الانتخابات بعد إلغاء ما يقارب مليون صوت اقترع لواتارا على خلفية تعرض منافسه غباغبو للاستفزاز في المناطق المؤيدة للمعارضة. وفي إجراءات عقابية لرفض غباغبو التنحي عن السلطة، قرر الاتحاد الأفريقي تعليق عضوية كوت ديفوار، كما فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على غباغبو وأنصاره.