بدأت السلطة الفلسطينية باللجوء إلى الخطة البديلة عن استئناف المفاوضات المباشرة مع إسرائيل، وهي إقناع العديد من دول العالم بالاعتراف بدولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية، واستخدام هذه التعبئة لدفع الولاياتالمتحدة إلى التخلي عن حق النقض (فيتو) في مجلس الأمن. وبدت هذه الخطة أكثر إلحاحا عندما تحدث مسؤولون أميركيون عن تخلي بلادهم عن الجهود الرامية لإقناع إسرائيل بتجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات مع الفلسطينيين. وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لدى زيارته تركيا ، إنه يتطلع الآن إلى أوروبا، وإنه دعا أنقرة إلى العمل وسيطا في هذا الشأن. ويقول الفلسطينيون إن تأكيدهم على حاجتهم لخطة بديلة ، ينبع من خشيتهم من عدم قدرتهم على التوصل إلى اتفاق سلام مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وقال نبيل شعث -أحد مساعدي عباس- إنه في ظل الصعوبات التي قد يواجهها الفلسطينيون في مجلس الأمن التي تتمثل في الفيتو الأميركي، فإنهم شرعوا في تكثيف جهودهم بما فيها تعبئة الدول للاعتراف بدولة فلسطين. وكانت البرازيل والأرجنتين قد اعترفتا بالدولة الفلسطينية على حدود عام 1967، ومن المتوقع أن تتبعهما أورغواي الشهر المقبل، وجاء ذلك ثمرة حملة فلسطينية استغرقت أشهرا، حسب قال مسؤول فلسطيني رفيع المستوى. وتوقع شعث أن تتبع هذه الاعترافات لاحقا اعترافات مماثلة من باراغواي، وتشيلي، والبيرو، وإكوادور، وسلفادور، وأضاف أنه مع كل اعتراف دولي يصدر، تزداد الصعوبة أمام أميركا في استخدام حق الفيتو عندما يلجأ الفلسطينيون إلى مجلس الأمن. ورغم أن الاعتراف الدولي قد لا يغير الكثير على الأرض، فإنه قد يعزز موقف الفلسطينين دوليا ، ويحفظ مطلبهم في أن تكون حدود 1967 أساسا لرسم الحدود بينهم وبين الإسرائيليين. وكان البيت الأبيض ووزارة الخارجية قد كشفا أن الجهود الرامية لإقناع الإسرائيليين بتجميد الاستيطان كشرط لاستئناف المفاوضات قد باءت بالفشل. وأكد مسؤول في البيت الأبيض -الذي اشترط عدم ذكر اسمه- أن الإدارة الأميركية ستواصل جهودها في محاولة كسر جمود عملية السلام المتعثرة، وأنه سيتم بحث هذا الأمر مع مفاوضين فلسطينيين وإسرائيليين في واشنطن الأسبوع المقبل. وقد حمل كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات، إسرائيل مسؤولية فشل المساعي الأميركية في إقناع تل أبيب بتجميد الاستيطان لاستئناف مفاوضات السلام. وقال إن السلطة الفلسطينية ستدعو لجنة المتابعة العربية للاجتماع ، وبحث الرد المناسب على نتائج المساعي الأميركية، كما سيتم عقد اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية واللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، فضلا عن التشاور مع العرب لاتخاذ القرارات المناسبة. ودعا عريقات واشنطن إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية من منطلق سياسي وأخلاقي.