أكدت نزهة الصقلي وزيرة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن في لقاء بالقنيطرة, أن الحكومة تعكف حاليا على وضع استراتيجية ومخطط عمل ملائمين للمساهمة في حماية فئة الأشخاص المسنين. وأوضحت خلال حفل استقبال نظم ببستان المسنين (دار العجزة) بمناسبة تخليد اليوم العالمي للأشخاص المسنين (فاتح أكتوبر), أن انخراط الحكومة في هذه العملية نابع من وعيها بضرورة مواكبة التنامي المتصاعد في أعداد الأشخاص المسنين بالمغرب. وقالت إن التحولات الديمغرافية التي عرفها المغرب انبثقت عنها تحديات جديدة بالنسبة للمملكة منها الشيخوخية السكانية. وأشارت, في هذا السياق, إلى إرتفاع عدد الأشخاص المسنين بالمغرب من833 ألف نسمة خلال سنة1994 إلى مليونين و400 ألف نسمة في سنة2006 , وهو ما يعني أن هذه الفئة أضحت تشكل نحو2 ر8 في المائة من مجموع الساكنة. وأبرزت السيدة نزهة الصقلي أن الاستراتيجية الحكومية الخاصة بالأشخاص المسنين, والتي سيتم الكشف عنها قريبا, تعد ثمرة عمل مجموعة من القطاعات الحكومية المعنية بحماية الأشخاص المسنين, والتي تشمل إلى جانب وزارة التنمية الاجتماعية والأسرة والتضامن كلا من وزارات التشغيل والمالية والصحية. وأضافت أن هذه الاستراتيجية ستدمج أيضا مختلف صناديق الحماية الاجتماعية والتقاعد وكذا الجماعات المحلية والشركاء من جمعيات ومجتمع مدني. وشددت الوزيرة على أن جوهر هذه الاستراتيجية يسعى إلى إيلاء عناية خاصة بالأسرة باعتبارها نواة الاستقبال الأساسية للأشخاص المسنين, مطالبة في هذا الصدد بتقوية دور الأسرة قصد تمكينها من لعب دورها في مجال التضامن الأسري. كما يروم هذا المخطط الاستراتيجي, الذي سيتم تنفيذه خلال الفترة ما بين2008 و2012 , وضع نظام اجتماعي مرجعي على المستوى الجهوي يدمج الخدمات الاجتماعية عن قرب لصالح مختلف الفئات في وضعية هشة ومنها الأشخاص المسنين. وأضافت أن هذه المراكزالاجتماعية ستشكل مرجعا على مستوى البنيات الاجتماعية الأساسية وكذا على مستوى الموارد البشرية المؤهلة التي من شأنها القيام بمهامها في هذه المراكز على أحسن وجه. وقد تضمنت فقرات هذا الحفل تكريم عدد من العاملين في بستان المسنين, إلى جانب توزيع هدايا ومساعدات عينية لفائدة نزلاء الدار والذين يبلغ عددهم نحو أربعين نزيلا. وقد شكل هذا اللقاء مناسبة لتحسيس الفاعلين المحليين بقضايا الأشخاص المسنين والتشجيع على تعبئة قوية لكافة الفاعلين في هذا المجال من أجل تكفل أحسن بالأشخاص المسنين.