اختار وزير الطاقة والمناجم الجزائري توقيتا مناسبا جدا في تقديره للحديث عن تشغيل أنبوب الغاز «ميدغاز» الذي سينقل أكثر من ثمانية مليارات متر مكعب سنويا من الغاز الجزائري إلى إسبانيا وإلى إيطاليا ومن خلالهما إلى العديد من الدول الأوربية الأخرى. ووعد المسؤول النفطي والغازي الجزائري أن الأنبوب «سيتم وضعه في الخدمة قريبا، وأكد المسؤول الجزائري أن الجزائر حققت عدة مشاريع وأخرى مازالت قيد الإنجاز لتعزيز طاقات التنقيب عن الغاز الذي سيوجه نحو أوربا. العارفون بعقلية حكام الجزائر والمدركون فعلا للمنهجية الجهنمية التي يشتغلون بها يلاحظون أن الحديث عن الغاز الجزائري الذي سيصل إلى إسبانيا وإيطاليا ومن هناك سيصل إلى دول أوروبية كثيرة سيحقق أهدافا جزائرية استراتيجية كثيرة، تبدأ بمواصلة ممارسة الضغط على السلطات الإسبانية في علاقتها مع المغرب، فالحديث عن أنبوب الغاز الآن فيه دعوة صريحة إلى مدريد للتفكير في المصالح الإسبانية وهذا ما يحتم عليها الابتعاد عن الرباط والاقتراب من الجزائر، والفاهم يفهم طبعا. وثاني هذه الأهداف أن الحديث عن الأنبوب الجديد يتضمن رسالة واضحة من حكام الجزائر لا تحتاج قراءتها إلى أي جهد، ذلك أن حكام الجزائر لا يعتبرون أنفسهم معنيين بصفة نهائية بأي حديث أو عمل يتعلق بتفعيل اتحاد المغرب العربي، خصوصا إذا كان المغرب الجار معنيا بذلك، وهذا ما يجسده إقدام هؤلاء الحكام على إقبار أنبوب الغاز المغاربي، وتغييره بأنبوب الغاز بيدرو دوران فاريل في اتجاه اسبانيا وهو الذي يعوض أنبوب الغاز الجزائري الذي يخترق جزءا مهما من التراب المغربي وأنبوب الغاز أنريكو ما تييي باتجاه إيطاليا والذي يضع حدا لأنبوب الغاز الجزائري الذي يمتد في عمق الأراضي التونسية. والحديث عن هذه المواجع في هذه الظروف الدقيقة التي تجتازها الأوضاع في منطقة شمال إفريقيا وفي شبه الجزيرة الايبيرية يخضع لحسابات دقيقة جدا يدرك أهميتها جنرالات الجزائر.