إن التلفزيون فن له أصول وقواعد، فهو علم وحقل للإبداع وباب من أبواب التجديد، يعتمد على الآلة والتكنولوجيا بصورة أساسية وعلى الصورة المرئية والمسموعة. وهو وسيط بالغ الأهمية ووسيلة ناجعة للاتصال الجماهيري. والأعمال التلفزيونية لم تأخذ شكلها الحالي إلا بعد تجارب ومحاولات إبداعية للعديد من المبدعين والمفكرين لتقديم أعمال فنية متميزة يتمتع بها المشاهدون في مختلف أنحاء العالم. ونتج عن هذه التطورات أن ازدادت المساحة الفنية للإبداع لدى الفنان، وكذلك خلق مجالات جديدة للتطوير والنهوض بفن التلفزيون، وبذلك أصبح فنا من أوسع فنون العالم انتشارا. يقوم التلفزيون كجهاز إعلامي بتقديم كم هائل ومتدفق من البرامج، على رأسها البرامج الإخبارية التي تتبنى إعادة المجتمع للتعامل مع الأحداث القومية، بالإضافة إلى مخاطبة الجماهير، بناء على قاعدة المصارحة والمكاشفة بالحقائق، بما يجسم التفاعل الكامل بينها وبين سياسات الدولة للإسهام في العديد من المجالات السياسية، والثقافية والاجتماعية والاقتصادية والرياضية والدينية والسياحية والتراث التاريخي والخدمات والتنمية الصحية. في عصر البث القمري المباشر والسموات المفتوحة وانتشار القنوات الفضائية الكثيرة والمتخصصة، زادت أهمية الدور الذي تضطلع به هذه البرامج الإخبارية، وأصبح من الضروري أن تكون قادرة على منافسة الإنتاج الإعلامي الوافد عبر الأقمار الصناعية حتى نؤكد وجودنا في هذا العصر التكنولوجي المتميز، الذي يجعلنا نأخذ ونعطي، نؤثر ونتأثر، في تفاعل حضاري خلاق، للحفاظ على الريادة وجذب عدد كبير من المشاهدين على اختلاف مستوياتهم العمرية والفكرية. ولأهمية هذه البرامج الإخبارية كان لزاما علينا إلقاء الضوء عليها وعلى رسالتها الإعلامية والدور الرئيسي الذي يقوم به الديكور لإثرائها والارتقاء بها. تعريف الديكور الخاص بالبرامج الإخبارية إن الديكور لا يعني تزيين أو تجميل خلفية البرامج الإخبارية وإنما هو تصميم شكل بصري يلائم الوظيفة النوعية المحددة داخل الفراغ باستخدام مجموعة من العناصر المرئية الموحدة وهو أيضا إضافة إبداعية لفكرة جديدة لزيادة القيمة الجمالية والوظيفية والتعبيرية الخاصة بالبرامج . مواكبة مع التطور المذهل في استخدام التقنيات الحديثة في العديد من ديكورات البرامج وخاصة الإخبارية منها، تم تعصير استوديوهات التلفزيون بأحدث الوسائل الفنية إن الديكور لا يعني تزيين أو تجميل خلفية البرامج الإخبارية بالزخارف فحسب، وإنما هو تصميم شكل بصري يلائم الوظيفة النوعية المحددة داخل الفراغ باستخدام مجموعة من العناصر المرئية الموحدة (الإضاءة، الألوان، والمناظر الخلفية، الأثاث، الإكسسوار، إلى جانب الخامات المستخدمة) التي تدعم مضمون النص وتتضامن من أجل خلق الجو الملائم له، وهو أيضا إضافة إبداعية لفكرة جديدة لزيادة القيمة الجمالية والوظيفية والتعبيرية الخاصة بالبرنامج. وبالرغم من محاولة الديكور لمحاكاة المكان الطبيعي أو البيئة المحيطة، ولكنه يختلف عنه بأنه محكوم بعنصري الميزانية. قواعد التكوين (التصميم) في ديكورات البرامج الإخبارية تتعدد أشكال وقوالب البرامج الإخبارية ما بين البرامج الحوارية (Talk Show) التي تعتمد على مشاركة الجمهور، المجلات الإخبارية، الندوات، المناظرات وبرامج المناسبات القومية، وقد تكون هذه البرامج يومية أو أسبوعية أو نصف شهرية. وتختلف تصميمات ديكورات هذه البرامج، فلكل منها ديكور خاص به يميزه عن غيره ويحقق الأهداف والخصائص والأفكار التي تبرز موضوع البرنامج. والخطوة الأولى دائما في العملية الخلاقة لتصميم الديكور هي دراسة العلاقة المتبادلة بين عناصر التصميم وقواعد التكوين التي تحظى لغتها العالمية باستجابات عاطفية مماثلة لدى معظم المشاهدين. تتألف قواعد التكوين (التصميم) من المقومات البنائية المحتوية على الخطوط، التي لها تأثير بصري، حيث الخطوط الإيقاعية والخطوط المنحنية والخطوط المستقيمة لتكوين شكل متجانس بين الخلفية والمقدمة في إطار متكامل ، ومنها ما يمثل خطاً واقعيا يحدد الهيكل العام للتصميم، ومنها ما يمثل خطا خاليا، والاهتمام بالارتباط بالنسب الواقعية للأشكال المختلفة التي تساعد على التركيز البصري، الحركة وهي التي تستطيع أن تنقل مختلف الدلالات التشكيلية، والكتلة التي تستحوذ على انتباه المشاهد، بما لها من ثقل وتفاعلات مع العناصر الأخرى وبما تتسم به. وتزداد الكتلة قوة إذا ما انفصلت عن خلفيتها بالتضاد معها في اللون والضوء، وقد تبرز الكتلة المظلمة على أرضية مضيئة وبالعكس. أما المقومات الكلية، فتحتوي على التنوع في التكوينات المختلفة لعناصر الديكور، حتى لا ينحصر الضيوف والديكورات في أنماط محددة تؤدي إلى الملل، والإيقاع الذي ينشأ من العلاقة النسبية بين الأشكال. والتوازن الذي يحقق التعادل في العوامل التي تؤثر في تكوين الصورة، بالاضافة إلى التوافق والانسجام الذي يحقق وحدة قياسية للعمل الفني ككل وزوايا الكاميرا. دور عناصر الديكور المرئية في البرامج الإخبارية المناظر تكون المناظر في البرامج الإخبارية إما بسيطة (ثابتة) عبارة عن مستوى مرتفع له خلفية مرسومة أو غير مرسومة، أو مناظر متحركة يتم نقلها من مكان إلى آخر، بعد شدها على شاسيهات مزودة بالعجل. ومناظر خارجية يتم بناء هذه المناظر في أماكن طبيعية خارج الأستوديو، مع إمكانية الاستعانة ببعض الوحدات التشكيلية لتكملة البناء، والمناظر المغلقة، وهي تمثل أماكن داخلية لها حوائط وسقف، خلفيات مرسومة على بانرات تعبر عن البرنامج داخل الأستوديو، وأخيرا المنظر المركب الذي يجمع بين المنظر والتكوين والقواعد الهندسية، والمناظر المعلقة هي المناظر المرسومة التي يتم تعليقها على بارات الإضاءة من الخلف عن طريق ربطها من أعلى ومن أسفل بخيوط من البلاستيك. الإضاءة الإضاءة من أهم العناصر التي يعتمد عليها العمل الفني، فهي التي تشكل كل ما تراه عدسة التصوير لتكسبه العمق، الواقعية، تحقيق السيادة والتوازن للموضوع الرئيسي للبرنامج. يتم توظيف الإضاءة توظيفا جيدا في الديكور لإظهاره في أجمل صورة ممكنة وإبراز الجوانب الجمالية الموجودة في الديكور وذلك عن طريق اختيار نوعية الإضاءة، وزاوية سقوط الضوء ولونه، إلى جانب استخدام المؤثرات الضوئية، الليزر من خلال استخدام التكنولوجيا الحديثة (الكمبيوتر). مواكبة مع التطور المذهل في استخدام التقنيات الحديثة في العديد من ديكورات البرامج وخاصة الإخبارية منها، تم تعصير استوديوهات التلفزيون بأحدث الوسائل الفنية، فوقع إدخال أجهزة إضاءة متطورة مثل أجهزة الضوء البادر light lamps Day وهي لا يصدر عنها أي معامل حراري. وقد أسهمت هذه الإضاءة بصفة كبيرة في تشكيل الديكورات وساعدت على التعامل مع خامات لم يكن من الممكن التعامل معها في ظل الإضاءة عالية الحرارة. إن للون دورا واضحا في عملية الإبداع في البرامج الإخبارية، فهو أحد أقوى العوامل ذات الجاذبية والتأثير في المشاهد. ومن أهم وظائفه قدرته على أن يغيّر بعد الشكل، ويولّد حركة بصرية داخل التكوين، كما يبرز الحجم والمسافات. واستخدام اللون في الديكور يجب أن يكون بناء على خطة لونية مدروسة وأن تختار بعناية كافية وأن يكون التفكير في استخدام اللون وظيفيا ذا دلالة ومعنى خاص وجمالي. كثيرا ما يلجأ الفنان الى الدرجات اللونية الواحدة كي يحقق نوعا من الإيقاع الهادي، ولكن عندما يحتاج الأمر إلى إيقاع سريع فإنه يستخدم الألوان المتباينة. أما بالنسبة إلى إبراز الحدود الخارجية للتكوين، فتستخدم الألوان الباردة، على عكس الألوان الساخنة التي تساعد على طمسها. ويضفي استخدام اللون الفاتح اتساعا ويجعل الأشياء تظهر أكبر من حجمها الطبيعي وبالعكس. الإكسسوار والأثاث هو أحد عناصر الديكور الذي يؤكد مصداقية الأحداث في البرامج، وله دور إيحائي، ويتكامل من خلاله الإطار العام للبرنامج. ولابد أن تكون قطع الإكسسوار والأثاث لها قيمة وظيفية داعية إلى وجودها، وينبغي أن تجسّد الجوّ العام للبرنامج، مع مراعاة حجم قطع الأثاث حتى نتجنب تغطية جزء كبير من منطقة العمل، وكذلك يفضّل الابتعاد عن الأثاث المصقول بدرجة كبيرة حتى لا يعطي انعكاسات ضوئية وتشتت ذهن المتلقي. الخامات المستخدمة إن الخامات تقوم بدور هام في البرامج الإجبارية، وتتميز الخامات في استخداماتها من عمل إلى آخر، من حيث خصائصها الملمسية ومقتضيات العمل الفني المقدّم له، وأسلوب استخدامها من حيث سهولة تشكيلها وخفة وزنها، إلى جانب اختلاف أشكالها وألوانها المبهجة المضيئة التي تبهر المشاهد. وعلى ذلك يجب اختيار الخامة المناسبة بدقة متناهية. ويوجد العديد من الخامات التي تستخدم في ديكورات البرامج وهي: الأخشاب بأنواعها البريسبكس الفوم (الإسفنج الرغوي) الزجاج الجبس الفايبر جلاس الحديد المشغول بأنواعه الصاج الاستينلس الشفاف البلاستيك الخاصة المرايات الألوان رولات الاستيكر الكريستال الأقمشة بأنواعها المشمّعات ورق الحائط الأرضيات الزخرفية خامات تكميلية.