اعتمادا على التحويلات السخية المخصصة للعيون والآذان المخابراتية والمأجورة. المبثوثة على امتداد المدن والثغور بالسواحل المغربية المتوسطية، والشمالية الغربية، تمكنت فرقة بحرية وجوية تابعة للجمارك الإسبانية، من حجز واحدة، من أضخم شحنات مخدر الشيرا، تزن (20 طنا)، كانت على متن باخرة هولاندية تحمل اسم نانسي / NANCY.. الباخرة الهولاندية التي تبين فيما بعد، بأنها تحمل اسما مزورا، تم رصد تحركاتها، منذ وصولها إلى أحد الموانيء الإسبانية بغاليسيا، قادمة من هولاندا، حيث توقفت هناك، لإجراء المراقبة التقنية. وهذا التوقف المشبوه، جعل المصالح الجمركية الاسبانية، تتشكك في الأمر، لتقوم برصد تحركاتها، أثناء توجهها نحو السواحل الشمالية الغربية للمغرب، خاصة وأن الباخرة الهولاندية متخصصة في صيد سمك (الْبَاكَالاَوْ)، وأن هذا الصنف من السمك، يوجد بوفرة في بحر الشمال حيث المياه العميقة والباردة، وليس في السواحل المغربية المحيطية الدافئة. الرصد الجوي، والتتبع البري والساحلي، مكن المصالح الإسبانية من معرفة (مهمة!) الباخرة الهولاندية، وهي بالأساس، شحن أطنان المخدرات في عرض المياه الاقليمية المغربية، ما بين طنجة، وأصيلة، والعرائش، ومولاي بوسلهام، بعد نقلها بواسطة المراكب والزوارق المنطلقة من المنافذ المشهورة بالمنطقة. عملية محاصرة الباخرة الهولاندية، تمت على بعد (70) ميلا بحريا من ميناء قاديس الإسباني، أي مباشرة بعد خروج الباخرة المخدراتية، من المياه الإقليمية المغربية بشمال غرب المحيط، ليتم اقتحامها من قبل العناصر الجمركية الإسبانية، واعتقال المهربين الهولانديين الثلاثة، الذين أكد زعيمهم، بأنه اتفق مع شريكيه في العملية، بمنحهما مبلغ عشرة ملايين سنتيم مقابل شحن ونقل المخدرات..!. وتقدر المصالح الجمركية الإسبانية، بأن هذه الشحنة التي تزن (20) طنا من رحيق الشيرا، يصل ثمنها في الأسواق الهولاندية، بما لايقل عن (220) مليار منالسنتيمات، وأن الكيلوغرام الواحد من هذا الصنف (الممتاز!) من (البضاعة!)، يصل ثمنه في محلات الاستهلاك بهولاندا، إلى (55) مليون سنتيم.! والملاحظة التي أثارت انتباه واهتمام العناصر الأمنية والجمركية أثناء عمليات إفراغ الباخرة من المخدرات بميناء قاديس، التلفيف البلاستيكي الأبيض اللون لقوالب المخدرات، مع وجود طابع داخلي وآخر خارجي مميز، هو عبارة عن نجمة سداسية..! ويتساءل الرأي العام الوطني عن ظروف وملابسات هذه العملية التهريبية الكبرى، ومدى ارتباطها بأباطرة التهريب الدولي للشيرا، والكوكايين، والسجائر الأمريكية الفاسدة ببلادنا، ومبيضي (سيولتها!) فيما هو معروف ومكشوف، وفيما هو (نائم!) في الصناديق السوداء، و (يقظ!) في الشيكات الموقعة على البياض!.