ماذا فعلتم وإن مرة في الأسبوع لتقديم مساندتكم لقضية تعتبرونها مدافع عنها بشكل سيء؟ «في إطار الدور المتعجرف الذي تقومون به في تقديم دروس مبرزة فإنكم تتجاوزون عتبة الخزي والعار الذي لم يكن عليكم أن تتجاوزوه. وبدون الأهلية المحصل عليها كان لديكم كل الوقت لتبني وضعية مصنوعة لمحلل جسور قادر على عرقلة الاختيارات الرئيسية لبلاده. وباستعمال حتى نطاق حرية التعبير السائد باعتزاز في هذا البلد والمحصل عليه من طرف قواته الحية، فإنكم تسكبون عليه أسبوعيا سيلا من الخبل والغباوة يظل على العموم بدون جواب. وأنا لست مصنوعا من جبلة نفس الأقزام، وواجبي كوطني يجبرني على أن أقول لكم بأن عليكم أن تحمروا خجلا السيد بنشمسي». ومرورا بالسب المجاني الذي وجهتموه إلى وكالة المغرب العربي للأنباء وحيث «لا أحد تصوره طالما أن الجميع متعودون عل أكاذيبك المستوحاة من أخبار رسمية أكثر ضخامة» إننا نتطور بكل وضوح في بيئة إعلامية تتسم بالميوعة وحيث السب والقذف أصبح شكلا من أشكال التعبير السياسي، والتشييع والقدح أصبح آلية للصراع وغياب الالتزام تجاه الوطن... «انكم تؤكدون بدون وجل أن البوليزاريو قد انتصر في معركة الإعلام، بأقصى ما يمكن من الذل، بواسطة وسائل شحيحة بالمقارنة مع الوسائل التي نتوفر عليها». «فبكلمات قليلة نطقت بعدم لياقة كبيرة.» ويجب الاعتراف بأنكم لاتفتقدون البراعة. لقد صعد الدم إلى عروقي من خلال مثل هذا الموقف الفضائحي وذلك لثلاثة أسباب على الأقل: 1- إن البوليزاريو، وبخلاف تأكيدكم لم «يربح حربه الإعلامية ضد المغرب» لأنه خارج الدولة والصحافة الجزائريين، وخارج الصحافة (ولا أقول الدولة) الإسبانية التي شنت حرباً بدون هوادة ضد المغرب، فإن باقي العالم عالج مشكل بلادنا بكل الشفافية المطلوبة والمعقولية والاحترام تماماً كما عبر عن ذلك حسن تقبلها لمخطط الحكم الذاتي. كما أن المناوشات المعادية للمغرب المسجلة على مستوى بعض الدول وبعض المنظمات غير الحكومية تظل دون تأثير دولي مسجل. 2- وخلافاً لما ذكرتم فالبوليزاريو لايستعمل «وسائل شحيحة»، وهي كذبة تحاولون من خلالها تبخيس بلدكم، بل ليستعمل بكل بساطة آلة الدعاية الدبلوماسية والإعلامية الجزائرية. ويستعمل الآلة القوية للصحافة الإسبانية برمتها.. وإذا كان الأمر يتعلق بوسائل شحيحة فإن عليكم أن تشرحوا المفهوم الذي أعطيتموه للكلمات. 3- وبخصوص تحميلكم مسؤولية أزمة القضية الوطنية لوكالة الأنباء الفرنسية، وحدها، أدعوكم السيد أحمد رضا بشمسي مدير نشرة أسبوعية لتقولوا لنا ماذا فعلتم أنتم لتقويم ماتعتبرونه اعوجاجاً في حق وكالة رسمية جدا حسب ذوقكم؟ أنتم الخبير الذي لايشق له غبار في مجال الاستراتيجية الإعلامية؟ ماذا فعلتم وإن مرة في الأسبوع لتقديم مساندتكم لقضية تعتبرونها مدافع عنها بشكل سيء؟.. هل من خلال الافتتاحيات، كافتتاحية هذا الأسبوع يمكن السيطرة على أعداء المغرب الذين يشنون ضدنا حرباً بدون هوادة؟.. لكن ربما يتعلق الأمر هنا بخطاب يتميز بوطنية صاخبة (وطنجي) مناقض للخط التحريري لمجلة «تيل كيل» المجلة التي تحرك كل الخيوط الممكنة! لا السيد بنشمسي، فمن خلال مواقفكم المبالغ فيها.. ومن خلال نضالكم المشكوك فيه فإنكم لاتتغطون بالقزمية بل تغذونها.. فالحرب التي تشنونها هي أولا حرب اعلامية أي تلك التي أخليتموها. إن التزاماتي المهنية تفرض عليّ أن أقرأ عليكم كل أسبوع.. وهذا هو الجانب غير المرغوب فيه في الوظيفة الحكومية. (٭) وزير الاتصال الناطق الرسمي باسم الحكومة، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية