نعمل على أن نكون جزءا أساسيا في تقوية الدولة، ولن يتم ذلك إلا بإخراج قانون النقابات إلى حيز الوجود.. شدد حميد شباط الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب في معرض كلمته التي ألقاها في اللقاء التواصلي مع الأطر النقابية للاتحاد العام بوجدة أخيرا، بحضور محمد أضريص الكاتب الإقليمي للاتحاد العام للشغالين بوجدة ونور الدين مضيان عضو اللجنة التنفيذية لحزب الاستقلال، والمامون منصور عضو المكتب الإقليمي، على مطالبة الحكومة باحترام التزاماتها في حماية الحريات النقابية وممارسة حق الاحتجاج، وتفعيل الحوار الاجتماعي وجعله مثمرا ليستجيب للحد الأدنى من مطالب الشغيلة.. واستعرض شباط بإسهاب المراحل النضالية التي خطاها الاتحاد العام للشغالين بالمغرب منذ إعلان تأسيسه وكذا أهم الانجازات التي حققها مناضلو هذه النقابة العتيدة ،و الحركة النقابية للاتحاد العام للشغالين والتي أعلنها منذ المؤتمر التاسع ، مؤكدا أنه ومباشرة بعد هذه المرحلة تم الانتقال إلى نقابة المؤسسة. ثم تعرض إلى الحديث عن الوضع الاجتماعي بصفة عامة، و الاحتقان الذي أصبحنا نعيشه جميعا داخل بلادنا.. وقال: «لقد راكمنا تجربة 50 سنة، وهي تجربة كما هو معروف ليس سهلة، فميلاد الاتحاد لم يكن داخل إدارة أو بإيعاز من جهة أو شخص ما، بل كان بإرادة من الطبقة العاملة، وهي إرادة الشعب المغربي الذي ضحى من أجل ذلك، فهناك من اعتقل، وعذب وهناك من قتل، لذلك، يضيف شباط ، فهي نقابة تأسست بدماء الشهداء... وذكر الزعيم النقابي بالانتكاسة التي عرفتها الحركة النقابية منذ إضراب 14 دجنبر 1990، والذي شكل حركية غيرت وجه المغرب إلى عهد جديد يفتخر به كل النقابيين خاصة خلال العشر سنوات الأخيرة، والذي جاء بفضل التضحية التي قدمتها الطبقة العاملة والشعب المغربي. وأشار شباط في ذات السياق إلى أن هذا الإضراب منحنا عدة امتيازات.. أما عن مطلب الحريات النقابية فأوضح شباط أن القرار الذي خرج به الاتحاد العام للشغالين خلال فاتح ماي 2010 والقاضي بمقاطعة التظاهرة كان بسبب ضرب الحريات النقابية، ومن هذا المنطلق جاء مطلب الاتحاد العام للشغالين الموجه للحكومة كي تصادق على المذكرة 87 التي تسمح للنقابات بممارسة عملها داخل المؤسسات المهنية، سواء كانت قطاع خاص أو عام وبالتالي إخراج قانون النقابات إلى حيز الوجود... لأن هذا القانون يقوي الدولة ويحمي الطبقة العاملة والموظفين كي يشكلوا مكاتبهم النقابية، وأيضا، كما جاء كي يخلق ورشا كبيرا للاستثمارات بالمغرب... وتحدث الكاتب العام للنقابة عن انطلاق مسلسل العمل النقابي للاتحاد العام للشغالين بالمغرب منذ المؤتمر الاستثنائي، بمنظور جديد متطور مبني على الجهوية الموسعة والحوار البناء، وقد تم الاعتماد على مكتب للدراسات، وخلق خلية خاصة بالأطر تعني بالدراسات والأبحاث بعد أن أصبحت لدى الاتحاد العام للشغالين بالمغرب تمثيليات مشرفة في كل المناطق المغربية، وهو ما يفرض علينا أن نجتمع مع مناضلينا في كل الجهات... وتحدث شباط من جهة أخرى عن حزب الاستقلال ونضال رجالاته مذكرا بأهم محطاته النضالية، وما رافق ذلك من أحداث شهدها المغرب منذ الإعلان عن وثيقة المطالبة بالاستقلال، وانبثاق بعض الأحزاب عن حزب الاستقلال، وبعد مرور 52 سنة أصبح هذا الحزب يرأس الحكومة في شخص عباس الفاسي، مضيفا أنه «علينا كنقابيين أن نكون في مواجهة الحكومة ببرامج فعالة والاتفاق على ملف مطلبي موحد بعيدا عن مزايدات نقابية أو سياسية ونكون فريقا نقابيا في خدمة الطبقة العاملة»، موضحا أن هذه الطبقة تعيش وضعية معيشية صعبة في ظل هزاله الأجور وارتفاع الأسعار وتكاليف المعيشة، ومن هذا المنطلق علينا أن ندافع عن كرامة الموظف، ولابد من النظر في نظام الأجور لتحقيق السلم الاجتماعي في إطار برنامج يمتد على مدى خمس سنوات مقبلة. وأضاف شباط أن هناك لقاءات جهوية بدأت لتأطير الشغيلة وخلق تواصل مع المناضلين، ولهذا تقرر في المجلس العام إحداث لجنة تمثل العمال والمأجورين خلال ست سنوات، لأن هناك حقوقا وواجبات وملفا مطلبيا قويا يجب العمل من أجل تحقيقه. وتحدث شباط في سياق اخر عن الأزمة العالمية وكيفية مواجهتها. كما تطرق إلى قضية الوحدة الترابية....