كان أن يحصل ماحصل قبل يوم الاثنين الماضي، السلطات المحلية تأخرت كثيرا في التعامل بجدية وحزم مع الذين تفطنوا الى أهمية أخذ السكان رهائن لفرض تحقيق أهداف سياسية رخيصة ودنيئة، استغلوا حرقة المواطنين الأبرياء التي كانت نتيجة أخطاء في تدبير بعض الملفات المرتبطة بعيش وحياة السكان، كان لابد أن تبادر السلطات الى الحسم حينما استجابت للغالبية الساحقة من المطالب التي لم تكن غير حصان طروادة في قضية ذات صبغة سياسة صرفة، والدليل أن الذين كانوا يقبضون برقاب المدنيين الأبرياء زادوا في حجم المطالب كلما تمت الاستجابة للمطالب المقدمة، ونعتقد أن السلطات المحلية تتحمل مسؤولية فيما حدث. فهناك كثير من الأسئلة ظلت معلقة لدى الرأي العام دون أن تلقى أي جواب ليس أقلها أهمية التساؤل مثلا، وأين كانت عيون السلطات التي لاتنام وانتظرت الى أن أصبح المخيم يشبه مدينة كاملة؟! أليس في الأمر «إن» تتطلب أن ينصب مبتدأها ويرفع خبرها؟! إن ما حصل قد حصل فعلا، ويجب أن نعترف أن البلاد ومصالحها دفعت ثمنا سياسيا وإعلاميا غاليا بسبب تدبير معين لقضية شائكة. وهذا الإقرار لن يثنينا عن الاشادة بالتضحيات الجسيمة التي قدمها هذه المرة وعلى غرار المرات السابقة رجال الأمن والدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية والقوات المساعدة والوقاية المدنية، ونسجل بإيجابية قرار وضع حد لنشاط مشبوه كان يمارس الابتزاز السياسي وكان يمثل جسرا فعليا لجهات خارجية لم يبق من رهان أمامها غير الإخلال بالجبهة الداخلية وإثارة الفوضى في أقاليمنا الجنوبية. يجب أن نؤكد أن أحداث العيون الأليمة والارهابية التي أكدت أن الانفصاليين الذين يعيشون بين ظهرانينا يأكلون غلتنا ويسبون ملتنا هم إرهابيون حقيقيون والتي أكدت أيضا أن جبهة البوليساريو منظمة إرهابية حقيقية تحلم بأن تكبر وتصبح في حجم تنظيم القاعدة، مثلت تحولا مهما في تاريخ قضية وحدتنا الترابية وتفرض علينا أن نقتنع في إطار اجماع وطني كامل أن العدو يتربص بالوطن، وهذا العدو له إمتدادات في المحيط الإقليمي لبلادنا في الشمال حيث يكبر حماس بعض الإيبيريين من أجل الإضرار بنا وفي الشرق حيث يحمل الجنرال نظارات كبيرة جد متطورة ينظر إلى جسدنا المعافى ويتوقعه أن يتهاوى في كل لحظة، وفي الجنوب حيث يصعب التعامل مع الاستقرار المتواصل والدائم. عدو ارتفعت حدة سعاره وفقد صوابه بعدما نخر جسده الملل والفشل والاحباط وقد قرر أن ينتقل إلى مرحلة السرعة الأخيرة، ورفع قناع السلم ليكشف عن وجهه الخبيث، لذلك لم يعد يهمه في شيء أن تقترف يداه جرائم بشعة جدا من قبيل ذبح رجل أمن من الوريد إلى الوريد من طرف عناصر إجرامية سخرها لهذا الغرض ووسط زغاريد بعض الفتيات اللائي كن ينتصرن للوحشية الرهيبة. لانملك أمام كل هذه المعطيات إلا أن نزيد في تقوية جبهتنا الداخلية، ليس في إطار إجماع بهيمي تافه، بل في إطار تحصين هذه الجبهة وتمنيعها وتحصينها بالمكاسب والمنجزات. منجزات من شأنها أن تزيد المواطن العادي البسيط إعتزازه بالانتماء إلى الوطن واستعداده الدائم للدفاع عن الوطن الذي وفر له الكرامة والدفاع أيضا وفي نفس الوقت عن المكاسب التي تحققت. إن الشعب المغربي محظوظ بوجود أيادي أمينة ترعى مصالحه وتصون وحدته الوطنية، ومن الواجب أن يتعبأ الجميع لتجذير تقوية الجبهة الداخلية وتحصينها.