في الوقت الذي أكد فيه المغرب وإسبانيا أول أمس الاربعاء على ضرورة التوصل إلى "حل واقعي ومتفاوض بشأنه" حول قضية الصحراء روج جناح خط الشهيد المعارض لقيادة البوليساريو ما وصفه بخطة بديلة لحل ملف النزاع حول الصحراء سيقترحها كريستوفر روس على طرفي النزاع خلال لقائهما التمهيدي المبرمج الاثنين المقبل بمانهاست . وحسب موقع الجناح الانفصالي المعارض لقيادة البوليساريو فإن اجتماعا سريا جمع زوال الجمعة الماضي بباريس زعيم الانفصاليين محمد عبد العزيز بشخصية مهمة بالحكومة الفرنسية يضطلع بملف بملف الصحراء و شؤون المغرب العربي ، عرض خلاله المسؤول الفرنسي على المراكشي مسودة مقترح حل لتسوية النزاع يفترض أن يعرضه روس على الطرفين بمانهاست ، و يتمثل في مشروع خطة جيمس بيكر معدلة قليلا، حيث تخضع منطقة الصحراء لحكم ذاتي تحت إشراف الأممالمتحدة لمدة ثمان سنوات يكون متبوعا باستفتاء لتقرير المصير حول الحكم الذاتي او الاستقلال، او الانضمام، وذلك بعد عودة اللاجئين بالمخيمات الى الأقاليم الصحراوية المسترجعة . و في حين تؤكد قيادة خط الشهيد أن زعيم الانفصاليين لم يفاتح بعد العناصر القيادية الأخرى في شأن موضوع المفاوضات السرية تضيف أنها تضمنت أيضا ملتمسا فرنسيا بمساهمة الجبهة الانفصالية في جهود تحرير الرعايا الفرنسيين المختطفين . فهل يتعلق الأمر بمناورة جديدة للانفصاليين لجس نبض المغرب و مجموعة العواصم المعنية بملف النزاع و في مقدمتها مدريد التي أكدت وزيرة خارجيتها على أن "موقف بلادها من النزاع حول الصحراء لم يشهد أي تغيير يذكر خلال السنوات الاخيرة" معتبرة أن الأساسي هو التوصل إلى اتفاق بين الاطراف المعنية بالنزاع يمكن من إيجاد حل سياسي مقبول و متفاوض بشأنه لهذا النزاع. أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد محاولة انتحارية جديدة الغرض منها خلط أوراق المفاوضات المرتقبة و زعزعة ثقة المغرب في حليفه التقليدي باريس عبر التلويح بورقة الارهاب الذي تكتوي به فرنسا كمكسب مريح و مربح للانفصاليين لنصب شرخ في التحالف الدولي المؤيد لمقترح الحكم الذاتي و في طليعته قصر الايليزي ؟ على أي الثابث أن جبهة الانفصاليين و من ورائها الجزائر تتعمد مجددا مع اقتراب موعد اللقاء التمهيدي الحاسم الى خلط الأوراق و محاولة زرع الألغام لتعطيل مسلسل التسوية الأممي و الحفاظ على وضع الجمود الذي لا يخدم أولا و أخيرا الا مصالح محور الجزائر / تندوف .