سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
التصدي للعبث الذي يهيمن على سلوك مكتب المجلس والتصويت ضد ميزانية 2011 الفريق الإستقلالي في دورة مجلس مدينة الدار البيضاء يفضح المعتدين على الأخ مصطفى اريشي
شهد مجلس مدينة الدارالبيضاء غليانا كبيرا وفوضى خلال افتتاح دورة أكتوبر 2010 بسبب سوء التسيير وعدم احترام القوانين المنظمة للمجلس، فمن خلال تتبع أشواط الدورة يتأكد أن السبب يعود من جهة إلى رئيس المجلس ومن معه، الذي أكد بتصرفاته جهله لعدة أشياء بسيطة لو كان له علم بها لجنب نفسه والمجلس الإضطراب الذي شهدته الدورة، وأن الحكامة التي يتغنى بها الرئيس ومن معه أقل ما يقال عنها إنها حكامة جد جد ضعيفة، إن لم يستأجر من يلقنه دروسا في الحكامة الجيدة سيبقى المجلس يعيش فكاهة الرئيس كلما اجتمع في دورة عادية أو عند لقاء يتعلق بالمجلس كما وقع يوم الخميس 27 أكتوبر 2010 في حفل حين سأله عمدة باريس عن السنة التي انتخب فيها عمدة الدارالبيضاء، فكان جوابه انتخبت سنة 2004 فاهتزت القاعة استهزاءا بالرئيس لعدم قدرته عن تذكر تاريخ انتخابه بفعل عامل السن، وفي محاولة إنقاذ ماء الوجه أمام الضيوف همس له البعض أن الانتخابات كانت سنة 2003 وليس 2004 . خمس دقائق داخل القاعة كانت كافية لأي مواطن ليفهم لماذا تسير الدارالبيضاء إلى الوراء. ولماذا البطالة ودور الصفيح وتهميش عدد من مناطق الدارالبيضاء وتدهور عدد من الخدمات، تتزايد يوميا. لكن السؤال الذي يطرح نفسه لماذا أغلبية المجلس المساندة للرئيس وأصدقائه تلعب دورالكوميدي وتركز على تدجين المجلس برمته ومن خلاله تجميد المصلحة العامة للدار البيضاء؟ فمنذ انتخاب المجلس الحالي درس 114 نقطة 52 منها يتعلق بالعقار من تفويتات، استرجاع، هيئة مبادلة أو إقتناء وفي المجال المالي 16 نقطة، الشراكة 13 نقطة، انتخاب مناديب 8 نقط، قرار التصفيف 7 نقط، الاستماع لعروض 6 نقط، احداث مكاتب 6 نقط قوانين 2 نقط قرار استغلال ملك العموم 2 نقط، رفع ملتمس توأمة في نقطة واحدة. هذه حصيلة المجلس الحالي لاغير، تركيزه على العقار أشر على العقلية المتحجرة لصانعي القرار. فكل من حاول توجيه النقد للمجلس أو إعادة الأمور إلى نصابها إلا وتعرض للإهانة والتهميش والضرب. دورة يوم الجمعة انطلقت بصعوبة كبيرة بسبب رفض الرئيس الإستماع إلى الراغبين في أخذ الكلمة للتعبير عن مواقفهم من جدول أعمال الدورة ومواضيع أخرى لكنه سرعان ما ضعف وركع أمام الأسلوب الذي اعتمده الراغبون في التدخل وسمح ب 3 تدخلات في إطار نقطة نظام والتي تحول جلها مع الأسف الى مداخلات وزاد عددها. بالقوة تدخل المستشار الأول ليعبر عن موقف فريقه مما عرفه اجتماع لجنة التعمير المنعقد مؤخرا وما تعرض له وزير المالية من خلال مداخلة أحد أعضاء اللجنة الذي وجه عدداً من الادعاءات في حق وزير المالية. متدخل ثاني تقدم باقتراح للبحث في مشكل المعتصمين أمام مقر مجلس المدينة في الوقت الذي شكلت المداخلة الثالثة حجر الزاوية نظرا للمنعطف الخطير الذي أصبح يعيشه أعضاء المجلس. المداخلة وهي عبارة عن نقطة نظام باسم الفريق الاستقلالي مما جاء فيها: سيدي الرئيس ، السيد ممثل السلطة، الأخوة الحاضرين، نحن كفريق استقلالي بمجلس المدينة طالبناك بثماني نقط ونفاجأ بجدول أعمال يحتوي على 37 نقطة ولا نقطة واحدة أدرجتموها في جدول الأعمال وكان من بين الثمان نقط مشكل سوق الخشب وما أدراك ما سوق الخشب. السيد الرئيس وحتى ان لا تغالطوا الرأي العام، سبق أن درس مجلس مقاطعة الفداء معضلة السوق بما فيها سوق الخشب واتخذ مقرراً بالأغلبية التي تسير المقاطعة، الآن نطلب منك انصاف هؤلاء.. فنحن نطالب عقد لقاء مع المتضررين وتوجيههم الى غرفة الصناعة والتجارة والخدمات بمعيتنا. عدد من المستشارين وضعوا على أفواههم كمامات وهذا ليس بالعبث، هل تعلمون أن كل من يتكلم يتم الاعتداء عليه وتكسير أسنانه واعتراض سبيله وتلقينه درسا حول كيفية الحديث ، هذا حرام وحرام ، فالأخ الريشي تم اعتراض سبيله وإنزاله من سيارة الأجرة من طرف شخصين اعتديا عليه وضرباه على رأسه وكسروا فمه فحرام ما أصبح يتعرض له المنتخب فنحن لم نضع لصاق على فمنا عبثا. مع الأسف السيد الرئيس لم تلب دعوة الفريق علما أننا راسلناك في الوقت القانوني اما قرارك عقد الدورة في يوم الجمعة فإنه لا يساهم في دراسة جميع النقط». متدخل آخر عبر عن خيبات أمله كرئيس لمقاطعة بالمدينة، خيبته من المجلس الذي حرم مقاطعته مشاريع وغاب مكتب ومجلس المدينة في برنامج تأهيل المدينة القديمة وإلى الآن يغيب نفسه بحيث لم يدرج أية نقطة في جدول الأعمال ليشارك في المجهود الوطني لتأهيل المدينة القديمة واعتبر أن جدول الأعمال غائب ويغيب الاشكالات الكبرى والخدمات الأساسية التي تنتظرها الساكنة التي هي في واد ومكتب مجلس المدينة في واد آخر. مستشار آخر تدخل لينبه الرئيس إلى أنه إلى حدود الساعة السادسة مساء من يوم الخميس واللجنة المالية لازالت منكبة على دراسة مشروع الميزانية ومع ذلك بعث الرئيس لأعضاء المجلس بمشروع الميزانية كما وجه له ملاحظة حول غياب مشروع تنموي 2016/2010 لدى مجلس مدينة الدارالبيضاء الذي ليس له إلى الآن أي تصور حول كيفية تنمية الدارالبيضاء وغياب رؤية واضحة حول الخدمات الاجتماعية الممكن تقديمها للمواطنين مع العلم أن لجنة الأعمال الاجتماعية مفروض عليها حصار. وذكر آخر رئيس المجلس بإغفاله الإشارة إلى النقط التي لم يدرجها في جدول الأعمال والتي كانت مواضيع طلبات عدد من الأعضاء، وفي محاولة التأكيد على ما يجب أن يقوم به رئيس المجلس استند بمثال الأخ عبد الرزاق أفيلال كنموذج حيث خصص بقعة خاصة لبناء مساكن للعمال والموظفين واستطرد في كلامه عن الفرق الشاسع ما بين رؤساء نزهاء يخدمون الوطن وبين رؤساء يتجاهلون مستقبل المدينة وفوجئ المتدخل بقمع من الرئيس الذي منعه من متابعة مداخلته ورفع الجلسة إلى الفترة المسائية في الثالثة والنصف. في الموعد بالضبط حضر عضوات جمعية المستشارات وصعدن إلى المنصة وصرحن لجريدة العلم بما يلي: «جمعية المستشارات حاضرة دوما والدليل على حضورها الآن هو إخلاص المرأة للعمل الجاد ونصرة قضايا الساكنة البيضاوية، وأكدن أن المرأة لا علاقة لها بالمشاكل الداخلية للمجلس فالمسرحيات تقام داخل قاعة الاجتماعات والمرأة في غنى عن مثل هذا العمل لأن الساكنة المغربية أصبحت تستغيث ومشاكل الدارالبيضاء أصبحت كثيرة وتمنين أن تختفي هذه المهازل...». وعند حضور المستشارين والرئيس وباقي أعضاء المكتب استأنف المجلس المناقشة البيزنطية في الفصل الثاني من الدورة حيث رفض الرئيس ترك مستشار من إتمام مداخلته وفسح المجال لعرض مشروعي حديقة سندباد والترامواي مما جعل حدة النقاش تحتد إلى أن تدخل رئيس مجلس مقاطعة اسباتة بعد أن استفاق من سباته وقفز على عدد من النقط وتقدم بطلب المرور مباشرة لمناقشة نقطة رقم 32 المتعلقة بالميزانية. طلب رئيس مجلس مقاطعة اسباتة ينم عن خلفيات تسيطر على شخصيته التي جلبت له المتاعب والمصاعب وجعلته حديث البادي والعادي فكان من المنتظر أن يدافع عن مقاطعته كباقي الرؤساء الغيورين عن مقاطعتهم لكن تركيزه على ميزانية مجلس المدينة يطرح سؤالا عريضا عن الأسباب الكامنة وراء اكتفائه بطلب الإسراع بمناقشة الميزانية. اقتراح رئيس مقاطعة اسباتة أجج الصراع ورفع من وتيرة النقاش وتسبب في ظهور ثغرات خطيرة في المجلس ويتعلق الأمر برئيس مجلس المدينة الذي هو في نفس الوقت أمين مال الجمعية الدولية للعمداء الناطقين باللغة الفرنسية وعمدة مدينة الدارالبيضاء للمرة الثانية. هذا الرئيس يقترف خروقات مسطرية في طريقة التصويت على الميزانية فبعد محاولته إقناع أعضاء المجلس بضرورة التصويت على الميزانية لأن اللجنة المالية درسته بما فيه الكفاية وقفز بدوره إلى التصويت مما دفع بالفرق داخل المجلس إلى الانتفاضة بالضجيج وضرب الطاولات إلى أن تدخل أحد نواب الرئيس الذي لم يكن مرتاحاً على مقعده في المنصة وكان من حين لآخر يبدي رأيه ضد الرئيس ومرة ينتقل من المنصة إلى وسط القاعة لتحريض فريقه أو للتزويد بمعلومات يلقى بها كقنابل على قرارات الرئيس كان آخرها التنبيه الموجه للرئيس بأن التصويت على الميزانية يكون من خلال التصويت على أبواب الميزانية باباً بعد الآخر وليس التصويت على الميزانية بأكملها فاستجاب الرئيس وتمكن مع أغلبيته من تمرير الميزانية بعد الاستماع الى رئيس اللجنة الذي ذكر بمختلف التوصيات وإقرار ضرورة التحقيق في ميزانية المصاريف المخصصة لشركة النظافة حيث أشار إلى أن ميزانية المداخيل وزعت على الشكل التالي 51.89% في الادارة العامة، 3.85% مجال الشؤون الاجتماعية، 14.33 مجال الشؤون الثقافية 4.19% مجال اندماج النتائج، مجال الدعم 25.75% وهكذا فوت الرئيس واتباعه على باقي أعضاء المجلس وغير المنتمين للجنة المالية من مناقشة مختلف فصول وبنود الميزانية ومن معرفة المبالغ المالية الحقيقية للميزانية مادامت هناك توصيات والميزانية التي سلمت للأعضاء أدخلت عليها تعديلات وتوصيات اللجنة المالية بعد تسليمهم مشروع الميزانية. بعد المصادقة المفبركة تنفس عدد من رؤساء المقاطعات بدءاً برئيس مقاطعة اسباتة الى أقدم رئيس مجلس جماعي بالمنطقة الصعداء. وتمكن المجلس من المصادقة على باقي نقط جدول الأعمالة بسهولة باستثناء نقطتين تم تأجيل البت فيهما وبالخصوص النقط المتعلقة بالأراضي التي يوجد عليها مطرح للأزبال التي هزت القاعة معارضة وأغلبية فكان الرئيس ذكيا كعادته في مثلة هذه الظروف فاقترح تأجيل البت فيها بعد أن مهد لذلك بأطرحته حول موضوع مطرح الأزبال. هكذا انتهت الدورة دون الإجابة عن المشاكل الكبرى التي يتحدث عنها الرأي العام فعدد من المستشارين لا يعلم ما يقع داخل المجلس إلا من خلال وسائل الإعلام وعدد من المشاريع تنجز على تراب الجماعة الحضرية والمجلس غائب وعدد من الملفات القضائية تتهم عددا من أعضاء المجلس وتهدد مستقبلهم. المقاطعات تشكو من قلة الوسائل وكثرة المشاكل وتعثر البرامج، أكثرها توترا تلك التي تحتوي على جيوب الفقر والبطالة وتدهور البيئة وارتفاع نسبة الجريمة فيها وانتشار البناء العشوائي. فلماذا يلح الرئيس ومكتبه على جعل المدينة تحت فوهة بركان. الديمقراطية الداخلية جد مغيبة والشفافية لا وجود لها كل هذه الحالات التي تميز مجلس مدينة الدارالبيضاء تلعب دوراً خطيرا في توتر المجتمع البيضاوي وتجعل المستشارين في مأزق لا يحسدون عليه. التعصب الأناني يفقد المجلس هيبته ويرفع من وتيرة الاضطراب الاجتماعي إلى درجة التساؤل عمن يخطط لهذا الارهاب النفسي الاجتماعي؟ وما المقصود من كل هذا العبث بالمصلحة العامة؟ وألم يحن الوقت للتصدي إلى عملية تشويه الوجه الحقيقي لمدينة الدارالبيضاء المناضلة التي أعطت وتعطي الكثير للمغرب؟ كما أن الاستمتاع بما يقع داخل المجلس من عقم في النقاش وتعطل في السير والغياب التام لبرامج اجتماعية واقتصادية، يعتبر انهزام المجتمع أمام شرذمة من المتطفلين على العمل السياسي التي تسعى الغناء الشخصي على حساب المصلحة العامة، ولا يهمهم ما يمكن أن يترتب عن ذلك من تخلف في جميع المجالات. فمن خلال استجوابات مع عدد من المستشارين والمستشارات الموالين للأغلبية الشبح، فكلهم يستنكرون مسرحية احديدان ويفسرون ذلك بالتسيب في المراقبة والتتبع وانعدام المحاسبة وتسلط عدد من الأشخاص على البيضاء في محاولة للتستر على فضائحهم التي ستؤدي بهم لا محالة إلى الهاوية. الدارالبيضاء في حاجة إلى إعادة النظر في المقاربة المعتمدة في التعامل مع ظاهرة مجلسها ولا يمكن الاستمرار في التستر عما يعانيه القلب النابض للمغرب من أزمة في تدبير الشأن المحلي، الدارالبيضاء في حاجة إلى رجة تعيد لها مكانتها ودوره الدائمين تمشيا مع النظرة المستقبلية للخطاب الرسمي والحكومة الحالية الجادة التي تسعى إلى جعل الدارالبيضاء قطبا اقتصاديا بامتياز وتقدم لها جميع المتطلبات لتحقيق التنمية الشاملة.