مرت على انتخاب مجلس مقاطعة اسباتة أزيد من سنة ولم تتمكن أغلبيته الحالية من إنجاز مشاريع جديدة لفائدة السكان إذا ما استثنينا تبليط ممرات عدد من الحدائق واستدعاء لحضور أشغال دوارات المجلس عددا من المسؤولين في قطاعات لها صلة بالمقاطعة قصد الاستماع لأنشطتهم داخل تراب المقاطعة كالمسؤولين عن النيابة الإقليمية بوزارة التربية الوطنية بعمالة مقاطعات بن امسيك والتي يتفنن عدد من أعضاء مجلس مقاطعة اسباتة بصب وابل من النعوت في حق أطرها التعليم رغم ما يبذلونه من جهد طيلة السنة وما يحققونه من نتائج إيجابية على الصعيد الجهوي والوطني فخلال الموسم الدراسي 2009/2010 بلغ على صعيد العمالة عدد التلاميذ 7511 تلميذ، وتم إدماج 378 تلميذ من التعليم الخصوصي بالتعليم العمومي واستفاد من الدعم الاجتماعي 6613 تلميذ ومن الإطعام المدرسي 712 تلميذ، أما حصيلة الدعم التربوي للتلاميذ نشير إلى أن 9577 تلميذ استفادوا من الدعم التربوي واستفاد 19015 تلميذة وتلميذ من المحفظة المدرسية وبلغت نسبة النجاح في امتحان البكالوريا 95.31 في المائة ولنيل شهادة الدروس الابتدائية وصلت نسبة النجاح الى 26.97 في المائة. أو المسؤولين عن المندوبية الإقليمية لوزارة الصحة التي تميزت السنة الماضية من إعطاء انطلاقة العمل بالمستشفى الإقليمي لعمالة مقاطعات بن امسيك والذي أصبحت له سمعة طيبة على الصعيد الجهوي بفضل مديره والأطر التي لها كفاءة عالية وتجربة طويلة. وممثلي شركة النظافة وشركة ليدك اللذان لهما دفتر التحملات مع مجلس مدينة الدارالبيضاء. وفي إطار خالف تعرف ابتدعوا أياما ثقافية ورياضية بين تلاميذ المؤسسات التعليمية بدلا من تنظيم الدورة الثانية لمهرجان ربيع اسباتة. وتفننت الأغلبية في التحولات من فصل إلى آخر من ميزانية المجلس وفي الصراعات ما بينهم والكلام في المقاهي والغياب المستمر لرئيس مجلس المقاطعة الذي كان شعاره القرب ومشاركه جميع الفاعلين في التدبير الجماعي الشيء الذي تبدد مع الوقت وعاين المجتمع المدني والسكان الوجه الحقيقي لحاملي شعارات لا تمت لواقع مقاطعة اسباتة بأي صلة. المجلس الحالي يعيش على نشوة منجزات المجلس السابق الذي وضع عند انتخابه خطة علمية جعلته يحقق للمقاطعة بفضل علاقات رئيسها السابق وتعاون عدد من الأعضاء السابقين الذين اشتغلوا وبشكل منسجم مع رئيسه وتمكنوا من تحقيق لسكان مقاطعة اسباتة الكثير من المشاريع ليس بالاعتماد على الموارد المخصصة من طرف مجلس المدينة بل بالبحث عن استثمارات أخرى فاقت 100 مليون درهم استفادت منها منطقة اسباتة وأصبحت يضرب بها المثل في الاضطلاع فعليا بالدور الأساسي كمحرك اقتصادي وتنموي رئيسي. أما المجلس الحالي فقد ساهم بشكل كبير في تراجع القيمة المضافة لمقاطعة اسباتة وأصبح لدى ساكنتها انطباع أن اسباتة بسبب سوء التسيير الذي ميز مجلسها الحالي وعدم رؤية مستقبلية واضحة لدى أغلبية المجلس، أصبح لديهم قناعة بأن اسباتة تتراجع يوما بعد يوم ولن تتمكن من التقدم إذا استمر المجلس على الحالة التي هو عليها الآن. فالكلام المعسول للرئيس ومحاولته إيهام المواطنين بأن الآمر يتوقف على قرارات مجلس مدينة الدارالبيضاء الذي راسله بشأن عدد من المواضيع باسم مجلس مقاطعة اسباتة متناسيا أنه عضو في مجلس المدينة وبإمكانه إذا كانت له غيرة على مقاطعة اسباتة أن يعمل إلى جانب رئيس مجلس المدينة بجلب لسباتة عدد من المشاريع التي تستفيد منها مقاطعات أخرى بمدينة الدارالبيضاء. فمن بين الخرافات التي يحاول الرئيس إيهام ساكنة مقاطعة اسباتة وبالخصوص سكان حي جميلة 5 وبأنه يعمل لصالحهم، هي قصة سوق بيع السيارات المستعملة بحي جميلة 5 وسوق المتلاشيات بحي السالمية 2 من خلال ملتمسين رفعا باسم مجلس مقاطعة اسباتة إلى رئيس مجلس مدينة الدارالبيضاء وهو يعلم جيدا الطريق السريع والمجدي لإبعاد السوقين العشوائيين عن المنطقة لكن السؤال المطروح لماذا يسلك هذا الطريق الملتوي؟ الجميع يعرف تاريخ وعلاقة الرئيس الحالي مع منطقة اسباتة، فهو عضو في مجلس اسباتة منذ تاريخ ليس بالهين ومع الأسف لم يستفد من تجربته الطويلة وأظهر كرئيس للمقاطعة ضعفه وعدم قدرته على مواكبة التقدم الذي يعرفه العمل الجماعي بالمغرب. ولماذا يسر الرئيس على أن تكون دورات المجلس عبارة عن جعجعة بدون طحين؟ يتلذذ الرئيس بالمشاكل المفتعلة التي تعاني منها بعض الجمعيات الفاعلة في المنطقة ويحلو له أن ينوه المجتمع المدني المبدع الخلاق الذي يرغب في مواصلة العمل والمشاركة في التنمية المحلية. إن التراجع الذي شهدته مقاطعة اسباتة يرجع بالأساس الى الاختيارات غير المنسجمة مع تطلعات سكان مقاطعة اسبتاة وإلى التشتت الحاصل في صفوف الأغلبية التي لم تجد ما تقدم وما تؤخر لفائدة الساكنة فأشغال دورة شهر شتنبر 2010 لمجلس مقاطعة اسباتة خير دليل على ذلك المصادقة على الميزانية التي لنا حديث خلص عنها، والاستماع إلى ممثلي قطاع التعليم وشركة النظافة وكأن مقاطعة اسباتة استكملت كل شيء ولا تعاني من أي مشكل.