شارك الفنان التشكيلي محمد البوكيلي في مهرجان الواسطي الدولي للفنون التشكيلية الذي انعقد خلال أكتوبر الجاري بالعاصمة العراقية بغداد ، كعارض لبعض أعماله في الفن التشكيلي بعد تلقيه دعوة من الجهة المنظمة وزارة الثقافة العراقية لتمثيل المغرب ..وتقام هذه التظاهرة سنويا منذ سنة 1972 إحياء لذكرى الرسام العربي المسلم العراقي عبد الرحمان الواسطي الذي عاش في القرن 13 ،و تجرأ في زمان كان الرسم فيه محرما على اقتحام هذا النوع من التعبير، حيث جسد مقامات الحريري في رسومات ما زالت تبهر المشاهدين مسلمين وغيرهم ،وشكلت مدرسة استلهم منها فطاحل الفن التشكيلي بعضا من إبداع وتقنيات الواسطي.. وحضر فعاليات هذا الملتقى فنانون عراقيون وآخرون من دول عربية ومن بلدان أخرى ،وغاية المهرجان مد جسور التواصل مع الثقافات العالمية . محمد البوكيلي الذي حظي من لدن اللجنة المنظمة بشهادة تقديرية على مشاركته الفاعلة، صرح للعلم أن المهرجان شكل فضاء للفن التشكيلي بمدارسه وتياراته المختلفة، مما منح فرصة للفنانين من بقاع العالم للتعارف وتبادل الخبرات و التجارب ،وأوضح أنه استغل هذا الملتقى للتعريف بالحركة التشكيلية ،والنهضة الفنية بصفة عامة التي يشهدها المغرب، مضيفا أن مشاركته مكنته من الإطلاع أكثر على المدارس العالمية خصوصا المدرسة العراقية،مشيرا إلى أن العراق بحضارته الضاربة في أعماق التاريخ راكم تجربة كبيرة ليس فقط في الفن التشكيلي بل في شتى الفنون من أدب ونحت وعمارة وتلوين وغيرها.ورغبة في توطيد علاقات التعاون ولتحقيق مزيد من التواصل، وجه البوكيلي الدعوة الى بعض الفنانين العراقيين لعرض أعمالهم في المغرب وتحديدا في رواق مؤسسة البوكيلي (إبداع وتواصل) الذي يتواجد مقره بمدينة سيدي الطيبي بين القنيطرة والعاصمة الرباط . والجدير بالذكر أن البوكيلي بالإضافة الى أنه فنان تشكيلي ، هو أيضا نحات وحروفي حيث يعد من رواد الحركة " الحروفية العربية " التي ترتكز على الخط العربي ،إذ عرف بمساهمته في إبراز جمالية الخط العربي الذي احتل مكانة متميزة في الحضارة والفنون الاسلامية، موظفا في ذلك التراث الديني والحضاري العربي الاسلامي .. ولد بمدينة فاس سنة 1950،و شارك منذ سنة 1971 في عدة معارض جماعية للفن التشكيلي ،كما نظم معارض شخصية في عدد من المدن المغربية و في الخارج و حصل على عدة جوائز، وتم تكريمه في عدة مناسبات اعترافا بإبداعه في الفن التشكيلي وخاصة في مجال الخط العربي ...