انعقد أيام 17-21 مارس 2009 بفضاء المركب الثقافي الحرية بفاس ومركز الاستقبال القدس، المهرجان الوطني الثالث للفنانين التشكيليين الشباب. وقد سطرت وزارة الشباب والرياضة أهدافاً عامة ونوعية لهذا النشاط الفني المتميز، فهي أرادت أن تمنح الفرصة للشباب من أجل التعبير عن استعداداتهم وقدراتهم وتجويد كفاءاتهم في مختلف الفنون التشكيلية، وكذا تحفيز روح المنافسة وتنمية الحس النقدي الفني، وإدماج أنشطة الفن التشكيلي في برامج دور الشباب، وتنظيم ورشات تطبيقية ومعارض فردية وجماعية، وبالتالي المساهمة في إدماج الفنان الشاب في محيطه السوسيو-ثقافي. وقد افتتح أعمال هذا المهرجان السيد الكاتب العام للوزراة والسيد والي جهة فاس بولمان، بحضور السيد النائب الإقليمي للوزارة بفاس، والسيد رئيس مقاطعة أكدال. وشارك في هذا المهرجان الوطني 50 فناناً شاباً، فاز كل واحد منهم في الإقصائيات الإقليمية المنظمة خلال شهر فبراير المنصرم. وبمناسبة اليوم الوطني للشجرة الذي يحتفل به يوم 21 مارس من كل سنة، نظم المشرفون على المهرجان مسابقة وطنية في الفنون التشكيلية حول موضوع «المحافظة على الغابة»، وذلك بشراكة مع المندوبية السامية للمياه والغابات. وأشرف على تأطير هذه التظاهرة الفنية أطر وطنية ذات تجربة وخبرة ميدانية واسعة، في مقدمتها الأستاذ الفنان عزام مذكور، وذلك من خلال برمجة ورشات تكوينية تهم الرسم التركيبي، ومؤثرات المادة في اللوحة، والخط العربي، والأحجام والكتل. وقد هدفت هذه الأشغال التطبيقية صقل المواهب الفنية والطاقات الإبداعية للمشاركين الشباب. وفي الندوة الفكرية التي نظمت بالمناسبة تحت موضوع «توظيف الفن التشكيلي ضمن أنشطة الشباب»، تدخل الدكتور عزام مذكور ليحلل الأدوار والإسهامات التي تقوم بها دور الشباب في بناء الذوق الفني، وذلك انطلاقاً من تجربته الخاصة في هذا الشأن والتي تعود إلى السبعينات من القرن 20، مع دعوة خاصة إلى تكثيف الورشات الجماعية، وتنظيم المعارض الجهوية، وتأسيس فيدراليات للفن التشكيلي، وبناء ذهنية فنية جماعية لمدينة معينة أو جهة محددة. وبلغة شعرية رائعة، احتفى الدكتور محمد قنديل بالمشاركين في المهرجان، بقراءة قصائد شعرية عالمية ذات صلة بالمناسبة، داعياً لممارسة الفن بفرح شديد متخلص من ثقل الحياة، ممارسة تشبه الرهبة الدينية، وتنفتح على تجارب الحياة وعلى العالم. وفي ختام أعمال المهرجان، أعلنت لجنة التحكيم عن أسماء الفائزين. فعلى مستوى مسابقة «المحافظة على الغابة» احتل نور الدين بلحاج من خنيفرة المرتبة الأولى، تلته سهام حلي من الناضور، ثم جاءت فدوى معيز من سيدي قاسم ثالثة. وبالنسبة لجائزة المهرجان، فاز الفنان التشكيلي الشاب عادل الزبادي من تازة بالمرتبة الأولى، ثم حل أمين أوعمو من الخميسات ثانياً، و عمرو أوباني من زاكورة، ثالثاً. وقد حصل الفائزون على جوائز قيمية تتكون من أجهزة كمبيوتر محمولة وآلات تصوير وكاميرات رقمية وآلات موسيقية متنوعة. وفضلاً عن أن المهرجان قد حقق جل أهدافه، وخاصة في ما يتعلق بمنح التشكيليين الشباب الآتين من مختلف مناطق المغرب، فرصة اللقاء وتبادل الخبرات والاحتكاك مع فنانين ذوي خبرة وتجربة، فإن المهرجان شهد كذلك شراكة بين وزارة الشباب والرياضة والمندوبية السامية للمياه والغابات انعكست إيجاباً على جودة الأهداف والكفايات التي تم تحقيقها على أرض الواقع، وعلى قيمة الجوائز المقدمة للفائزين