بمناسبة فعاليات الدورة الثالثة والعشرين للمهرجان الدولي للفنون التشكيلية بمدينة المحرس (ولاية صفاقس) بتونس، الذي أقيم هذه السنة في الفترة الممتدة بين 13 و22 يوليوز من الشهر الجاري، تحت شعار «من أجل إبداع متنوّع»، تم تكريم المبدع والفنان التشكيلي والناقد الفني ابراهيم الحَيْسن (من مواليد 1967بطانطان). وطال التكريم أيضامبدعين من تونس وهم: الرسام الراحل علي بن سالم في إطار الاحتفال بمئويته والباحث منذر المطيبع الحائز على الجائزة الثانية للبحث النقدي بالشارقة العام الماضي، إلى جانب مجموعة من الطلبة الحاصلين على الدكتوراه في الفنون التشكيلية، ويتعلق الأمر بسامي القليبي وعلي الجليتي من تونس وضياء الأعرجي من العراق. وقد شارك الناقد الحَيْسن في منابر المهرجان وخلالها قدّم عرضا نقديا بعنوان: «التشكيل المغاربي المعاصر/ محدودية المغامرة وسطوة الميديا» مدعوما بصور إيضاحية نشطه باقتدار د. محمد بن حمودة المكلف بتيسير المنابر. عقبه تم تكريم الرسام الرائد علي بن سالم شارك فيه كل من الناقد فاتح بن عامر الذي أعدّ بورتريها للمحتفى به وقراءة في تجربته التصويرية باللغة العربية والفنان الهادي النايلي الذي عرض ورقة في نفس الموضوع باللغة الفرنسية. بعد ذلك قدّم الفنان اللبناني نزار ضاهر لوحاته الواقعية الانطباعية، كما ألقى الباحث علي الجليطي من تونس عرضا حول «الخطوط المغربية والأندلسية» سلط فيه الضوء على الجوانب الجمالية والتشكيلية لهذا الخط، بينما قدّم الفنان السوري ياسر صافي تجربته في فن الغرافيك والتصوير الصباغي وهي عموما تنتمي إلى التشخيصية الحرة،إلى جانب تقديم رواية «قليل من الرغبة»للمبدعة والإعلامية التونسية منيرة الرزقي قدّمتها الأديبة رفيقة بن مراد التي قامت بقراءة تحليلة وتيماتية للرواية. تخللت المهرجان-أيضا- فقرات ومنابر ثقافية وفنية أهمها: ورشات تكوينية وإبداعية موجهة للأطفال والشباب والمحترفين مخصصة لإبداع نصب تذكاري يؤرخ لحياة الشاعر أبي القاسم الشابي، إلى جانب تصميم جدارية للفنان الموسيقي محمد جموسي وإقامة معارض للرسم والتشكيل لفنانين من داخل وخارج تونس. كما شهد المهرجان تنظيم ملتقى طلبة الفنون الجميلة من تونس وليبيا والإمارات العربية المتحدة، وإحياء سهرات فنية ترصّعُها عروض في الباليه والموسيقى الشعبية لفرقة محترفة من صربيا وإبداعات شعرية من نظم الشاعر التونسي المنصف الوهايبي. والجدير بالذكرأن مهرجان المحرس الدولي للفنون التشكيلية، كان تأسس عام 1988 على يد مجموعة من الفنانين التشكيليين التونسيين الذين حوّلوا هذه المدينة الجميلة الواقعة على الساحل الشرقي جنوبصفاقس إلى ورشة مفتوحة وقبلة للرسامين والنحاتين والنقاد العرب والأجانب ونقلوها من مجرد قرية للصيادين والحوّاتين إلى محترف للتشكيل العالمي والحوار الثقافي والجمالي شاركت في إثرائه أسماء مبدعة كبيرة في الإبداع والنقد التشكيلي نذكر من بينها مثالا لا حصرا: نجيب بلخوجة وسمير التركي ولطفي الأرناؤوط وعمر كريم وخليل علولو وصالح المرزوقي ويوسف الرقيق وخليل قويعة والهادي التريكي والهاشمي مرزوق وخليفة شلتوت من تونس، فضلا عن ضيوف عرب وأجانب كطلال معلا وموليم العروسي والإسباني إدوارد إينيلاس رئيس المنظمة العالمية للفنون التشكيلية ولامبرتي بل رئيسة الاتحاد التشكيلي البلجيكي والفنان السويسري ميكائيل قروسير عضو الجمعية العالمية والفنان الفرنسي المعروف جان مارك ديبا واللائحة طويلة. واختتم المهرجان في 24 من الشهر الجاري، وقد أفلح في استقطاب التشكيليين وأبناء المحرس المقيمين والمهاجرين، كما استطاع أن يكون منبرا مغاربيا دولي الطابع يربط الشرق بالغرب والشمال بالجنوب.