تسلم الناقد والفنان التشكيلي المغربي، إبراهيم الحيسن، أخيرا، جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي الثالثة، وقيمتها 3000 دولار أميركي، عن دراسته حول موضوع "أوهام الحداثة في الفن التشكيلي المغربي".واعتبر إبراهيم الحيسن، الذي يتحدر من الأقاليم الجنوبية، أن هذه الجائزة ستكون محفزا له لتعميق دراساته وأبحاثه المستقبلية في مجال الفن التشكيلي. وحسب بلاغ للمشرفين على الجائزة، توصلت "المغربية" بنسخة منه، شهد الحفل الختامي لوقائع الندوة التداولية الموسعة، المقامة ضمن فعاليات "جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي"، التي تنظمها سنويا دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة بالإمارات العربية المتحدة في مجال البحث النقدي التشكيلي، إعلان الفائزين بجوائز الدورة الثانية للعام 2009. وجاء المركز الثاني لتونس من خلال حصول الناقد منزر المطيبع على الجائزة الثانية، التي تبلغ قيمتها 4000 دولار أميركي، فيما جاء المركز الأول من نصيب مصر، من خلال فوز الفنان والناقد ياسر منجي بالجائزة الأولى، البالغ قيمتها 5000 دولار أميركي. وقال منجي أثناء إلقائه خطاب الفائزين، إن "جائزة البحث النقدي التشكيلي أرست دعائم جديدة لأدبيات الإبداع النصي، الموازية للإبداع التشكيلي، إلى الحد الذي يصير معه النقد صنواً أصيلاً للفعل الفني، لا تابعاً له ولا مشتقاً محضاً منه، ولا مبرراً لاشتراطات وجوده... بل أداة معيارية ضابطة لما قد يختل في ميزان إيقاعه...". وتولى تسليم الجوائز للفائزين كل من"عبد الله العويس" مدير عام دائرة الثقافة والإعلام، و"هشام المظلوم" مدير إدارة الفنون، فيما تولى الفنان والناقد طلال معلا مدير المركز العربي للفنون إلقاء كلمة ضافية عن الجائزة، مشيرا إلى أن الهدف الأساسي من إطلاق الجائزة هو التواصل مع الباحثين ونقاد الفن التشكيلي العربي والتعريف بأعمالهم. وأضاف معلا أن من الأهداف الأخرى للجائزة توسيع دائرة الاهتمام بالتجارب التشكيلية العربية، وتوثيقها عبر اشتغالات نقادها، وتشجيع المواهب النقدية الشابة، والتعريف بها ورصد حركة النقد التشكيلي وبناء الصلة بين المجتمع وفنونه عبر اللغة النقدية. وحسب تعبير معلا تعيش المنطقة العربية حالة تفعيل للفن، وبالتالي لا بد من تقديم فن بالشكل الصحيح من خلال النقد. ورغم أن القرن العشرين، يوجد به كثير من الفنانين والنقاد العرب، فإن أعمالهم غير موثقة، والجائزة تحاول أن تخطو الخطوة الأولى بتشجيع النصوص الفائزة، وطبعها في كتب والعمل على ترجمتها. وأكد طلال، أن الوطن العربي يعيش حالة استكمال الفنون، واعتبر أن هذه الجائزة هي خطوة من خلالها يجري تفعيل وإحياء عملية النقد الفني التي جمدت. وعن كيفية بناء الصلة بين المجتمع وفنونه عبر اللغة النقدية أوضح الناقد طلال معلا أن الرهان على المستقبل أي على جيل الشباب. وأتت الدورة الثانية للجائزة، التي دارت حول موضوع المسابقة، بمشاركة باحثين ونقاد من الإمارات، وسوريا، والمغرب، وتونس، والعراق، وفلسطين، ومصر، إضافة إلى الفائزين الثلاثة، محتفية بموضوع "الحداثة في الفنون التشكيلية العربية"، الذي تقدم من خلاله عدد كبير من النقاد والباحثين والأكاديميين المتخصصين في مجال الفنون البصرية، للتسابق بأبحاثهم، التي تنوعت من حيث المنهج والسياق والأسلوب، بحيث مثلت في حد ذاتها صورة قياسية وإطارية للمشهد النقدي في شتى الأقطار العربية. وضمت لجنة التحكيم هذا العام من كل من موليم العروسي من المغرب، وهو باحث في الجماليات وله مؤلفات عدة باللغتين العربية والفرنسية، تغطي مواضيع شتى في السياقين التشكيلي والفلسفي، وشاكر لعيبي، وهو شاعر وباحث عراقي مقيم بسويسرا، وله مؤلفات منوعة بين حقلي الأدب والفن، إضافة إلى دراسات مهمة في سياق علم الاجتماع، ثم محمد بن حمودة من تونس، وهو أكاديمي وباحث له عديد من المؤلفات حول فلسفة الجمال، إضافة إلى نشاطاته الإدارية والتنظيمية بمهرجان "المحرس" التونسي. وحددت القيمة المالية للجائزة الأولى من المسابقة ب5000 دولار، في حين يمنح الفائز بالجائزة الثانية مبلغ 4000 دولار وتقدر قيمة الجائزة الثالثة ب3000 دولار. ويجري إطلاق الجائزة سنويا في أبريل من الشارقة، على أن تعلن النتائج في سبتمبر من كل عام، وتتألف لجنة التحكيم من ثلاثة من المحكمين المختصين. وكانت "جائزة الشارقة للبحث النقدي التشكيلي" دشنت وجودها من خلال دورتها الأولى في 2008، من خلال دعوتها لنقاد الوطن العربي للتسابق حول موضوع "الريادة في الفنون التشكيلية والبصرية العربية".