تنظم وزارة الثقافة المغربية بالرواق الفني التابع لها : " محمد الفاسي " ( 1 شارع غاندي بالرباط ) معرضا فنيا للفنان التشكيلي المغربي " امحمد الشريفي ". وذلك من 5 إلى 24 نونبر 2010. وسيتم افتتاح المعرض مساء يوم الجمعة 5 نونبر 2010 ابتداء من الساعة السابعة مساء : بتركيبة فنية ? مسرحية حول موضوعة المعرض ( ضفاف ) من إخراج وتنسيق السينوغراف والمخرج والقاص المغربي " عبد المجيد الهواس ( أستاذ مادة السينوغرافيا بالمعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط ). قام بإعداد موسيقى التركيبة المسرحية الفنان : رشيد برومي، وأعدت الملابس الفنانة : صوفيا معناوي. فيما سيقوم بتنشيط أمسية وحفل افتتاح المعرض الفني نخبة من طلبة " المعهد العالي للفن المسرحي والتنشيط الثقافي بالرباط ". كما تم إعداد " كاتالوغ " خاص بهذا المعرض الفني، تضمن نماذج من الأعمال الفنية ل " الشريفي " وسيرته الذاتية والفنية، وكذلك كلمات تقديمية باللغتين العربية والفرنسية، قام بإعدادها كل من الفنانين والشعراء والنقاد والكتاب : بنيونس عميروش عبد المجيد الهواس و بوجمعة العوفي. وفيما يلي الترجمة العربية للكلمة التقديمية التي أعدها باللغة الفرنسية الشاعر والناقد الفني " بوجمعة العوفي " والتي تضمنها " كاتالوغ " المعرض . بأي عين، ينبغي النظر إلى الأعمال الفنية الحاضرة في المعرض الحالي للفنان التشكيلي " امحمد الشريفي "، أو إدراكها على وجه التحديد ؟ بعين ناسخة : تعيد ترسيم أو بالأحرى إعادة إنتاج " الواقع " الشكلي والدلالي للون والخط والعلامة التشكيلية ؟ أم بعين قاطعة : تعمل على إقصاء كل إمكانية تحيل إلى التعدد التعبيري والدلالي لهذه الأعمال الفنية، وذالك بتصنيفها مباشرة في خانة المألوف وما " سبق رؤيته " ؟ أم، بالأحرى، بعين ثالثة متعالية : تقلب الدلالة رأسا على عقب وتتمكن، بكل غزارة، من تقدير أهمية هذه الغنائية المثيرة للانتباه، والحاضرة في اللون والشكل لهذه الأعمال الفنية، الموضوعة أيضا تحت تأثير تأشير دلالي، أو ملمح، يعد الأكثر تعبيرا وتأثيرا أيضا، بالنسبة للوحات فنية تأتي في شكل قصائد ملونة ؟ قطعا، بين هذه العيون الثلاث، وبها كلها، تم إنجاز هذه التجربة التصويرية للفنان " امحمد الشريفي " في آخر المطاف. هنا، يصبح اللون في حد ذاته عند " الشريفي " أسلوبا وتقنية في نفس الوقت، مجالا ووسيلة للدهشة الجمالية. بطريقة، يسعى أو يهدف من ورائها الفنان من خلال منحه نوع من الشعرية لأعماله المنجزة بواسطة الأكريليك إلى تجميل الوجه المتحرك والمشوش للعديد من المصائر والحيواة. على ضفاف ملونة وممزقة، أو فوق مساحات مسطحة وشديدة الاضطراب، هي التي تعكس أو تشير بدون لبس إلى أبعاد وحقائق أخرى تخص الأعماق، يوجه " الشريفي " ربما قصده إلى إظهار الكمال والجمال الجارج لعالم منذور للكارثة ؟ هل ثمة معنى يقطن في عمق هذه الأعمال الفنية ؟ وهل تحكي هذه الأعمال كذالك حكاية ما : حكاية تخص الفنان ذاته، وكل الذين يرونها ؟ ولو أن المعنى، لم يعد بالضرورة الرهان أو الهدف المرتجى لإنجازات الفن المعاصر ( وخصوصا في أوجهه وصيغه التجريدية ) : إلا أن هذه اللوحات المسكونة بالغنائية، والمأهولة بالعديد من الثيمات أو الموضوعات، تحاول أن تنقل اللون وتسافر به نحو معانيه الأكثر طاقة وحيوية. من هنا أيضا، يظل اللون، في التجربة التشكيلية الحالية ل " الشريفي " رمزا وتعبيرا، أو عنصرا مهيمنا. إذ يصبح اللون دالا ومدلولا في نفس الوقت. مع إمكانية إثارة الملحوظة أو الخاصية التالية : جل الذين يعرفون جيدا المسار التشكيلي ل " امحمد الشريفي "، يكون بوسعهم أن يحددوا، من دون شك، لدى هذا الفنان : هذا الانتقال أو هذا العبور الواعي، والمفكر فيه، من مرحلة التعبير بواسطة الشكل، إلى مرحلة التعبير بواسطة اللون : حتى ضمن الملمح الشكلي لهذا اللون ودرجاته، وإشراقه، وكثافته التي أصبحت مع الزمن وتطور التجربة لدى الفنان أقل حرارة وأقل صراخا أيضا. ألا يعتبر كل هذا، بمثابة نوع من النضج الفني بالنسبة للرؤية التشكيلية للفنان " امحمد الشريفي " ؟ أو بالأحرى إجراء من أجل تليين، وتلطيف حرارة، وترميم كل أشكال القسوة، وتصدعات عالم مجزأ إلى أنقاض. عالم يطبعه الغليان ؟ من هنا، يسعى التصوير، كما الشعري، إلى إنقاذ المعنى الحقيقي للعالم وإعادة وضعه في مناطق آمنة، وذالك من خلال حمايته وحفظه في أعمال فنية نيزكية وسائلة.