أجمع المسؤولون الأوروبيون المشاركون في الملتقى الثامن لمجلس الشراكة المغربية الأوروبية، على أهمية الإصلاحات التي باشرها المغرب على جميع المستويات، السياسية والقانونية والاقتصادية والمالية، وكذا حقوق الإنسان، مؤكدين أن بفضل ذلك استحق المغرب فعلا موقعه الجديد " الوضع المتقدم"، الذي حظي به لوحده في الضفة الجنوبية للمتوسط. وقال إنينيكولاندابورو، السفير، رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي بالرباط، إن العلاقة القائمة بين المغرب والإتحاد الأوروبي، جيدة، وتتميز بتعاون مثمر على جميع المستويات، وسيتم مناقشة مستقبل العلاقات على ضوء ما تحقق في مجال مواكبة الأوروبيين للمغرب في وضعه المتقدم، لتجاوز الصعوبات التي تكتنفه لتحقيق تطور لافت في بعض المجالات. وأكد لاندابورو، الذي كان يتحدث أول أمس الخميس بالرباط، في اللقاء الثامن الذي جمعه بمسؤولين مغاربة مهتمين بجميع القطاعات الاقتصادية والمالية والسياسية، والاجتماعية والثقافية، أن الإتحاد الأوروبي، مطالب ببذل مجهودات جمة، لدعم سياسة المغرب، وذلك ضمن خطة طريق واضحة المعالم، كي يصبح خطاب الاتحاد الأوروبي ذا مصداقية ومتين. وتحدث لاندابورو، على ظاهرة تنامي النزوع الوطني في بلدان الاتحاد الأوروبي ، متسائلا عن طموح السياسي في تحقيق مبتغاه، مؤكدا أهمية الإستراتيجية الواجب تنفيذها من أجل تطوير سياسية الجوار مستقبلا، قائلا " إن المغرب مطالب بالإنكباب على ورش إصلاح العدالة، من جهة، وملائمة التشريع المغربي مع الأوروبي من جهة ثانية"، ومن جهته، قال يوسف العمراني ، الكاتب العام لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون، إنه وباقي المسؤولين المغاربة، يعبرون عن سعادتهم في المشاركة في هذا اللقاء، كونه يتزامن مع الذكرى العاشرة، لدخول اتفاقية الشراكة حيز الوجود ، مؤكدا متانة العلاقات الثنائية القائمة بين الطرفين، والتطور الجاري حاليا إلى حدود توقيع اتفاقية الوضع المتقدم. وأوضح العمراني أن اللقاء سيكون مناسبة للحديث عما تحقق في ظل الشراكة، وحسن الجوار، والوضع المتقدم، وتبني وسائل عمل جديدة، للدفع بالوضع المتقدم، حتى يكون مطبقا على أرض الواقع، في بعده الاستراتيجي، مشيرا إلى أن المغرب مؤمن بقدرته وإرادته على تحقيق ما اتفق بشأنه مع الاتحاد الأوروبي، بتقاسم قيم السلم والسلام، و الديمقراطية، والاستقرار، والمحافظة على المصالح الجيو استراتيجية المشتركة. وفي سياق متصل، قال هوغوس مينكاريللي، نائب المدير العام للعلاقات الخارجية بالمجلس الأوروبي، إن الإتحاد الأوروبي يهنأ المغرب على ما حققه من إصلاحات، حيث طور سياسته العامة، في ظل الشراكة القائمة بين البلدين، ويلمس الجميع ذلك التطور، مشيرا إلى ورش الجهوية التي تعد وجها من وجوه اللامركزية الإدارية، والديمقراطية المحلية، مضيفا ان الاتحاد الأوروبي سيدعم المغرب في مسعاه الجهوي ، وهي إشارة واضحة لتطبيق ليس فقط الجهوية في المغرب، ولكن الحكم الذاتي في الصحراء في ظل سيادة المغرب على كافة أراضيه، دعما للممارسة الديمقراطية كما طبقت في دول أوروبا.