كتب مراسل صحيفة« ديلي تلغراف» البريطانية لشؤون الشرق الأوسط، ريتشارد سبنسر، أن إيران قد أحكمت قبضتها على مستقبل العراق السياسي، وقد استعرضت سيطرتها تلك بطلبها من نوري المالكي أن يتخلص من الوجود الأميركي في العراق. وكانت القيادة الإيرانية قد طلبت من التيار الصدري الشيعي أن يبدل موقفه الرافض لترشيح نوري المالكي كرئيس للوزراء، وأن يبدي الدعم له. المالكي زار طهران ضمن جولة إقليمية سعى من خلالها إلى حشد الدعم لترشيحه لولاية ثانية، وأصدر مكتب المرشد الأعلى لإيران، علي خامنئي، بيانا قال فيه «إن العراق بلد واع، ولا يمكن للمعتدين أن يسيطروا على هذا البلد ثانية. عسى الله أن يخلص العراق من أميركا، ليتمكن العراقيون من حل مشاكلهم». ويقول مراسل« ديلي تلغراف» إن نبرة خامنئي العدائية من شأنها أن تقرع ناقوس الخطر لدى الأميركيين، الذين يواجهون خطر اضمحلال نفوذهم في العراق بعد انسحابهم منه العام المقبل. ويسترسل المراسل في القول إنه لم يخطر على بال أحد أن أميركا -بعد الإطاحة بنظام صدام حسين، ومقتل الكثير من جنودها في العراق- سيأتي عليها اليوم الذي تخسر فيه نفوذها في ذلك البلد، والأدهى من ذلك أن ترى حكومته تتشكل على يد أحد أعتى أعدائها في المنطقة (إيران). وكان رئيس قائمة العراقية ورئيس الوزراء السابق، إياد علاوي -الذي فازت قائمته بالانتخابات الأخيرة بفارق مقعدين عن قائمة المالكي- قد اتهم طهران بالتدخل في شؤون العراق. وبينما المالكي في طهران يتمتع بالدعم الإيراني، قال علاوي في تصريحات صحفية «لن أتوسل لإيران لتوافق على ترشيحي لمنصب رئيس الوزراء». ولم يكتف علاوي بلوم إيران على دورها في العراق، بل ذهب إلى نعتها بالإرهاب، وإشاعة الفوضى، وعدم الاستقرار، في إشارة إلى زيارة الرئيس الإيراني، محمود أحمدي نجاد، للبنان الأسبوع الماضي. ويعرف عن علاوي أنه شيعي علماني، وتضم قائمته قوى سنية لها وزنها، ويتمتع بقبول معظم الدول العربية المجاورة للعراق، خاصة السعودية التي تخشى من تصاعد النفوذ الإيراني في العراق. الرئيس السوري -الذي كانت بلاده مؤيدة لعلاوي، ولكنها استقبلت المالكي قبل سفره إلى طهران- سافر إلى الرياض، وغالب الظن أن زيارة الأسد للرياض ذوهو حليف رئيسي لإيران- تهدف إلى إيجاد رؤية موحدة تتبناها كل من الرياض ودمشق نحو المسألة العراقية.