رأت صحيفة «بوسطن غلوب» الأميركية ، في افتتاحيتها ، أن الموافقة العراقية على الاتفاقية الأمنية مع الولاياتالمتحدة ، انعكاس للنفوذ الإيراني في العراق. ووصفت الصحيفة الموافقة بأنها خبر جيد ، لأنه يمنح الوجود الأميركي في العراق شرعية بعد انتهاء التخويل الأممي يوم 31 دجنبرالمقبل، ويحدد موعدا نهائيا للانسحاب الأميركي. ولكن هذا الخبر -كما تقول الصحيفة- يكتنفه غموض في غاية الأهمية، إذ إنه في الوقت ، الذي تعتبره إدارة الرئيس جورج بوش تأييدا لاستمرار الوجود الأميركي في العراق ، وحصيلة للنجاح السياسي إزاءه، فإن الطريقة التي اتفق فيها القادة العراقيون على هذه المسألة ، تتنافى مع الكثير من التمنيات، فالتغييرات الأخيرة التي طرأت على موقف رئيس الحكومة نوري المالكي ، يعكس النفوذ الإيراني. وأوضحت الصحيفة أن حلفاء إيران في حكومة المالكي ، كانوا مترددين في التصويت على الاتفاقية الأمنية بعد قيام القوات الأميركية بعملية عسكرية في الأراضي السورية ضد مقاتلين يشتبه في تهريبهم الأسلحة إلى العراق. وأجملت الصحيفة الأسباب التي كانت وراء موافقة الحكومة العراقية على الاتفاقية الأمنية في أمرين: الأول إضافة تعهد أميركي بعدم شن عمليات عسكرية من الأراضي العراقية ضد الدول المجاورة، وهذا البند يقصد منه استرضاء إيران. كما أنه جاء تأكيدا على حرص التيارات الشيعية التي تهيمن على حكومة المالكي، وهي تيارات ذات تاريخ طويل من الإخلاص لإيران. وأما السبب الثاني فهو انتخاب باراك أوباما الذي تعهد بفتح حوار دبلوماسي مع إيران. وأشارت الصحيفة إلى أن سحب طهران الفيتو الضمني للاتفاقية الأمنية ، يعني فتحها بابا واسعا للتفاوض مع واشنطن، معتبرة أن الضوء الأخضر الإيراني بداية لإيجاد حل سلمي للأزمة التي تتعلق ببرنامجها النووي. واختتمت قائلة إن بوش أخفق في تحقيق هدفه الأساسي في مساعدة العراق على تأمين الوحدة والاستقرار والديمقراطية، داعية خلفه أوباما -إذا ما أراد منع العراق من الانزلاق نحو حرب أهلية- إلى استخدام الحنكة الدبلوماسية والسياسية لا الترويع.