في أقل من ربع ساعة شكلت زمن مرور رئيس الديبلوماسية الجزائرية في حوار إذاعي برزت مجددا تناقضات الموقف الجزائري و انتهازيته المصلحية في التعامل مع القضايا الخارجية التي تكيلها الدبلوماسية الجزائرية بمكيال يترجم فقط درجة خدمتها و تجاوبها مع الأطماع الهيمنية الإقليمية لحكام الجزائر . ففيما اعتبر ردا متأخرا على تصريحات لوزير الخارجية المغرب الطيب الفاسي الفهري أكد فيها على الخصوص أن خصوم المغرب دخلوا بمجرد الحديث عن استئناف المسلسل التفاوضي حول الصحراء في تهييج مفرط وتصعيد عدواني يعكس مدى اضطرابهم المحموم وارتباكهم . وتحت ضغط الوقفات الاحتجاجية التي ينفذها نشطاء مدنيون لمطالبة الجزائر بتحمل مسؤولياتها فيما يتعلق بمصير المناضل الوحدوي مصطفى سلمى اعتبرها مدلسي استفزازية و أكد أن وزارته تفضل القنوات الدبلوماسية لإبداء موقفها منها . رئيس الدبلوماسية الجزائرية الذي انتهز فرصة مروره عبر أثير إذاعة بلاده ليقلب المواجع و يكرر موقف بلاده المتحجر من ملف الوحدة الترابية للمغرب جدد خلاله الأسطوانة المتقادمة المتعلقة بخيار الاستفتاء المتجاوز والتخفي وراء شعارات المبدأ والموقف الثابت الذي تفطن كافة متتبعي تصريحات المسؤول الجزائري أنه سرعان ما تنصل عنه و عاكسه خلال نفس الخرجة الإعلامية . فالسيد مدلسي الذي أكد أن موقف الجزائر من مسألة الصحراء المغربية واضح ولن يتغيّر، ليقر بعد ذلك أن هذا لا يعني أن علاقات الجزائر مع المغرب سيئة ،و يؤكد أنها علاقات طيبة لا تتأثر بملف الصحراءفإنه حين يعرج على ملف الوحدة الترابية للسودان الشقيق سرعان ما يبلع لسانه و يتناسى مواقف الجزائر المبدئية ليحذر من احتمال حدوث انقسام في السودان عقب الاستفتاء المرتقب على تقرير مصير الجنوب بداية السنة المقبلة و يعرب بما لا يدع مجالا للتشكيك أو التأويل عن قلق بلاده حيال أخطار استفتاء " قد يؤدي الى تقسيم السودان الى جزأين بما يفاقم الوضع وعدم الاستقرار في هذه المنطقة لفترة أطول ويجزم أن هذا الانقسام له انعكاسات خطيرة على القارة الافريقية. فأية انتهازية و سياسة الكيل بمكيالين في ما يتعلق بموقف ساسة الجزائر من قضية عملة واحدة بوجهان , يلتقيان في أن لهما صلة بالوحدة الترابية لبلدين وشعبين عربيين أحدهما جار للجزائر ومع ذلك تسعى بكل ما توفر لها من رصيد و ضغط لبتر جنوبه من شماله بتبريرات و شعارات أكل عليها الدهر و شرب في حين تنمحي هذه الشعارات و تختفي حينما يتعلق الأمر بمصير شعب آخر بشرق القارة يكتوي بدوره بنار الانفصال و التقسيم الذي ترفضه ديبلوماسية الجزائر العرجاء والانتهازية بوضوح و إنفعالية وعصبية لا تستقيم لعقل أو منطق .