التقى وزراء دفاع وخارجية الدول الأعضاء في حلف شمال الأطلسي (الناتو) في بروكسل، في اجتماع مشترك نادر الحدوث بهدف وضع إستراتيجية جديدة للحلف للعقد القادم. ويأتي الاجتماع ، بينما يتعرض العديد من أعضاء الحلف لضغط شديد من أجل خفض الإنفاق العسكري في ظل الأزمة الاقتصادية. واستهل الأمين العام للحلف، أندرس فوغ راسموسن، الاجتماع بالتأكيد على ضرورة أن توجه الإستراتيجية الجديدة التي ستحمي أوروبا وأميركا الشمالية عملية تحول الناتو في فترة التقشف وبعدها، وحث الدول الأعضاء على تأييد هذه الإستراتيجية، وقال إنها تمثل المسؤولية الرئيسية للحلف. وأوضح أنه يريد أن يبرز التصور الإستراتيجي للناتو، وهو الدفاع عن أراضي الدول الأعضاء، ولكن مع توسيع عملياته لتشمل قضايا جديدة، ولاسيما الدفاع الصاروخي وأمن الإنترنت. وأكد أن تهديد الهجمات الصاروخية واضح، والقدرة على مواجهته موجودة، كما أن تكاليف ذلك يسيرة، واقترح أن تنضم روسيا أيضا للمشروع لكي تنشأ شبكة تمتد من مدينة فانكوفر الكندية إلى مدينة فلاديفوستك بالشرق الأقصى لروسيا. قال وزير الدفاع الألماني، كارل تيودور تسو غوتنبرغ، إن «العالم تغير بشكل جوهري، وبزغت تهديدات عديدة ينبغي علينا الدفاع عن أنفسنا ضدها وينبغي على الناتو إدراكها»، مشيرا إلى أن الدفاع الصاروخي يعد أمرا جيدا، لكن يجب الاهتمام أيضا بمراقبة التسلح. ويعود وضع آخر تصور إستراتيجي للناتو إلى العام 1999، ولكن من الواضح تماما الآن عدم كفاية الأولوية التي يوليها هذا التصور الإستراتيجي لقضايا مثل الإرهاب وانتشار الصواريخ الباليستية وأمن الإنترنت، ومن المرجح أن تهيمن هذه القضايا الثلاث على اجتماع اليوم. وأعد راسموسن بالفعل المسودة الأولى للإستراتيجية الجديدة. وتمت مناقشها، حيث يوافق قادة الناتو على صيغة نهائية لها في قمة تعقد في لشبونة في 19 و20 نوفمبر المقبل. ومن المقرر أن يكون ناقش وزراء الدفاع أيضا السبل التي ينبغي اتباعها لزيادة فعالية وكفاءة العمل الإداري للناتو، بما في ذلك الاستغناء عن بعض موظفيه البالغ عددهم 13 ألف شخص وغلق بعض مقراته. كما ناقش وزراء الدفاع والخارجية في اجتماع مشترك قضية الدفاع الصاروخي، بينما ناقش وزراء الخارجية في جلسة أخرى العلاقات مع القوى الأجنبية ولاسيما روسيا.