نشرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» الأمريكية مقالا للكاتب باتشيا سوبيلمان، يستعرض فيه ما أسماه المخاوف الإسرائيلية من الخطر الإيراني الداهم على أبواب إسرائيل. يفتتح الكاتب مقاله بالقول إن إسرائيل طالما تذمرت بأن إيران على أبوابها من خلال شن حرب عليها بالوكالة من الشمال والجنوب، ولكنه يستطرد ويقول إن زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد قد جلبت إيران بشحمها ولحمها هذه المرة إلى تخوم إسرائيل، فما العمل؟ يرى الكاتب أن إسرائيل تعاملت مع الزيارة ببرود، ومصادر وزارة الخارجية قالت إن نجاد يؤذي نفسه بنفسه، وهو أسوأ عدو لنفسه، لذلك فالجواب الرسمي لسؤال ماذا نعمل هو: لا شيء. ويقول الكاتب إن هذا الموقف الرسمي يجد له صدى في أوساط المراقبين الإسرائيليين، ويستشهد بأوزي رابي، رئيس قسم دراسات الشرق الأوسط في جامعة تل أبيب، الذي يقول إن أحمدي نجاد نفسه هو أفضل دعاية لإسرائيل، وإن زيارة الرئيس الإيراني للبنان تعد رسالة واضحة للغرب بأن مساعيه في جر لبنان إلى المعسكر الصحيح قد فشلت. يعود الكاتب ليجادل من وجهة نظر أخرى بأن الصمت الرسمي الإسرائيلي يجب ألا يساء فهمه، وأورد دعوة صريحة من أريي إيلداد، أحد النواب الإسرائيليين، لتصفية أحمدي نجاد أثناء وجوده في لبنان. يقول إيلداد إنه لو قتل هتلر عشية الحرب العالمية الثانية لتغير مجرى التاريخ ولم يتعرض اليهود للتصفية، ونجاد يشكك في شرعية بلادنا ووجودنا، لذلك فإن تصفيته تشبه تصفية هتلر المفترضة عام 1939. ويستشهد بتعليق آخر نشرته صحيفة «جيروزاليم بوست» الإسرائيلية لأحد المسؤولين الإسرائيليين، الذي طلب عدم الكشف عن اسمه ، يقول فيه إن زيارة نجاد تدل على بداية تحول لبنان إلى محمية إيرانية. وقد شبه المسؤول الإسرائيلي نجاد، وهو في لبنان، بأنه كالقائد الذي جاء لتفقد جنوده، بينما وصفه مصدر إسرائيلي آخر بأنه يبدو كالمالك. ثم يتطرق الكاتب إلى زيارة وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك، إلى هضبة الجولان المحتلة، حيث قال للعسكريين هناك إن الزيارة تدل على ازدياد اعتماد حزب الله على إيران، وهذا قد يؤدي إلى تلاشي دولة لبنان المستقلة، وعلى إسرائيل أن تساعد اللبنانيين بما سماه "المجالين الاستخباري والعسكري". ويستعرض الكاتب رد أحد المسؤولين الإسرائيليين، وهو سيلفان شالوم ، نائب رئيس الوزراء ، على ما تقدم، ويورد تعليقات لشالوم قالها في إحدى المقابلات الإذاعية "نحن لا نقتل رؤساء الدول، حتى لو كانوا شموليين ويدعون إلى تدمير إسرائيل". وقال أيضا إن خلاف إسرائيل ليس مع أحمدي نجاد بشخصه، ولكن مع "الطرق التي تتبعها الدولة الشمولية والطاغية التي تدعى إيران"، والتي تحاول تغيير الأنظمة والسيطرة على منطقة الشرق الأوسط. وبينما يورد الكاتب حادثة إرسال أيوب كارا، وهو نائب وزير إسرائيلي، رسالة بريد إلكتروني لأحمدي نجاد يشكره فيها على "الخدمات الجليلة" التي يقدمها لإسرائيل، وقيادة كارا لجمع من الإسرائيليين على الحدود اللبنانية الإسرائيلية، وإطلاق 2000 بالون تحمل علم إسرائيل رمزا لما يسمى ب2000 عام من الاضطهاد لليهود، يورد الكاتب مثالا آخر للرغبة في تدمير إسرائيل، وهذه المرة من جماعة لا علاقة لها بإيران. ويختتم الكاتب مقاله بالتجمع الذي دعت إليه منظمة «نيتوري كارتا »اليهودية المعارضة لوجود إسرائيل، وقيامها بوضع ملصقات في الشوارع تتمنى أن ترى أنقاض دولة إسرائيل قريبا.