حثت الولاياتالمتحدة السلطة الفلسطينية على الرد على مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بالاعتراف بكون إسرائيل دولة يهودية مقابل تمديد تجميد الاستيطان عبر تقديم اقتراح مضاد، مؤكدة دعمها لإسرائيل واعترافها بأنها دولة يهودية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، بيجي كراولي، للصحفيين إن واشنطن تريد أن يقدم الفلسطينيون اقتراحا مضادا إلى نتنياهو الذي "عرض أفكاره سواء بشأن استعداده للمساهمة في العملية والنتيجة التي يعتقد أنه يريدها لشعبه، ونأمل أن يفعل الفلسطينيون الشيء نفسه". وجدد كراولي دعم بلاده لموقف نتنياهو ، قائلا إن الولاياتالمتحدة تعتبر إسرائيل دولة يهودية، و"تعلمون أننا نعترف بإسرائيل هي كما تقول بنفسها دولة يهودية". وكان نتنياهو قد قال، في افتتاح الدورة البرلمانية الشتوية للكنيست، "إذا قالت القيادة الفلسطينية بلا لبس لشعبها إنها تعترف بإسرائيل الدولة الوطن للشعب اليهودي، فسأكون على استعداد لجمع حكومتي للمطالبة بتجميد جديد للبناء" في المستوطنات اليهودية بالضفة الغربيةالمحتلة. وزعم كراولي أن الولاياتالمتحدة تحاول إيجاد صيغة للتغلب على مأزق المستوطنات، والسماح للجانبين باستئناف المفاوضات المباشرة التي انعقدت منها ثلاث جلسات في واشنطن في الثاني من شتنبر الماضي، قبل أن تتوقف بعد رفض إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان. و حسب الخارجية الأميركية، فإنه من المتوقع أن يعود المبعوث الأميركي، جورج ميتشل، إلى المنطقة قريبا ، في حين يزور مساعد وزيرة الخارجية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، مصر والسعودية والمغرب وفرنسا في الفترة من 13 إلى 22 أكتوبرالمقبل. من جانبه، أعرب وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، عن خشيته من احتمال عدم اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل دولة يهودية بعد التوصل إلى اتفاق سلام نهائي وسعيهم لبناء كانتونات عربية داخلها تتمتع بحكم ذاتي. أما رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق، إيهود أولمرت، فانتقد سياسة الحكومة الراهنة ، معتبرا أن رفض تمديد تجميد الاستيطان قد يؤدي إلى عزل سياسي لإسرائيل ويضر باقتصادها بحيث ستكون مضطرة لدفع ثمن باهظ للغاية. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن أولمرت قوله في مؤتمر لوزارة الصناعة والتجارة، إنه لا يمكن لإسرائيل توقع تواصل الدعم من أميركا وأوروبا إن استمرت في "إهانة" العالم كله، مشيرا إلى أن افتقاد عملية سياسية حقيقية مع الفلسطينيين منذ قيام حكومة نتنياهو دفع بالعالم إلى التركيز على مسألة الاستيطان. وكانت السلطة الفلسطينية قد سارعت إلى رفض عرض رئيس الحكومة الإسرائيلية، حيث قال مسؤول ملف المفاوضات بمنظمة التحرير الفلسطينية ، صائب عريقات، إن ما أعلنه نتنياهو ألاعيب مرفوضة جملة وتفصيلا. أما نبيل أبو ردينة، مستشار الرئيس الفلسطيني، فقال إنه لا علاقة للفلسطينيين بيهودية دولة إسرائيل، مؤكدا أن "الاستيطان كله غير شرعي، ويجب تجميده من أجل العودة للمفاوضات المباشرة، أما بالنسبة ليهودية الدولة فلا علاقة لنا بالأمر". وتابع "هناك وثيقة الاعتراف المتبادل بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل، هذا هو الموقف الفلسطيني الذي على أساسه بدأت مسيرة السلام". وسبق أن رفض الفلسطينيون أكثر من مرة مطالبة نتنياهو لهم بالاعتراف بيهودية الدولة، موضحين أنهم يعترفون بالفعل بإسرائيل، وبأن ذلك لم يكن أبدا شرطا لإقامة علاقات دبلوماسية مع الدول الأخرى، ومن بينها الدول العربية الموقعة على معاهدات سلام مع إسرائيل.