أكد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس بأنه لن يتخذ قرارا سريعا بشأن الاستمرار في المفاوضات المباشرة مع إسرائيل أو مغادرتها بعد أن قررت إسرائيل مواصلة الاستيطان, في حين أعربت الولاياتالمتحدة وعدة دول غربية عن خيبة أمل إزاء القرار الإسرائيلي. وقال عباس عقب مباحثاته بباريس مع الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي- إنه لن يتصرف بسرعة وسيدرس كافة التبعات مع الدول العربية والقيادة الفلسطينية، وإن هناك اجتماعا للجنة المتابعة العربية في الرابع من أكتوبر/تشرين الأول المقبل. وطالب عباس إسرائيل بوقف الأنشطة الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر من أجل تسهيل المفاوضات التي بدأت بين الجانبين أوائل الشهر الجاري. وكان الرئيس الفلسطيني قد هدد أكثر من مرة بمغادرة المفاوضات المباشرة إذا رفضت إسرائيل تمديد تجميد الاستيطان, وقال إنها ستكون في هذه الحال "مضيعة للوقت". وكانت الصحف الإسرائيلية قالت إنه من غير المتوقع اتخاذ قرارات عن مسألة استمرار المفاوضات قبل جلسة لجنة المتابعة في الجامعة العربية المقررة بداية الشهر المقبل. كما أوردت الصحف الإسرائيلية نقلا عن مصادر فرنسية أن الجانب الفلسطيني سيكون مستعدا للتنازل عن مطلب التجميد الكامل للاستيطان إذا أبدى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو استعدادا للتفاوض على أساس حدود الرابع من يونيو/حزيران 1967. وفي واشنطن قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية فيليب كراولي إن الولاياتالمتحدة محبطة وتشعر بخيبة أمل كبيرة إزاء قرار إسرائيل استئناف الأنشطة الاستيطانية بعد انتهاء فترة التجميد. وأضاف كراولي أن المبعوث الأميركي إلى المنطقة جورج ميتشل على اتصال مع المسؤولين الفلسطينيين والإسرائيليين, وأن وفدا أميركيا من مستوى أقل سيزور المنطقة بعد أيام. لكن واشنطن أعربت عن أملها في أن يستمر تأييد جامعة الدول العربية لمحادثات السلام المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين, مؤكدة أنها ستجري مزيدا من المباحثات مع دول رئيسية في الأيام المقبل. كما أعرب كل من الاتحاد الأوروبي وفرنسا وبريطانيا عن خيبة أملهم إزاء قرار إسرائيل استئناف الأنشطة الاستيطانية. وفي دمشق قال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل إن المصالحة الفلسطينية ينبغي أن تكون الرد على ما سمّاه الصلف الصهيوني. وتمنى مشعل أن تفي السلطة الفلسطينية بوعدها المتعلق بوقف المفاوضات المباشرة إذا استأنفت إسرائيل أنشطتها الاستيطانية. وقد استأنفت إسرائيل اليوم الاثنين أعمال البناء في المستوطنات بالضفة الغربية بعد رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تمديد قرار التجميد. وقالت مصادر فلسطينية إن المستوطنين شرعوا في البناء بصورة حثيثة، وإن آليات إسرائيلية شرعت في بناء حي استيطاني بمستوطنة "أرييل" في منطقة سلفيت لإنجاز بناء خمسين وحدة سكنية فيها. كما حددت أماكن يجري البناء فيها بمستوطنة يتسهار (جنوب نابلس) إضافة إلى بؤر استيطانية قرب مستوطنة شفوت رحيل (غرب نابلس)، وأفادت بأن أراضي جرفت بغرض البناء بمحاذاة مستوطنة كفار عتصيون.