اختتمت، يوم السبت المنصرم بالدارالبيضاء، أشغال الزيارة التي قام بها الوفد الفرنسي الممثل لمدينة »لي ميرو« ، وجاءت هذه الزيارة التي دامت مسة أيام بإشراف من طرف مقاطعة المعاريف في إطار توطيد روابط التواصل وتفعيل برنامج توأمة بين مجلس المقاطعة ومسؤولي بلدية »لي ميرو«، وكذا الانفتاح على التجارب الناجحة لهذه المدينة الفرنسية لتفادي ومعالجة بعض المشاكل الهيكلية التي تتخبط فيها العاصمة الاقتصادية. واعتبر أحمدالقادري في تصريح له أن دعوة هذا الوفد، المشكل من برونو لو غييو، مستشار ببلدية لي ميرو، وإيف فونتون رئيس لجنة التوأمة وكذا دينيس إيس عضو بنفس اللجنة، تندرج في إطار تلبية الأهداف السامية لصاحب الجلالة والرامية إلى رفع وتيرة الدبلوماسية الشعبية والتعريف بالأوراش الكبرى المفتوحة في بلادنا والتي تهم سائر المستويات اجتماعية منها والاقتصادية. وأكد رئيس الوفد برونو لو غييو في تصريح ل »العلم« أن الجولة التي قام بها الوفد لمجموع من المواقع الإستراتيجية والحيوية بمدينة الدارالبيضاء خلفت لديه ارتسامات جد ممتازة عن المجهودات الكبيرة التي بذلت للتصدي لمظاهر الفقر والهشاشة بمدينة عملاقة مثل الدارالبيضاء، وقال »إن مشاريع تأهيل الأحياء الشعبية ومحاربة السكن غير اللائق ليست دائما بالتحدي السهل الذي يواجهه الساهرون على الشأن المحلي، فالشريطان والوثائقيان اللذان شاهدناهما خلال اليوم الأول من زيارتنا والذي خص الأول التعريف بالمغرب وبمدينة الدارالبيضاء واستعرض الثاني عملية ترحيل سكان أحد أحياء الصفيح إلى مساكن لائقة تترجمان ما قلته«، مشيرا بذلك إلى تجربة كاريان باشكو التي أشرفت عليها مقاطعة المعاريف. وأبدى غييو إعجابه الكبير بدار الطفل الذي دشنها صاحب الجلالة مؤخرا بالمركز الاستشفائي للأطفال لابن رشد والذي زاره الوفد خلال اليوم الثالث من جولته، وقال »لقد أعجبت كثيرا بهذا الجناح الذي يعتبر جنة حقيقية لأطفال في حاجة للترفيه عن النفس ونسيان ألم المرض وروتين العلاج، كما اعتبره نتاجا جيداً يترجم التنسيق الفعال بين جهود حكومتكم والمجتمع المدني، كما حبذت فكرة ملازمة الأمهات لأطفالهن خلال فترة العلاج فهو يساعدهم حقا على تجاوز المحنة ورفع نسبة العلاج في فترة وجيزة«، وأضاف قائلا: »لقد حقق المغرب فعلا قفزة نوعية على مستوى ما هو اقتصادي وإجماعي وحقوقي إضافة إلى ما حققه لحل مشاكل الإسكان، وأعتقد أن أوراش الإصلاح التي يقودها المغرب لابد وأن ترافقها برامج تربوية على مستوى المدارس وغيرها من مؤسسات التأطير من أجل إنشاء أجيال قادرة على إتمام الرسالة وحمل المشعل«. مستشهدا بذلك بالتجربة التي خاضتها مدينة »لي ميرو« بإنشاء مجلس الطفل على مستوى المجالس المنتخبة، وقال أن هذا المجلس الذي يسهر على تدارس مشاكل الطفولة وتأطير أطفال وتحسيسهم بقضايا مدينتهم التي سيصبحون رجالتها ومسؤوليها في المستقبل. وهي تجربة تشبه إلى حد ما قام به المغرب على المستوى الوطني قبل سنوات بإنشاء برلمان الطفل. بدوره عبر رئيس لجنة التوأمة »إيف فونتون« عن إعجابه الكبير بالتجربة الجمعوية التي تقودها عائشة الشنة للدفاع عن الأمهات العازبات واصفا إياها بالأم تريزا المغرب، مشيدا في ذات السياق بالدور الكبير بذله المجتمع المدني في مجال تحقيق المساواة بين المرأة والرجل، وقال »أظن أن ما حققه المغرب على المستوى الحقوقي بخصوص الطفل والمرأة يعود للمجتمع المدني وعلى المغرب أن يكون فخورا جدا بنسائه وبملكه الشاب«. وغادر الوفد الفرنسي مدينة الدارالبيضاء يوم السبت الماضي، بعدما أتم جولته التي استأنفت يوم الثلاثاء، حيث تم استقباله من طرف مجموعة من منتخبي مقاطعة المعاريف بمطار محمد الخامس، ليتم نقلهم إلى مقر المقاطعة حيث كان في استقبالهم رئيس المقاطعة أحمد القادري، الذي قدم عرضا عنه لخص فيه تجربة التسيير الجماعي للمقاطعة في إطار نظام وحدة المدينة، مستعرضا في نفس الوقت حصيلة الانجازات والرهانات التي تعمل العاصمة الاقتصادية على تحقيقها. كما زار الوفد في نفس اليوم مركز ثريا السقاط حيث تم استعراض شريطين وثائقيين يعرفان بالأوراش الكبرى التي يقودها المغرب وتجربة التصدي لبعض الرهانات الكبرى التي تواجه الدارالبيضاء كتلك المتعلقة بمدينة بدون مدن صفيح. وفي اليوم الثاني من الجولة خص البرنامج زيارة مدينة الرباط لزيارة مجلس جهة الرباط زعير حيث تم اللقاء برئيس الجهة بوعمرو تغوان، كما تم التعرف على أهم المرافق الادارية للعاصمة وعلى أهم مآثرها، أما اليوم الثالث فقد تم التعرف على الجانب الاجتماعي للدار البيضاء حيث زار الوفد مقر العصبة المغربية لحماية الطفولة، وجمعية التضامن النسوي التي تهتم بالأمهات العازبات ودار الطفل بمستشفى بن رشد للأطفال، كما زار الوفد في نفس اليوم مسجد الحسن الثاني، باعتباره أهم معلمة معمارية بالمدينة، ثم حضور الدورة العادية لمقاطعة المعريف، وختم اليوم بحفل عشاء على شرف الوفد صادف اختتام فعاليات أيام رمضان المعاريف الذي نظمته المقاطعة بمناسبة شهر رمضان الكريم. في حين خص اليوم الرابع التعرف على الجانب الاقتصادي للمدينة حيث زار الوفد جميع مرافق الميناء وكذا المركز الجهوي للاستثمار، حيث قدم لهم مدير المركز محمد بن فضيل العديد من الشروحات حول المركز وأهدافه، مستعرضا الرهانات الاقتصادية التي تحاول المدينة كسبها، مشيرا إلى أهم محركات التنمية التي يعمل المغرب على فتح أوراشها سواء على المستوى البعيد أو المتوسط، ذاكرا منها السكن والسياحة والتكنولوجيا الحديثة والطاقات المتجددة. واختتمت الزيارة في اليوم الرابع بزيارة مؤسسة إيكوميديا للإعلام للوقوف على القفزة النوعية التي حققها المغرب على مستوى الإعلام والتواصل.