أسدل الستار أخيرا على زيارة وفد مدينة سوسنوفيك البولونية الى مدينتي الدارالبيضاءومراكش والذي كان في ضيافة مقاطعة المعاريف ووزارة الداخلية، بعد أن حضر الوفد أشغال الدورة الخامسة للملتقى الافريقي للجماعات والحكومات المحلية الذي انعقد ما بين 16 و 18 من شهر دجنبر الحالي. وتعتبر زيارة وفد مدينة سوسنوفيك الى المغرب وإلى مقاطعة المعاريف بالدارالبيضاء، كنتاج للعلاقة الخاصة التي تم نسجها بين المقاطعة المذكورة وعمدة مدينة سوسنوفيك وتكتله السياسي المسير لمجلس المدينة البولونية المذكورة وذلك في إطار »الديبلوماسية الشعبية التي نادى بها جلالة الملك محمد السادس« يقول لنا السيد أحمد القادري رئيس مقاطعة المعاريف. فالديبلوماسية الشعبية هذه، يضيف السيد احمد القادري أعطت ثمارها مع عمدة مدينة سوسنوفيك الذي اقتنع بصدق الصداقة المغربية البولونية واقتنع كذلك بالنهج الذي يسلكه المغرب داخليا وخارجيا وأصبح بمثابة سفير بشكل غير مباشر يدافع عن المغرب وقضاياه ليس فقط داخل بولونيا بل على مستوى الاتحاد الأوروبي الذي يرأسه السيد »هي جوزاك« وهو من مدينة سوسنوفيك البولونية وصديق لعمدتها، ويسترسل السيد القادري بأن الأصدقاء البولونيين يدافعون داخل بولونيا ووسط الاتحاد الأوروبي عن طرح المغرب فيما يتعلق بتمسك المغرب بالمسار الأممي لتسوية النزاع الاقليمي المفتعل بالأقاليم الصحراوية المغربية على أساس مبادرة الحكم الذاتي التي طرحتها المملكة المغربية في اطار السيادة ووحدة التراب الوطني للمملكة. وتجدر الاشارة الى أن وفد مدينة سوسنوفيك البولونية الذي كان يتكون من السيد ريشارد وكافسكي النائب الأول لعمدة سوسنوفيك ، قام بعدة أنشطة وزيارات ، حيث أجرى الوفد عدة لقاءات مع كل من عامل عمالة مقاطعات أنفا والمكتب المسير لمقاطعة المعاريف وكذا رئيس جهة الدارالبيضاء وزار مقر جمعيتي التضامن النسوي وإكرام النسوية ومسجد الحسن الثاني. وبمدينة الدارالبيضاء أقيمت على شرف وفد مدينة سوسنوفيك مأدبة غداء حضرها رئيس مقاطعة المعاريف ورئيس الدائرة الادارية ممثلا لعامل عمالة مقاطعات أنفا وأعضاء المكتب المسير للمقاطعة وكذا ممثلون عن غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالدارالبيضاء إضافة الى ممثلي الأحزاب السياسية من خلال بعض المنتخبين كما حضر المأدبة السيد بنسعيد جلال رئيس جمعية أصدقاء المغرب ببولونيا. ، وقد تم في هذا اللقاء تبادل الكلمات بين كل من رئيس الوفد البولوني ورئيس مقاطعة المعاريف. وفي كلمته قال السيد ريشارد وكافسكي رئيس وفد مدينة سوسنوفيك البولونية بأنه سعيد لزيارة مقاطعة المعاريف وسعيد بتوقيع اتفاقيات شراكة معها ومن خلالها مدينة الدارالبيضاء، وذكر في كلمته بأن التعاون سيستمر على المستوى الاقتصادي ورحب بتطوير اللقاءات بين رجال الأعمال المغاربة ونظرائهم الأوروبيين. وتمت الاشارة في كلمة مستشاري مقاطعة المعاريف الى تثمين مدينة سوسنفيك وبولونيا على موقفهم من قضية الصحراء المغربية. ومن جهته رحب السيد أحمد أوباه عن غرفة التجارة والصناعة والخدمات بالدارالبيضاء بالوفد البولوني وطلب منهم تطوير التعاون بين الغرفتين التجاريتين لكل من جامعة غرف التجارة والصناعة والخدمات بالمغرب ونظيرتها البولونية. وفي كلمته بالمناسبة أشار رئيس مقاطعة المعاريف السيد أحمد القادري الى أهمية تطوير التعاون ليس فقط بين مقاطعة المعاريف ومدينة سوسنوفك وإنما بين المملكة المغربية وبولونيا على جميع الأصعدة وهي الفرصة التي ستتيحها زيارة السيد الوزير الأول الى بولونيا في شهر يناير المقبل. ومن جهة أخرى استدعت وزارة الداخلية وفد مدينة سوسنفيك الى مراكش لحضور أشغال الدورة الخامسة للملتقى الافريقي للجماعات والحكومات المحلية وهو ما مكن الوفد من الاستماع الى الرسالة الملكية الموجهة الى الملتقى والتي أشار فيها جلالة الملك إلى نهج المغرب للامركزية الموسعة على صعيد المجالس الجماعية الحضرية والقروية وتوجهه لاقامة جهوية متقدمة تمكنه من التطور الديمقراطي الذي يؤهله للإقدام على كل أنماط الحكامة الترابية في إطار وحدة الدولة وسيادتها على كامل ترابها الوطني كما استمع الوفد البولوني الى وجهة نظر المغرب فيما يخص مبادرة الحكم الذاتي والتي تضمنتها الرسالة الملكية: »إن المبادرة مشهود لها أمميا بالجدية والمصداقية اعتبارا لجوهرها الديمقراطي المرسخ لحقوق الانسان وللتدبير الواسع من قبل أهلها وساكنتها لشؤونهم المحلية فضلا عن بعدها الاستراتيجي الهادف لتحقيق التنمية والاندماج المغاربي وضمان الاستقرار بمنطقة الساحل والصحراء وشمال افريقيا وتحصينها من نزوع البلقنة والتطرف والإرهاب« إن هذه الكلمات الملكية إضافة الى عدة لقاءات أجراها الوفد البولوني على هامش أشغال الدورة الخامسة للملتقى الافريقي للجماعات والحكومات المحلية مع عدة شخصيات مغربية وافريقية وكذا عدة وفود أجنبية، أعطوا بدون شك دفعا قويا وزخما مهما لأصدقاء المغرب البولونيين للدفاع عن المغرب وقضاياه العادلة وعلى رأسها مشكل الصحراء المفتعل وذلك في إطار الدبلوماسية الشعبية التي تجعل من الصداقة القائمة على الاقناع والاقتناع أحسن سفير وخير مدافع عن قضايا المغرب العادلة سواء داخل بولونيا أو على مستوى الاتحاد الأوروبي.