ذكرت الصحف الاقتصادية الفرنسية الصادرة يوم الاربعاء أن مجموعة «فرانس تيليكوم»، تمكنت،من خلال اقتنائها 40 في المائة من رأسمال «ميدي تيليكوم»، من تسجيل حضورها في سوق الاتصالات بالمغرب الذي يعرف طفرة واسعة. واعتبرت وسائل الاعلام الفرنسية التي أولت اهتماما لهذه الصفقة، منذ انطلاق المفاوضات بين الفاعل التاريخي في مجال الاتصالات بفرنسا والمساهمين الهامين في شركة «ميدي تيليكوم»، والمتمثلين في صندوق الإيداع والتدبير و «فاينانس كوم»، أن هذا الاقتناء سيعزز طموحات المجموعة الفرنسية لتقوية حضورها في البلدان الصاعدة، خصوصا بإفريقيا. وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة (لوموند)، أن المدير العام لجموعة «فرانس تيليكوم»، ستيفان ريشار، أكد منذ بداية فصل الصيف أن البلدان الصاعدة، وخصوصا إفريقيا، قد تكون «الحدود الجديدة» للفاعل الأول في قطاع الاتصالات بفرنسا، موضحا بالمقابل أن المجموعة تعاني، كما هو الشأن بالنسبة لباقي منافسيها، من سوق فرنسية يبدو أنه لم يعد فيها مجال لمزيد من الاستثمارات « . وكان المدير العام للمجموعة قد الثلاثاء الماضي، بمناسبة التوقيع على بروتوكول الاتفاق بخصوص هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها 640 مليون أورو، أن هذه العملية تندرج في إطار «الاجراء الأول للسياسة الجديدة لنمونا خارج أوربا وانها ستساهم في تحقيق هدفنا المعلن عنه والرامي إلى مضاعفة رقم معاملاتنا، الذي يقدر حاليا بنحو 5ر3 مليار أورو في غضون خمس سنوات في منطقة إفريقيا والشرق الأوسط «. من جهتها، كتبت يومية (ليزيكو) أن الامر يتعلق بأول عملية اقتناء بهذا الحجم من قبل إدارة المجموعة التي تراهن على تحقيق «معدل نمو بنسبة 7 في المائة من مبيعات «ميدي تيليكوم» برسم السنوات القادمة»، وذلك بالنظر لأهمية المؤهلات التي تزخر بها السوق المغربية . ولاحظت اليومية أن «المغرب، بساكنته التي تقدر ب 6ر31 مليون نسمة ونسبة نمو 5 في المائة منذ سنة 2000، يعد السوق الثانية بالقارة في مجال الاتصالات ، بعد جنوب إفريقيا». من جهتها، أشارت صحفية (لاتربيون) إلى أن معدل ولوج الهاتف النقال الى المغرب «يعد مرتفعا بواقع 85 في المائة غير أن خدمات الانترنيت الثابت ، وإن كانت لا تزال أقل نموا، فإنها تشكل مع ذلك سوقا واعدة». أما (لوفيكارو) فاعتبرت أن عملية الاقتناء هذه تتيح لمجموعة «فرانس تيليكوم» «العودة إلى أحد الأسواق الرئدة في منطقة المغرب العربي التي غابت عنها». وأضافت ان هذه الصفقة «تندرج في سياق استراتيجية نمو المجموعة بالأسواق الواعدة، بهدف تجاوز مرحلة تتسم بضعف الطلب والمنافسة الشرسة بأوربا».