في خروج انتخابي يحمل ملامح الاستفزاز حل رئيس الحزب الشعبي ماريانو راخوي إلى مليلية المحتلة لحضور الاحتفال السنوي لمرور 513 عن احتلال المدينة غير آبه بانعكاسات ذلك على العلاقات بين المغرب وإسبانيا وفي تحدي لكافة المجهودات التي قامت بها الخارجية الإسبانية لتهدئة أجواء التوتر التي شهدتها المنطقة خلال الأسابيع القليلة الماضية. ورغم تفاديه أي تصريح يسئ إلى المغرب أو المغاربة القاطنين بمليلية فإن زيارته لم تخلو من تصرفات استفزازية حيث قام بجولة وسط المدينة وتعمد مصافحة بعض من الساكنة محاولا الظهور في وضع السياسي القريب من هموم الشارع و القادر على تحسين العلاقة بين مدريد ومليلية التي تعيش على إيقاع أزمة منذ سنوات أرجع مسؤوليتها للحكومة الحالية. وفي تصريحه لوسائل الإعلام لم ينسى رئيس الحزب الشعبي توزيع الوعود ذاتها التي ظل يؤثث بها خرجاته و يتعهد بها كإجراءات ضرورية لم يوليها الحزب الحاكم الاهتمام الكافي حيث أكد راخوي عزمه على رعاية مشاريع كبرى من قبيل تحسين الخدمات والتعليم والقطاعات الاجتماعية وبرامج ستشهدها المدينة إلى جانب مناطق إسبانية أخرى في حالة عودة الحزب الشعبي إلى قصر المونكلوا، كما تعمد راخوي التنويه بطريقة عمل المسؤولين في الحزب الشعبي بمليلية وعلى رأسهم صديقه الحميم خوان خوسيه أمبرودا في محاولة لمحو الصورة السلبية التي علقت في أذهان ساكنة المدينة سواء على مستوى التسيير أو المواقف السياسية الي تطاول فيها على اختصاصات الحكومة والخارجية الإسبانية وزاد في نقل تباشير الخير التي ستنعم فيها مليلية من تحسين الحياة والرفاهيه التي ستحل بالمدينة بناءا على اجتهاد ومقترحات رئيس الحكومة المحلية الذي أكثر في مدحه، في نفس الوقت قام بتعداد الأخطاء الهيكلية في قطاعات حيوية حمل مسؤوليتها الكاملة للاشتراكيين كتراجع مستوى التعليم وأداء الجامعة وارتفاع البطالة وبدا أكثر ثقة في نفسه وهو يؤكد أن الحزب الشعبي قادر على القيام بالإصلاحات اللازمة وأن برنامجه يتميز بالفعالية المطلوبة إزاء وضع لا يشرف المدينة في مقدمتهم الأطفال والشباب الذين اعتبرهم ضحايا إجراءات حكومية فاشلة في محاولة لدغدغة كل الفئات العمرية وكسب عطفهم ولفت أنظارهم لزيارته التي تخفي وراءها وفاءا لمواقف رئيسه السابق في الحزب الشعبي خوسي ماريا أثناروسيرا على خطاه وتشبعا بأفكاره التي لا تزال تحن للماضي الاستعماري، ووصف راخوي مليلية بالمدينة الساحرة القادرة على لعب دور سياحي جنوب المتوسط مشيرا أن حزبه يتوفر على برنامج لتأهيلها كقبلة للسياح ومركز للتنمية الاقتصادية . فيما كانت النقطة المهمة ضمن تصريحه على هامش زيارته استعداده لجعل كل من مليلية و سبتة تتمتعان بوضع خاص و معاملة أفضل مع الاتحاد الأوربي تضمن مزيدا من التمويل والمساعدات لدعم الأوراش و المشاريع التي تتطلع إليها مليلية بصفة خاصة. احتفال الإسبان بمرور 513 عام على احتلالهم لمليلية هو مناسبة أيضا لتذكير المجتمع الدولي و كل العالم بوجود مستعمرات لا تزال تشكل قبلة للتباهي والاعتراف بعدم شرعية تواجد فندته حقائق تارخية ثابتة، فما جدوى إحياء مناسبة كهذه وحلول زعيم المعارضة إلى أرض تبعد بمئات الكيلومترات عن آخر جزء من اليابسة بالجارة الشمالية؟ ومجرد إعلان الاحتفال هو اعتراف بكونهم استعمروها يوما ولم يكونوا فيها لهم ولا أجدادهم وذلك هو السر في إظهار سعادتهم بها الحدث الذي لن يثني المغاربة أو يلهيم عن المطالبة باسترجاع كل شبر من أرضهم.