انتقلت الى عفو الله الممثلة المغربية «عائشة مناف» صباح الاثنين الماضي بمصحة في الدارالبيضاء عن عمر ناهز 32 عاما، بعد معاناة مريرة مع داء السرطان امتد الى درجة متقدمة بجسدها، وقد شاءت الاقدار أن تنتقل إلى جوار ربها في هذه الايام المباركة في التاسع عشر من شهر رمضان المبارك الموافق ل 30 من غشت 2010، وقد استلمت عائلتها جثمان الراحلة بالحي الشعبي البرتغالي مع انطلاق اذان المغرب وسط حشود غفيرة من الناس الذين جاؤوا من مختلف الأحياء الجديدة لتوديعها، وصلى المشيعون عليها صلاة الجنازة بمسجد حي الملاح، وكان من أبرزالمشييعين زملاءها في حقل التمثيل،أمثال؛ كمال كاظمي ، زهيرة صديق، حنان الابراهمي ، البعمراني عبد الجليل، سعيد طنور، خديجةعذلي، نزهة بدر، هشام عطواشي ، محمد بوساتي، ومسؤول الانتاج بالقناة المغربية الثانية عبد الحق مبشور ومدير التصوير طارق الشمعاوي بهلول، وكان أول الوافدين الى الجديدة الممثل المقتدر محمد بن ابراهيم ، ومن المشيعيين أيضا المخرجان عبد المجيد شاكر ومحمد حبيب الأصفر، والمدير الجهوي عز الدين كري للثقافة، والمسؤول الثقافي بالمديرية الأخ عريس ،وبعض الفنانين والمثقفين بالمدينة ، ثم ووري جثمانها الثرى في مقبرة سيدى موسى وسط جو مهيب من قبل أفراد اسرتها وأقاربها وجيرانها و ومحبيها من سكان مدينة الجديدة وأصدقائها في فن المسرح والمسلسلات التلفزيونية. و كانت الراحلة التي اشتهرت بدور بنت حديدان في سلسلة (حديدان) التي تبثها القناة المغربية الثانية في رمضان الجاري،قد تلقت العلاج متأخرا بسبب قلة الحيلة و ضيق ذات اليد، وبعد أن بلغت محنتها إلى وسائل الاعلام المرئية والمكتوبة، تكفل جلالة الملك محمد السادس بمصاريف علاجها، وظلت المرحومة تتابع العلاج إلى أن سلمت الروح لباريها. ولدت ?عائشة مناف? عام 1978 بمدينة الجديدة مسقط رأسها وكان والدها عبد الله مناف رحمه الله ذا سمعة طيبة بين الجيران ،كان فقيرامتعففا يشتغل غياطا، واشتهر بين ناس الحي بترانيمه الرمضانية، انضمت المرحومة إلى مسرح الهواة بين سنوات1986 وسنة 1999، ثم إلى الفرقة الجهوية ?عبدة دكالة للمسرح? في أول عمل مسرحي (خربوشة) للمخرج الشاب لحبيب لصفر، واستطاعت بحضورها المتميز وتألقها الفني أن تجد لها مكانا في الوسط الفني المغربي في أعمال فنية تلفزيونية للمخرجة فاطمة بوبكدي، سلسلة (رمانة وبرطال) التي حققت نسبة عالية من المشاهدة، ونالت إعجاب الجمهور المغربي، وأيضا في المسلسل الذي تبثه القناة الثانية (حديدان) حيث أدت أدوار عائشة الدويبة ، هاينة وخميسة، فرسمت على شفاه مشاهديها البسمة حين أجادت التعبيربعفويتها وتلقائيتها عن هموم واقع المواطن المغربي وأبدعت في تجسيده. رحم الله الفقيدة الكبيرة و أسكنها فسيج جنانه و ألهم ذويها الصبر والسلوان . إنا لله و إنا إليه راجعون..