أُعلن في لبنان أن الباخرة "مريم" ، التي كانت ستبحر الأحد الماضي، من مرفأ مدينة طرابلس، شمال لبنان إلى قبرص ، ومنها إلى غزة ، لا تستطيع القيام برحلتها بعد قرار السلطات القبرصية عدم استقبالها. واعتبرت بيروت أن "ليس هناك ضمانات بالسفر، لأن قبرص لم تعط الموافقة" للسفينة ، لكي ترسو في موانئها أو بعبور مياهها الإقليمية باتجاه غزة. وكانت الشرطة القبرصية قد أعلنت أنها لن تسمح للسفينة اللبنانية بالإبحار إلى قطاع غزة المحاصر انطلاقا من موانئها . وقال المتحدث باسم الشرطة القبرصية ، ميخاليس كاتسونوتوس، "موقفنا واضح، وصول أو مغادرة السفن إلى غزة ومنها ، ممنوع ، وسننفذ القرار". وكانت منظمة الرحلة ، سمر الحاج -وهي أيضا عقيلة علي الحاج ، أحد أربعة ضباط أوقفوا في قضية اغتيال رفيق الحريري وأطلق سراحهم- قالت إن "السفير القبرصي في بيروت حاول إقناعنا بعدم الذهاب من خلال التشديد على أن بلاده لن تمنحنا الإذن.. لكننا مصرون، ليس لدينا سلاح وسنتوجه إلى غزة". وكان من المقرر أن تنطلق السفينة -التي حصلت على إذن من السلطات اللبنانية بالإبحار- الأحد الماضي من مرفأ طرابلس باتجاه قبرص ، ومن ثم إلى قطاع غزة، حيث تقل على متنها نحو 60 امرأة من جنسيات عربية وأوروبية وأميركية ، وتحمل مساعدات إنسانية منها مواد طبية لعلاج السرطان. من جهة أخرى، ظلت سفينة ثانية ، تحمل اسم "ناجي العلي" ، على أهبة الاستعداد للإبحار من مرفأ طرابلس إلى قبرص، ثم ميناء غزة ، يوم أمس الثلاثاء . وقبيل إبحار "مريم"، أصدر وزير الخارجية الإسرائيلية، أفيغدور ليبرمان، تعليماته إلى البعثة الإسرائيلية لدى الأممالمتحدة لتقديم شكوى إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، وإلى رئيس مجلس الأمن الدولي، ضد الرحلة المقررة من لبنان إلى قطاع غزة. وقالت سفيرة إسرائيل لدى الأممالمتحدة، غابرييلا شاليف، إن تل أبيب تحتفظ لنفسها بحق استخدام "كل الوسائل اللازمة" لمنع سفينة المساعدات من الوصول إلى غزة . وأشارت إلى أنه رغم أن المنظمين على علم تام بالقنوات الرسمية المسموح لها بإرسال المساعدات إلى القطاع، فإنهم "يسعون إلى افتعال مواجهة ورفع وتيرة التوتر في منطقتنا". وكان إيهود باراك قد هدد ، من جهته، بمنع مرور سفينة «مريم »النسائية اللبنانية، وقال إن الجيش الإسرائيلي سيبذل جهودا في سبيل إيقافها. وأضاف "لا علاقة بين السفينة والمساعدات الإنسانية أو الفقر والجوع، فسفينة «مريم» لم تخرج من لبنان إلا بهدف استفزازنا فقط.. ولن نسمح بمرورها حتى لو رفض طاقمها". يذكر أن قوات إسرائيلية خاصة اعترضت يوم 31 ماي الماضي قافلة سفن "أسطول الحرية" الدولية ومنعتها بالقوة من الوصول إلى قطاع غزة بعد صدامات مع ركابها أسفرت عن مقتل تسعة متضامنين أتراك . وأثار الحادث انتقادات دولية حادة دفعت إسرائيل إلى الإعلان عن تخفيف حصارها المشدد على القطاع المفروض منذ شهر يونيو 2007 إثر سيطرة حركة المقاومة الإسلامية (حماس) على الأوضاع فيه.