حصلت سفينة «جوليا-ناجي العلي» على إذن من لبنان للإبحار إلى قبرص متجهة إلى غزة، في حين تستكمل سفينة «مريم " لكسر الحصار عن غزة استعداداتها قبل الانطلاق. وذلك في وقت قال فيه قائد الأركان الإسرائيلي إن قواته من حقها أن تفتش أي سفينة لمنع ما سماه تدفق الأسلحة إلى قطاع غزة. وذكرت وزارة الخارجية اللبنانية أنها أكدت للأمين العام للأمم المتحدة أن القوانين اللبنانية لا تسمح بعبور السفن إلى موانئ خاضعة لإسرائيل بما في ذلك ميناء غزة، لكنها لا تمنع مغادرة أي قارب تحترم وجهتُه هذه القوانين. وحملت الخارجية اللبنانية إسرائيل مسؤولية ما يقع للمسافرين على متن هذه السفن، كما أكد حزب الله -الذي نأى بنفسه عن المشاركة في السفن لسد الذرائع الإسرائيلية- أنه سيعتبر أي مواطن لبناني على متن السفن أسيرا إذا اعتقلته إسرائيل، وسيكون من واجب لبنان والمقاومة السعي إلى تحريره. وقالت اللجنة المنظمة لرحلة سفينة «مريم" إنه لا علاقة لها بحزب الله ، وإن الرحلة ستنطلق من الشواطئ اللبنانية، ولكنها رفضت الإعلان عن الموعد لأسباب قالت إنها أمنية. وأوضحت اللجنة أن طلبات الالتحاق بسفينة «مريم » وصلت إلى 500 طلب حتى الآن، وأنها تزايدت منذ التهديدات الإسرائيلية بمهاجمة السفينة، مؤكدة أن مريم لا تتسع لأكثر من خمسين سيدة. وقال القيادي في حزب الله، غالب أبو زيد، إن "حزب الله لن يقف مكتوف الأيدي" إزاء أي هجوم تشنه إسرائيل على لبنان. وفي سياق متصل بموضوع السفن، نقل موقع إسرائيلي على شبكة الإنترنت عن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، غابي أشكنازي، تحذيره بأن القوات الإسرائيلية من حقها أن تفتش أي سفينة لمنع ما سماه تدفق الأسلحة إلى قطاع غزة. ووفقا للموقع ذاته فإن أشكنازي شدد على أن تل أبيب لا يمكن أن تقبل بأن يكون قطاع غزة ميناء إيرانيا، حسب قول المسؤول العسكري الإسرائيلي. يشار إلى أن ركاب السفينة «مريم ذ"التي سميت تيمنا بالسيدة العذراء- من النساء فقط من مختلف الجنسيات العربية والغربية، بينهن راهبات، ونصف الراكبات الخمسين سيكون من اللبنانيات. أما سفينة «ناجي العلي» التي سميت باسم رسام الكاريكاتير الفلسطيني الذي اغتيل في لندن عام 1987، فتضم 75 متطوعا من جنسيات لبنانية وعربية بحسب مصادر اللجنة المنظمة. وحمل لبنان في رسالة إلى الأممالمتحدة إسرائيل المسؤولية عن سلامة السفن اللبنانية التي تنوي التوجه إلى قطاع غزة، وذلك ردا على تأكيد تل أبيب أنها ستستخدم كل الوسائل لمنعها من الوصول إلى القطاع المحاصر. وجاءت الرسالة اللبنانية ردا على رسالة تقدمت بها إلى الأممالمتحدة مندوبة البعثة الإسرائيلية لدى المنظمة الدولية في نيويورك يوم 18 الشهر الجاري، وهددت فيها بأن إسرائيل ستتصدى للسفينتين اللبنانيتين بكل الوسائل من الاحتجاز إلى التوقيف وإخضاع الناشطين على متنهما سواء أكانوا رجالا أم نساء للمحاكمة. ودحضت الرسالة اللبنانية الادعاءات والمزاعم الإسرائيلية بخصوص الحصار المفروض على غزة، والذي يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي الإنساني، ويهدد السلم والأمن الدولييْن، محملة إسرائيل المسؤولية الكاملة عنه. وأشارت الرسالة إلى أن القوانين اللبنانية لا تسمح بانتقال السفن مباشرة إلى الموانئ الخاضعة للسلطات الإسرائيلية بما فيها مرفأ غزة، كما أنها لا تسمح بمنع أي مركب بحري من مغادرة موانئه في حال كانت محتوياته والأشخاص الذين على متنه والوجهة التي يقصدها تقع ضمن نطاق القوانين اللبنانية وتحترم الإجراءات التي تفرضها. سيناريوهات وحسب مصادر صحفية ، فإن السيناريوهات المطروحة هي إما ألا تنطلق السفن أبدا من لبنان -وهذا أمر يستبعده المنظمون على الأقل- وإما أن تنطلق السفينتان باتجاه قبرص، ومن هناك تمنع من الدخول إلى المياه الإقليمية لقبرص وتعود إلى لبنان، وإما أن تمنع في المياه القبرصية وتتوجه مباشرة إلى غزة. و هذه السيناريوهات الثلاثة مرهونة بالنقاشات الدائرة حاليا حول هذه العملية، خاصة أنها عملية صعبة في ظل التهديدات الإسرائيلية الجدية، مما يحتم على المعنيين أن يدرسوا الأمر بترو وحكمة، خاصة أن الغرض من العملية هو إحراج إسرائيل. وكان لبنان أعلن أنه سمح لسفينة متجهة إلى غزة بالإبحار إلى قبرص، لأن حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل تمنع الإبحار مباشرة إلى غزة، كما تستعد سفينتان لبنانيتان للانطلاق إلى غزة وسط تهديدات إسرائيلية بمنعهما ومحاكمة من عليهما. وقال وزير النقل والأشغال العامة اللبناني، غازي العريضي، إنه أعطى الإذن لسفينة مساعدات بالإبحار إلى قبرص وليس إلى غزة بسبب حالة الحرب بين لبنان وإسرائيل. وأضاف أن منظمي رحلة السفينة «جوليا » طلبوا الإذن بالإبحار إلى قبرص "وسمحت لهم بذلك". ونفى العريضي أن يكون قد تعرض لأي ضغط لمنع السفينة من الإبحار مباشرة إلى غزة، مشيرا إلى أن لبنان وإسرائيل في حالة حرب "ولم تذهب باخرة من لبنان إلى إسرائيل". وأكد المتحدث باسم السفينة، ثائر غندور، أن السفينة ستبحر في أيام ، لكنه لم يحدد موعدا لدواع أمنية، حسب قوله، وأوضح أن السفينة تحمل إسمنتا ومواد طبية ولعب أطفال. تهديدات إسرائيلية وقد كرر وزير الحرب الإسرائيلي، إيهود باراك، رفضه توجه سفن من لبنان إلى قطاع غزة المحاصر منذ أكثر من ثلاث سنوات. وأشار باراك -في أعقاب لقاء مع الأمين العام للأمم المتحدة ، بان كي مون- إلى إمكانية اندلاع عنف إن أصرت هذه السفن على المضي في رحلتها. وذكرت معلومات صحفية - حسب وكالة رويترز- أن إسرائيل طلبت من الفاتيكان الإيعاز للراهبات بعدم ركوب سفينة «مريم."