توصلت التحريات المعمقة التي فتحتها مصالح الأمن الجزائري منذ شهر ونصف حول قضية المنقبة التي تقود شبكة دولية لاختطاف الفتيات والمتاجرة بأعضاء الأطفال التي كانت تنشط على مستوى العاصمة الجزائرية وضواحيها ، إلى كشف النقاب عن حقائق جد خطيرة، أخطرها العثور على مقبرتين كان يتم دفن الأطفال فيها بعد سرقة أعضائهم وإعادة بيعها لعيادات خاصة بتونس، مثل الكلى وقرنية العيون مقابل مبالغ مالية تصل إلى6000 أورو للطفل الواحد. وحسب الموقع الالكتروني الجزائري الشروق أون لاين فقد أسفرت هذه العملية عن إلقاء القبض على الرؤوس المدبرة لهذه الشبكة ويتعلق الأمر ب 4 ضباط متقاعدين، إلى جانب 10 أطباء مختصين وإطار مسؤول بمجمع تونيك سابقا وعدد كبير من النساء حيث تم وضع الجميع تحت الرقابة القضائية. وقد تم - حسب المصادر التي أوردت الخبر للموقع المذكور - من خلال هذه العملية استرجاع أكثر من 200 طفل لم يتم التعرف على هويتهم بعد، إلى جانب إحباط عملية ترحيل أكثر من 400 فتاة حامل إلى تونس، حيث تم العثور على جوازات سفرهن مع العصابة، كما تم إلقاء القبض على عدد معتبر من النسوة الكبار كن يعملن مربيات وقابلات. وتضيف ذات المصادر أنه تم استدعاء اثنين من رؤساء الدوائر للتحقيق معهما بعد أن قرر وزير العدل الجزائري معاقبتهما لإهمالهما القضية أثناء وضع الشكوى من طرف الضحية «س.فلة» البالغة من العمر 30 سنة القاطنة ببوزريعة والتي تعرضت لعملية الاختطاف والاعتداء من طرف أحد أفراد العصابة بعد أن هددوها بالقتل وفضحها بنشر صورها على الانترنيت في حالة إبلاغها مصالح الأمن أو محاولة إجهاضها للجنين حيث منحوا لها مهلة قصيرة لإحضار جواز السفر من أجل تسفيرها إلى تونس. كما تمكنت مصالح الأنتربول من إلقاء القبض على عدد آخر من الأفراد الذين ينشطون ضمن الشبكة والذين تمكنوا من الفرار إلى الخارج بعد أن وردت إليهم معلومات مفادها أن مصالح الأمن ألقت القبض على المدعو «م.س» البالغ من العمر 42 سنة القاطن ببلدية شراڤة، والذي اعترف أمام مصالح الأمن بحقائق خطيرة كشف من خلالها عن خيوط شبكته التي تستغل الفتيات مقابل مبالغ مالية لتنفيذ جرائمه الشنيعة بتواطؤ مع شريكته الأساسية التي ألقي القبض عليها ، ويتعلق الأمر بالمدعوة «هدى» البالغة من العمر 37 سنة والتي تحمل ستارا وتدعي أنها مرشدة دينية، حيث كانت تخطط وتنفذ جرائمها انطلاقا من الحلقات التي تلقيها في أحد المساجد بشاطونف بأعالي الأبيار ومسجد كائن بوسط دالي ابراهيم حيث كانت مكلفة بجلب الفتيات وإيقاعهن في براثن شبكتهم الخطيرة. ويذكر أن عددا من الصحف الجزائرية أوردت سنة 2009 خبر تورط مصحات مغربية في عملية اختطاف عدد من الأطفال الجزائريين في المدن الغربية وتحويلهم إلى المغرب، لتهريب كلاهم إلى إسرائيل وأمريكا لبيعها ما بين 20 ألفا و100 ألف دولار بتدبير وتزعم من يهودي يدعى «ليفي روزمبوم» . وأكدت ذات الصحف بأن مصالح الدرك الوطني وقتها توقفت في تحقيقاتها عند مكان استئصال الأعضاء خاصة الكلى والقرنية، بحيث تبين بأنها تتم في عيادات مغربية بوجدة ليتم بيعها . غير أن التحريات التي قامت بها منظمة الأنتربول توصلت إلى أن العيادات المغربية في وجدة، لا يمكنها أن تتوفر على تجهيزات لازمة لإجراء هذا النوع من استئصال الأعضاء خاصة قرنية العين والكلي. وتأتي قضية شبكة اختطاف الفتيات والمتاجرة بأعضاء الأطفال لتؤكد تورط عدد من المسؤولين الجزائريين في تهريب والمتاجرة بأعضاء البشر، وكذا في احتراف السلطات الأمنية و الإعلام الجزائري في إلقاء لائمة المتاجرة بأعضاء الطفولة الجزائرية على دول الجوار، فبعد أن تبخرت أحلامالجهات المذكورة في توريط مصحات المغرب في فضيحة سنة 2009 جاء دور هذه المرة على المصحات التونسية لتذوق من حنظل الاتهامات الجزائرية.