في الوقت الذي تداولت فيه أنباء متواترة بموريتانيا عن نقل الانفصالي عمر الصحراوي المدان في قضية اختطاف ثلاثة عمال إغاثة إسبان علي الارض الموريتانية في نونبر الماضي من سجن نواكشوط المركزي إلي جهة مجهولة تمهيدا لتسليمه إلي مالي في إطار صفقة مع القاعدة في المغرب الاسلامي قد تتوج بتراجع التنظيم الارهابي عن تهديده المعلن قبل أيام بقتل رهينتين اسبانيين ما زالا قيد الاحتجاز, دخل الجزائري رمضان لعمامرة مفوض السلم والأمن في الاتحاد الافريقي في مناورة جزائرية جديدة لخلط أوراق ملف الارهاب بمنطقة الساحل الافريقي و تحقيق مكسب ديبلوماسي و إستخباراتي جديد توظفه الجزائر عبر المنظومة الافريقية لخدمة أجندة مصالحها بالمنطقة . فقد تعمد المسؤول الجزائري الحامل لمسؤولية حساسة بالاتحاد الافريقي اللقاء بوفد من جبهة البوليساريو يضم إطارات ومسؤولين إنفصاليين يوجدون لأزيد من شهر في ضيافة الحكومة الجزائرية ضمن ما يسمى بالجامعة الصيفية لأطر الجبهة الانفصالية التي تمولها خزينة الشعب الجزائري لفائدة أزيد من 650 عنصر من البوليساريو وفرت لهم ظروف الراحة و الاستجمام بمنتجع بضواحي العاصمة الجزائرية بعيدا عن صيف تندوف الشديد الحر . و الغريب أن المسؤول الافريقي تباحث مع الوفد الانفصالي في مواضيع ذات صلة بالشأن الأمني الافريقي لاسيما في منطقة الساحل وكذا المغرب العربي و كشف لهم رمضان لعمامرة عن خطة عمل تهدف لاعتماد صيغ جديدة لمحاربة الإرهاب في الساحل والقرن الإفريقي دون أن يفوته إنتهاز الفرصة دون واجب التحفظ الذي تفرضه عليه مسؤوليته في دواليب الاتحاد الافريقي لتبرئة ساحة البوليساريو من تهمة الارهاب التي تلاحقها بمقتضى مجموعة من التقارير و الشهادات الموثقة التي تؤكد صلة الجبهة الانفصالية بخلايا تتظيم القاعدة بالمنطقة و عقدها لصفقات و تقديمها لخدمات مناولة لصالح أهداف التنظيم الارهابي . وقد أكد لعمامرة لوفد الانفصاليين أن إطلاق وصف الإرهاب على حركتهم ، يراد منه خلط الأوراق، بعيدا عن إدراك الحقائق و أشار الى أن وصف المغرب لجبهة البوليساريو بالحركة المتمردة، يتعارض مع مواثيق الاتحاد الإفريقي الذي يعتبر الجمهورية الوهمية عضوا فيه يتمتع بكامل الحقوق. و الغريب أن المناورة الجديدة للديبلوماسي الجزائري و توظيف مسؤوليته بمنظمة قارية لتبرئة ساحة البوليساريو من تهمة الارهاب التي تلاحقها وتوزيعه لصكوك الغفران للتنظيم الانفصالي المتمرد ينطوي على العديد من التجاوزات و المغالطات التي يتعين على قادة الاتحاد الافريقي التدخل العاجل لاتخاذ موقف حازم منها حتى لا تتحول كما هو الحال حاليا هياكل الاتحاد الافريقي العصي الولادة الى جسر تستغله الجزائر متى رغبت في ذلك لتمرير حساباتها و خذمة مصالحها الضيقة الآنية . و حيث أن الشيء بالشيء يذكر فإن المناورة الجزائريةالجديدة المنطوية على العديد من المغالطات تتزامن مع حالة الغليان التي تشهدها هياكل الجبهة الانفصالية و التي تنذر بقرب التشتت الداخلي للتنظيم الانفصالي بفعل واقع الانشقاقات المتوالية التي تشهدها قيادة الرابوني و التي يؤكدها النزيف البشري المتواصل لقياداتها و عناصرها في إتجاه المغرب متى توفرت الظروف المواتية لذلك . وبذلك تفهم المناورة الجزائريةالجديدة بأنها محاولة يائسة لضخ جسد البوليساريو المتهالك و المحتضر بجرعات جديدة من المقويات الديبلوماسية لاعادة شيء من البريق لشعلته الخافتة . إنه شوط جديد من أشواط المؤامرات الجزائرية المتجددة لخلط الأوراق خدمة لأجندة حكام قصر المرادية الذين يبررون وجودهم و تسلطهم بإثارة نار الفتن بالمنطقة و تزويدها في كل مناسبة بالوقود الكافي لضمان إشتعال جذوتها المستمر مما يحيل رسالتهم و مأموريتهم مسترسلة في الزمان لا يحد من جموحها أي واقع أو طرف مهما طالت يده و إمكانياته .