غيب الموت في العاصمة الجزائرية يوم الخميس الماضي الكاتب الروائي الجزائري المعروف الطاهر وطار صاحب الإبداعات الروائية : (اللاز) و(عرس بغل) و(الحوات والقصر) و(الشمعة والدهليز) و(قصيدة في التذلل) وسواها كثير.. جاء وطار إلى حقل الإبداع الروائي بعد أن خاض مضمار السياسة في عضويته بجبهة التحرير الجزائرية وبذل الكثير من العطاء في سبيل نيل الجزائر الاستقلال عن فرنسا لذلك جاءت معظم أعماله معبرة عن حياته والتجارب التي عاشها. برع الوطار الذي يعد في طليعة مؤسسي الأدب الحديث بالجزائر من خلال أعماله الروائية في تصوير عوالم مثيرة للدهشة داخل تفاصيل الحياة اليومية بالجزائر في أكثر من فترة زمنية قبل وبعد الاستعمار تحتشد بصنوف من التحدي والمواجهة للواقع الصعب . عرف وطار المولود عام 1936 الذي أمضى الأعوام الأخيرة في صراع مع المرض بجهوده الإبداعية في كتابة نصوص قصصية ومسرحية وروائية وعدد من سيناريوهات الأفلام وجاءت جميعها باللغة العربية على خلاف الكثير من زملائه الكتاب الجزائريين. تحفل أعمال الطاهر الوطار الروائية بواقعية لا تخلو من فطنة الجاذبية وذلك عائد لأسلوبية الروائي الراحل في إثراء مجمل أعماله بخليط من الحداثة والموروث الثقافي لوطنه حيث يوظف بإتقان أساطير وطقوس وحكايات ورموز قديمة في الإشارة إلى كثير من المواقف بغية أن ينأى عن نصه سمة الخطابة الزاعقة . جرى تكريم الوطار الحائز على جائزة سلطان العويس العام الفائت في كثير من البلدان العربية والعالمية واستقبلت كتاباته بحفاوة النقد حيث جرى ترجمة البعض منها إلى لغات عالمية عديدة وشارك في كثير من الملتقيات والمناسبات الثقافية من بينها عضوا في أكثر من لجنة تحكيم مهرجان سينمائي عربي .