أعاد إعلان وزارة الداخلية أخيرا عن تفكيك خلية إرهابية من 18 عنصرا التخوف على الوضع الأمني بالمغرب إلى واجهة الأحداث. وأمام تناسل أخبار تفكيك خلايا إرهابية ، رفع المراقبون سقف التخوف إلى أعلى المستويات، وسط تنامي فرضية استعادة الخلايا الإرهابية النائمة لنشاطها من جديد، بعد تجاوز الشدة الأمنية، التي أعلن عنها المغرب عقب أحداث 16 ماي بالدار البيضاء. و ذكرت مصادر مطلعة أن عنصرا من عناصرالخلية الارهابية التي تم تفكيكها أخيرا كان يتم إعداده للسفر إلى أحد البلدان المعنية بنشاطات القاعدة، وهي أفغانستان أو العراق أو الصومال. وأن الخلية كانت في المراحل النهائية لتنفيذ عمليات إرهابية ، وقد أجرت تجارب على متفجرات وصواعق كانوا ينوون استخدامها في اعتداءاتهم. وأضافت ذات المصادر أن الخلية الجديدة، التي تتواصل التحقيقات معها، بإشراف النيابة العامة، تم العثور بحوزتها على مجوهرات وحلي كانت تمول من عائداتها عملياتها ، وغالبية عناصر الخلية، تنتمي جغرافيا إلى مدينة طنجة ، وتم العثور أيضا على مواد لصناعة المتفجرات التقليدية، لتي تستعملها عادة الجماعات المتطرفة في صناعة الأحزمة الناسفة. وقد نجح المغرب مرة أخرى في نهج سياسة أمنية استباقية ترمي إلى استباق وقوع الحدث من خلال عملية جمع المعطيات والمعلومات الأمنية، ومراقبة المتهمين المشكوك في علاقاتهم وتوجهاتهم الإيديولوجية، وكذلك سجناء السلفية الجهادية الذين سبق لهم أن سجنوا في إطار ملفات الإرهاب. ولم تتوفر إلى حد الساعة معلومات حول صلات محتملة لخلية ال 18 ، بتنظيم القاعدة، إلا أن تواتر تفكيك الخلايا الإرهابية في المغرب، يؤكد وفق الملاحظين يقظة المصالح الأمنية لتجنيب المغرب أي ضربة جديدة، من الخلايا الإرهابية . وعموما فإن المستقرئ لطبيعة الخلايا النائمة المفككة أخيرا، يرى أنها تتكون في معظمها من عناصر سبق وأن أدينت في السابق وتم الإفراج عنها إما لانتهاء محكوميتها أو في إطار عفو ملكي في تكريس واضح لمبدأ العود. كما أن فتح باب المراجعة أمام بعض العناصر المتورطة في ما يسمى بقضايا الإرهاب أصبحت عليها الآن أكثر من علامة استفهام . ومعلوم أن الخلايا المعلن عن تفكيكها هذا العام ثلاثة: الأولى في أبريل مرتبطة بتنظيم القاعدة وتضم 24 فردا منهم من سبق وأدين بتهم الإرهاب. الثانية في شهر مايو كانت تخطط لضرب مصالح اليهود في المغرب. والثالثة في شهر يونيو يتزعمها فلسطيني وتتكون من11 فردا، وكانت تستهدف مسؤولين حكوميين ومثقفين علمانيين في العالم الإسلامي. وعلى الرغم من أنه لم يثبت لحد الآن أي صلات محتملة لهذه الخلية، بتنظيم القاعدة، إلا أن تكرار تفكيك عدة خلايا إرهابية في الداخل، وبالتزامن مع تزايد قوة ونشاط التنظيم في الصحراء الإفريقية الكبرى، تجعل كل هذه مؤشرات موضوعية تفرض على الأمن المغربي رفع درجة اليقظة والحذر إلى أعلى الدرجات. وترجح فرضيات ارتباط خلايا نائمة بالمغرب مع تنظيم القاعدة لاعتبارات عدة منها أن التنظيم لا ينفك يتوجه بالتهديد إلى المغرب، ولأن عدة خلايا نائمة، وفي إطار استعادة نشاطها قد تحاول الانتقام لاعتقال أزيد من 2000 متهم الإرهاب. كما أن بعض المحللين يرجحون فرضية ارتباط هذه الخلايا بتنظيم القاعدة ولو على مستوى التبعية الإيديولوجية. وبالاعتماد على بيانات الداخلية المغربية، قد يفوق عدد _الخلايا النائمة - التي تم الإعلان عن تفكيكها سبعين خلية حتى الآن، بما يوحي أن المغرب أمام عدد هائل ممن الخلايا.