ترى مصادر عسكرية وبحرية ان حماية سفن الشحن والصيد من قراصنة جريئين مجهزين تجهيزا جيدا وينشطون في بقعة شاسعة من المحيط الهندي ، قبالة سواحل الصومال، امر مستحيل ، بدون تعبئة دولية قوية. واثبتت محاولة اعتراض سفينة الصيد الفرنسية «»لو درينيك»» ، على مسافة اكثر من700 كلم من الصومال, ان القراصنة ، الذين كانوا يقومون بعملياتهم في الماضي قرب السواحل, تأقلموا مع وجود سفن حربية في مياههم ، ووسعوا نطاق عملياتهم. وسيطر قراصنة في عرض الصومال على سفينة شحن تملكها شركات يونانية ، وتقل 25 بحارا ، حسب وزارة الملاحة البحرية اليونانية, كما افاد مسؤول برنامج مساعدة البحارة في كينيا ، اندرو موانغورا ، عن خطف سفينة أخرى. وقال المتحدث باسم هيئة الاركان الفرنسية ، الكابتن البحري ، كريستوف برازوك، معلقا على الهجوم على سفينة«لو درينيك»، «»انه امر جديد تماما»» ، مشيرا الى ان الهجوم وقع «»على مسافة بعيدة جدا من السواحل, اقرب الى جزر السيشيل منها الى الصومال»». واوضح ان هذه المناطق المخصصة لصيد السمك ، والبعيدة عن خطوط الملاحة الدولية ، شاسعة الى حد لا يمكن للسفن الحربية تسيير دوريات فيها وضمان امنها ، مثلما تفعل حيال طرقات الملاحة التي تجوبها السفن. وتابع ان هناك في الوقت الحاضر «»15 سفينة في منطقة خليج عدن/بحر العرب, اما في اطار القوة الدولية الضاربة150 او في اطار وطني. وبينها سفينتان فرنسيتان»». وقال ان هذه السفن «»تعمل على ضمان امن ممر بحري في خليج عدن. انها طريق بحرية تعبرها16 الف سفينة في السنة ، وشن فيها القراصنة سبعين هجوما منذ مطلع العام»». وفي مواجهة نشر سفن حربية ووحدات كومندوس بحرية كالفرق التي وضعت في2007 على متن سفن استأجرها برنامج الاغذية العالمي بين كينيا والصومال, بدل القراصنة تكتيكهم ، فباتوا يختبئون في «»سفن ام»» اشبه بقواعد عائمة ، ولا يمكن تمييزها عن سفن تجارية عادية, ويبتعدون من السواحل ومن الطرق البحرية الخاضعة للمراقبة. ورأى الاميرال الفرنسي المتقاعد ، لوران ميرير، القائد السابق لمنطقة المحيط الهندي البحرية ، انه حين يهاجم القراصنة سفن صيد ، «»يكون الامر اكثر تعقيدا بكثير»». واوضح ان «»صيادي السمك من حيث طبيعة عملهم يبحثون عن السمك في مكان وجوده. كما انهم عندما يصطادون ويلقون شباكهم في المياه, فهم اشبه باسرى ولا يمكنهم الفرار بزيادة سرعتهم»». وتابع «»من الصعب جدا حمايتهم. ينبغي توافر تعاون دولي قوي ورصد عدد كبير من السفن»». وطرحت فرنسا واسبانيا ، اللتين ينشط صيادوهما بالمحيط الهندي ، في نهاية يوليوز، تشكيل قوة بحرية دولية مكلفة خصيصا بالتصدي للقراصنة الصوماليين ، ودعا البلدان الى تعاون دولي. وقال وزير الدفاع الفرنسي ، ارفي موران ، آنذاك «»انها بنظرنا عملية صعبة على مساحة بحرية كبيرة نملك فيها في غالب الاحيان وسائل ، ولكن ليس بشكل دائم»».