أحيى حزب الاستقلال بحضور وفد هام من اللجنة التنفيذية الجمعة الماضية ذكرى معركة وادي المخازن بجماعة السواكن الواقعة بين العرائش والقصر الكبير. وعكست مداخلات عدد من المناضلين الاستقلاليين بالقصر الكبير والعرائش والسواكن الشاهدة على أطوار المعركة المصيرية أهمية الحضور الوازن لقيادة حزب الاستقلال في هذا المهرجان، مما يجسد الاهتمام البالغ لحزب الاستقلال بالصفحات المشرقة والمحطات الكبرى في تاريخ المغرب. وأكد عبد الواحد الفاسي في عرض بالمناسبة أن هذه المعركة مليئة بالعبر والدروس في مقدمتها التضامن الذي خول المغاربة تحقيق معجزة كبرى حيث استطاعوا هزم قوة عظمى في البر والبحر ومدعومة من الغرب ومن البابا، وبفضل التلاحم بين الملك والشعب والعلماء وإرادة الدفاع عن الإسلام كان النصر حليفهم، فيما كانت الضربة موجعة للصليبيين الذين كانوا يسعون الى فتح بوابة نحو المشرق ونحو إفريقيا، كما شكلت هذه المحطة منعطفا استراتيجيا في علاقات المغرب الخارجية حيث تأكدت هيبة الدولة المغربية وقوتها أمام المناورات ونوايا الغزو سواء من العثمانيين أو الأوروبيين. وأبرز شيبة ماء العينين أهمية هذا الاحتفاء لكونه يجسد الاستمرارية والوفاء للمواقف والرسائل التي دافع عنها المغاربة منذ قرون، مضيفا أن المجد الذي صنع في السواكن هو مِلْك لكل المغاربة وبالتالي فإن المنطقة تحتاج إلى نيل حظها من التنمية والاهتمام على المستوى الاجتماعي والاقتصادي والثقافي من أجل العمل على صلة الماضي بالحاضر والمستقبل. وجدد التأكيد في الختام على أهمية الوحدة بين المغاربة على مر العصور لرفع التحديات وكسب الرهانات مهما بلغت صعوباتها.