بداية من الثانية عشر من يوم السبت سيعود توقيت المملكة إلى ما كان عليه قبل فاتح ماي الماضي، وذلك بإرجاع التوقيت إلى 60 دقيقة إلى الوراء، القرار جاء بعد حوالي ثلاثة أشهر من تطبيق الساعة الإضافية والتي سعت من خلالها المملكة إلى تخفيض استهلاك الطاقة بالبلاد، بالإضافة إلى كسب حيز زمني يمكن المغرب من تجاوز مشكل الفارق الزمني مع الشركاء الاقتصاديين خصوصاً دول الاتحاد الأوروبي. ويأتي القرار قبيل أيام من شهر رمضان الكريم، وهو الشهر الذي يجمع العديد من المواطنين على عدم إمكانية تطبيق الزيادة في ساعة المملكة فيه. الساعة الإضافية تنعكس بالإيجاب على الاقتصاد الوطني للسنة الثالثة على التوالي يحقق تطبيق الإضافة في الساعة الرسمية للمملكة نتائج إيجابية، سواء على المستوى الطاقي أو على مستوى المبادلات التجارية للمغرب مع شركائه الأوروبيين. فالساعة الإضافية مكنت المغرب من مواكبة وتيرة النشاط الاقتصادي للشركاء الإقليميين والدوليين ، زيادة على تعزيز أداء اقتصادنا الوطني خلال فترة الصيف، التي تعتبر أحد أهم فترات السنة. هذا الإجراء الذي تم العمل به لأول مرة سنة 1984 ثم سنة 1985 ثم سنة 1989 ، حقق من خلاله المغرب مكسبا مهما يتمثل في تخفيض استهلاك الطاقة وذلك من خلال الاشتغال في الأوقات التي تعرف وجود أشعة الشمس خصوصا بالنسبة للإدارات والوحدات الإنتاجية، الشيء الذي يغني عن استعمال مصابيح الإنارة. من جهة ثانية خول هذا القرار للمغرب تجاوز مجموعة من المشاكل على مستوى إجراءات التعامل مع الشركاء الاقتصاديين وتخطي عقبة الفارق الزمني الذي قد يعترض السير العادي لعمل الفاعلين الاقتصاديين. الساعة الإضافية... بين مرحب ومنتقد انقسم الشارع المغربي بين مؤيد ومعارض لقرار الإضافة الذي عرفته ساعة المملكة، الموضوع الذي أثار الكثير من اللغط في أوساط المواطنين، الذين اختلفت تفسيراتهم ووجهات نظرهم. فمنهم من يرى أن الإضافة في التوقيت، وإن كانت لها انعكاسات إيجابية على اقتصاد المملكة، فإنها لا تخلو من سلبيات خصوصا على المواطن. بالإضافة الى ذلك، يرى آخرون أن هذه الزيادة تخلق حالة من الارتباك في أوساط المواطنين خصوصا في الأيام الأولى من تطبيقها ، خصوصا وغياب حملة تواصلية من أجل تحسيس المواطن. وفي اتصال هاتفي أجرته العلم مع وزارة تحديث القطاعات العامة، أكد مسؤول في الوزارة أن هذه الخطوة ليست بجديدة، وأن جميع القطاعات كانت مستعدة واتخذت احتياطاتها اللازمة من أجل الانسجام مع التوقيت الجديد والتكيف معه. وذلك قبل أن تطبق الزيادة في التوقيت. رمضان يعجل بالعودة الى التوقيت العادي للمملكة يشكل شهر رمضان الأبرك أحد عوائق تطبيق الساعة الإضافية، فهذه الزيادة رعما ما لها من أهمية، إلا أن تطبيقها في هذا الشهر الفضيل يبقى أمرا صعبا نظرا لتزامن أوقات الإفطار والصلاة والسحور مع أوقات غير مناسبة (صلاة التراويح قد تدوم الى غاية منتصف الليل مثلا). غير أن قرار الحكومة بإعادة التوقيت قبل حلول شهر رمضان بعث الطمأنينة في نفوس المواطنين الذين رأوا فيه قرارا صائبا. ساعة قديمة وساعة جديدة...!!؟ من الأمور الطريفة التي واكبت تطبيق الإضافة في ساعة المملكة مجموعة من الطرائف في أوساط المواطنين، أهمها أن هناك «ساعة قديمة وساعة جديدة» في مخيلة البعض، الشيء الذي يثير مجموعة من المشاكل خصوصا عندما يتعلق الأمر بأداء الصلاة، فهناك من يصر على ألاَّ يضيف 60 دقيقة لساعته مخافة أن يصلي الصلاة في غير وقتها...!! في حين لم يخف آخرون أن «الساعة الجديدة» تعطيهم فرصة للعودة باكرا لديارهم وإن كان ذلك على حساب ساعة من وقت نومهم.